الميدان اليمني – وكالات
كشفت صحيفة “أوبزيرفر” عن اخطر رجل في الشرق الأوسط ويجب عزله قبل أن يتسبب بكارثة.
وقالت الصحيفة في مقال للمعلق سايمون تيسدال إن : “محارب الظل: بنيامين نتنياهو يقوم بمقامرة خطيرة مع إيران” أن منطقة معروفة بمروجي الحرب والطغاة يبدو فيها بنيامين نتنياهو كأخطر رجل في الشرق الأوسط، ليس بشار الأسد “غاولايتر” أو نازي دمشق. وليس محمد بن سلمان ولا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف الكاتب أن نتنياهو هو المرشح المقنع لأن يكون مرشحا للقب “الرجل الخطير”، فقد تفوق رئيس الوزراء على نفسه في الفترة الأخيرة عندما هدد بحرب مع إيران، وأمر بهجمات متفرقة، وقتل عالما نوويا كبيرا وخرّب محاولات دولية للإصلاح، وتحدى الولايات المتحدة الحليف الذي لا يستغني عنه.
وأشار تيسدال إلى الهجوم الغامض الأسبوع الماضي على منشأة نطنز والذي دمر معدات حيوية، وكانت الضربة الأكثر إثارة منذ الهجوم الإلكتروني “ستاكسنت” عام 2010. ويريد نتنياهو المحرض أن يعلم العالم من المجرم، وكان مثل من يلوح بالراية الحمراء أمام ثور. ويعلق الكاتب أن نتنياهو بهذه الأفعال يقود إسرائيل إلى المعاناة فقط.
وخلال العامين الماضيين حاول نتنياهو وفشل في أربع جولات انتخابية لكي يحصل على تفويض من الناخبين ودعم لماركته من القومية الخائفة والتي تصل إلى حد العنصرية والشعبوية اليمينية المتطرفة. وخسر بالإضافة إلى هذا حليفه دونالد ترامب الذي يشترك معه بالمواقف.
ولو قررت غالبية الناخبين الإسرائيليين الذين يرونه شخصا محرجا نتيجة المباحثات حول تشكيل الحكومة المقبلة فسينتهي حكمه الطويل. وربما جنبتهم المحاكم التعب، فهو يواجه محاكم بالفساد، مع أنه ينكر هذا.
واقترح المعلقون الإسرائيليون والأمريكيون أن فهم هذا المأزق قد يكون المفتاح لجهود نتنياهو عرقلة المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن العودة لاتفاق 2015.
وقال المعلق فريد كابلان إن “زرع الخوف والأزمة هما أمله (نتنياهو) الوحيد للتمسك بالسلطة”.
وعلّق الكاتب في صحيفة “هآرتس” ألون بينكاس: “الحكمة السائدة في إسرائيل هي أن نتنياهو يقوم بشكل متعمد وخطير بتصعيد المواجهة منخفضة الوتيرة مع إيران بهدفين متداخلين”. الأول هو “أزمة وطنية قد تغير المناخ السياسي المعاكس” والثاني، فمن خلال الحديث بهوس عن المشروع النووي الإيراني وصواريخها يأمل نتنياهو بـ”إرباك وتعقيد المحادثات الإيرانية- الأمريكية”.
وقال تيسدال إن محاولة تقويض جهود حليف إسرائيل الأقرب نابعة من خدمة النفس “تقوم أولا بخلق أزمة مع الولايات المتحدة ثم تقدم نفسك بأنك الشخص الوحيد القادر على نزع فتيلها”. ويتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن مع بريطانيا والاتحاد البريطاني أن معظم ملامح الاتفاق النووي عام 2015 تظل الأمل الوحيد للتأكد من التزام إيران بكلمتها، حيث تقول إنها لا تريد أسلحة نووية.
وقاد قرار دونالد ترامب الخروج من الاتفاق النووي وفرض عقوبات مشددة على إيران إلى تصعيد وانتقام وعدم التزام إيراني. والمفارقة أن هذا الهدف قاد إيران للحصول على القدرات لصناعة القنبلة النووية. وبالموازنة مع قرارات ترامب، زادت ملامح عدم الاستقرار في المنطقة والهجمات الانتقامية بين الطرفين. وتم تكرار نفس الأشكال التي تهزم الذات في الأسبوع الماضي بمنشأة نطنز. وقررت إيران التي أُجبرت للرد على استفزازات نتنياهو، إنها ستشغل أجهزة طرد مركزي متقدمة في نفس المنشأة وتزيد عمليات تخصيب اليورانيوم، وأطلقت صاروخا على سفينة إسرائيلية في الخليج. وربما كان الوضع أكثر سوءا لو لم يأمر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي المفاوضين بالعودة إلى فيينا وتجاوز في هذا مطالب المتشددين.
وقد شاهد المرشد المعادي لأمريكا بشكل أعمى المصيدة التي نصبها نتنياهو. وبات أمن إسرائيل وبشكل فعلي يقوم على ضبط إيران لنفسها. ومن خلال تسريب مسؤولية إسرائيل عن عملية كانت تنفيها أو تحاول التكتم عليها، فقد دفع نتنياهو ما يطلق عليها “حرب الظل” للخروج إلى العلن بشكل يجعل من الصعوبة احتواءها.
وربما أثّر هذا على غزة وسوريا ولبنان، حيث توجد جماعات وكيلة عن إيران، مما سيؤثر على سياسات بناء الجسور مع الخليج. وتهدد أيضا بتقوية الجناح المتشدد في إيران وفوزهم بانتخابات حزيران/ يونيو المقبلة، وكل هذا يترك أثره على كل الإسرائيليين. وكما يعرف نتنياهو جيدا، فمواجهة علنية مع إيران ستجبر الأوروبيين على الوقوف مع إسرائيل مما سيربك توازنهم الدبلوماسي الحذر، وهذا يحدث.
ففي الأسبوع الماضي، شجبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الجهود الإيرانية في تخصيب اليورانيوم، ولم تذكر عملية التخريب في نطنز. ويناقش بينكاس في “هآرتس” أن الانحدار نحو الفوضى بدأ منذ 3 أعوام عندما رفض ترامب اتفاق 2015 وبتشجيع من نتنياهو “فخلال تلك الفترة تم توسيع الحملة الجوية والحرب الإلكترونية إلى حرب بحرية وعمليات القتل المستهدف على التراب الإيراني. والأيام الأخيرة لم تكن عملية تصعيد نوعي بل الإعلان ولم تعد هذه حرب ظل”.
ويرى تيسدال أن ألاعيب نتنياهو تمثل تحديا لبايدن، فلا حب مفقود بين الرجلين. ويختلفان حول فلسطين، ويشك بايدن بشلّة نتنياهو السعودية. ولم ينس إهاناته وازدراءه لأوباما ولا علاقاته مع ترامب والجمهوريين ولن يجر إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وكتب كابلان أن “بايدن في وضع جديد للضغط على نتنياهو، فالتزامه بإسرائيل معروف” و”حان الوقت لأي رئيس أمريكي للتوضيح أن مصالح الولايات المتحدة لا يمكن جعلها تابعة لاستراتيجيات محلية لرئيس الوزراء ولا حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي”.
ومشاعر كهذه تحتوي على تحذير. ويقول نتنياهو إن إسرائيل ليست ملتزمة باتفاقيات توصل إليها آخرون حتى “أحسن الأصدقاء”، لكن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على حسن نية أمريكا كأمر واقع. فقد ناقض تقييم الاستخبارات الأمريكية الأخير نتنياهو، ووجد أن إيران لا تسعى لبناء القنبلة النووية. ومع أن إيران تعاني من تداعيات كوفيد- 19 ولا تقاد بشكل جيد ومقسمة إلا أنها تظل تهديدا. ومن الناحية السياسية يعتبر نتنياهو الآن الخطر الأكبر ويجب على إسرائيل عزله قبل أن يتسبب بضرر جديد.