الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين خلال محاكمته عام 2004

هل تذكرون الخائن الذي باع “صدام حسين” وكشف عن مكانه السري؟ شاهدوا كيف كافأته أمريكا!

الميدان اليمني – متابعات

يبقي السؤال المرير كم مرة كان بيننا خائن واحد “علي الأقل”.

ويلح السؤال حينما نتذكر سقوط مصر في يد الاحتلال العثماني البغيض، أو معركة التل الكبير وغيرها من أحداث لم نكن لنهزم فيها إلا بالخيانة.

ويتذكر أبناء جيلي ومن يكبرنا في السن كيف سقطت العاصمة العراقية بغداد في قبضة القوات الأمريكية أبان غزو العام ٢٠٠٣. كما نذكر جيدا مشهد القبض علي الرئيس العراقي الراحل (صدام حسين).

إليكم الآن تفاصيل قصة الخيانة التي أدت للقبض عليه.

الفجر الأحمر:

ربما شاهد بعضنا فيلم (الفجر الأحمر) الأمريكي من إخراج المخرج “جون ميليوس” وإنتاج عام ١٩٨٤، وتدور احداثه حول غزو الاتحاد السوفيتي وكوبا ونيكاراغوا للولايات المتحدة الأمريكية لتبدأ أحداث الحرب العالمية الثالثة، وتتابع الأحداث بقيام مجموعات من طلاب المدارس الثانوية الأمريكية بمقاومة الغزو بحرب العصابات.

تيمنا بهذا الفيلم اسمت القيادة الأمريكية اسم العملية التي قادت إلي القبض علي صدام حسين في الثالث عشر من ديسمبر عام ٢٠٠٣، في منطقة الدور وهي مدينة من مدن محافظة صلاح الدين، وتقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وفي الوسط تقريبا بين سامراء وتكريت مسقط رأس صدام حسين.

تم تنفيذ المهمة من قبل فرقة العمليات المشتركة ١٢١ وهو فريق العمليات الخاصة النخبة والسرية المشتركة في الجيش الأمريكي، بدعم من فريق اللواء القتالي الأول (بقيادة العقيد جيمس هيكي) من فرقة المشاة الرابعة ، بقيادة اللواء ريموند أوديرنو.

٢٥ مليون دولار:

في كتابه (استجواب الرئيس) كان “جون نكسون” وهو أول صحفي يلتقى الرئيس العراقى بعد وقوعه فى الأسر، الكثير من الأسرار.

يحكي الكاتب الأمريكي كيفية سقوط صدام حسين في يد الأمريكين فيقول (كانت القوات الأمريكية قد استطاعت القبض على محمد إبراهيم عمر المسلط يوم 12 ديسمبر 2003، وكان محمد إبراهيم هو رئيس حراس صدام الشخصيين خلال فترة فراره، وسرعان ما انهار وبسهولة بعد أن حاول التأكيد بأنه لا يعرف مكان وجود صدام، غير أن إغراء الجائزة (25 مليون دولار) قد تفوق على الولاء الشخصي، فقاد أفراد القوات الخاصة إلى مخبأ صدام حسين.

ويتابع في الكتاب: “قاد محمد إبراهيم القوات الخاصة إلى المزرعة ذاتها التى كان صدام قد اختبأ فيها فى عام 1959 فى أعقاب اشتراكه فى المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الذى قاد الانقلاب الذى أسفر عن مقتل الملك فيصل الثانى والقضاء على النظام الملكى الهاشمى الذى حكم العراق مدة سبعة وثلاثين عامًا”.

لحظات أخيرة قبل السقوط:

بعض الجنود الأمريكيين المشاركين في العملية تحدثوا عنها.

منهم الرقيب (إريك مادوكس) الذي لا يزال يذكر اليوم السابق للقبض علي صدام، يومها سقط (محمد إبراهيم) حارسه الشخصي، عندما شاهده الرقيب مادوكس عرفه فورا كان يعرفه من صور وزعت عليهم وذقنه التي تشبه دقن جون ترافولتا.

كانت أول كلمات مادوكس لحارس صدام: (كنت أتطلع لرؤيتك) … ليجيبه إبراهيم بأنه كان لديه نفس الرغبة.

ويكشف مادوكس في شهادته فعل غير قانوني للجيش الأمريكي، أو فعلين بالأحري بداية من القبض علي ٤٠ فرد من أسرة إبراهيم دون ذنب، والثاني هو مقايضته بهم… اعترف أين الرئيس وسنخلي سراحهم. ويضيف انه اتفق معه في وقت لاحق علي ارشادهم للمخبأ لكنه لم يوضح ثمن الخيانة.

العراقي الأمريكي:

عراقي آخر كان شريكا في ما حدث، لكنه كان قد غادر لأمريكا منذ سنوات طويلة وحصل علي جنسيتها، وعاد غازيا لبلاده. ويظهر في الصورة ممسكا بصدام حسين.

إنه المترجم في الجيش الأميركي (سمير) والذي يقول: “في الساعة الواحدة مساء أحضروا إبراهيم لنا وقد أرانا على خارطة، الموقع الذي من المفترض أن صدام يختبئ فيه”.

ويتابع متحدثا عن نفسه: (( عرفت الموقع بدقة. لقد كان في شمال غربي المدينة، بالقرب من مزرعة عائلة قيس نامق أحد حراس صدام حسين، حيث وقع تبادل لإطلاق النار قبل بضعة أشهر)) .

وشملت عملية القبض على صدام نحو ألف جندي أميركي، بحسب موقع “esquire”، وتم خلالها الإغارة على عدد من المزارع في المنطقة خلال الوقت نفسه. بينما تشير مصادر أخرى إلي أن الجنود كان عددهم ٦٠٠ جندي أمريكي، لكن المصادر جميعها تؤكد وجود غطاء جوي.

وبيّن سمير: “قررنا أخذ إبراهيم في سيارة مدنية، كنت أنا وهو ومجموعة من الجنود حيث خرجنا من تكريت باتجاه الدور، ولدى وصولنا إلى الطريق الرئيسي الذي يصلنا إلى المزرعة، قال إبراهيم إنهم سيعلمون أننا هنا إذا استمرينا في القيادة”، مما دفع الجنود للترجل.

وتابع سمير: “عندما وصلنا إلى المزرعة قبضنا على رجلين كانا يحرسان صدام (في إشارة إلى علاء وقيس نامق الذين أخفيا صدام لأشهر)، ولم نتمكن من الحصول على أية معلومات منهما، لذا قررنا إحضار إبراهيم إلى الموقع”.

واسترسل مادوكس بذكر مزيد من التفاصيل، قائلا :”بدأ إبراهيم بالصراخ على صاحب المزرعة قيس نامق، كي يرينا موقع صدام، لكن قيس رد بالقول إنه لا يعرف شيئا”.

وبدوره أضاف راسل: “كانوا يضغطون عليه لمعرفة مكان صدام، إلى أن حرك إبراهيم قدمه مشيرا إلى حصيرة على الأرض وقال إنه هنا”.

في تمام الساعة ٨،٢٥ مساء، تم اكتشاف الحفرة التي اختبأ صدام بداخلها.

وقال سمير: “عندما فتحنا الغطاء، بدأ بالصراخ قائلا (لا تطلقوا النار، لا تطلقوا النار)، بينما صرخت أنا مطالبا إياه بالخروج. أخيرا وضع صدام يدا في الهواء ثم الأخرى، وأمسكت بيديه وساعدت في إخراجه”.

وأوضح: “عرفت أنه هو من صوته، لقد ترعرعت في العراق وكنا نشاهد صدام على التلفاز كل يوم، لكنني لم أتمكن من التعرف على شكله لأنه كان مختلفا، لقد كان هناك الكثير من الشعر على وجهه”.