الميدان اليمني – خاص
أكد زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، على الجاهزية لتحقيق السلام في اليمن، داعياً السعودية التي تقود التحالف العربي، إلى إيقاف عملياتها العسكرية ورفع القيود المفروضة على المنافذ، التي تديرها الجماعة.
وقال الحوثي، اليوم الخميس في كلمة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للصمود (في إشارة إلى الذكرى السادسة لانطلاق عمليات التحالف العربي): “جاهزون للسلام المشرف، الذي ليس فيه مقايضة بحق شعبنا في الحرية والاستقلال أو بحقوقه المشروعة”.
وأضاف: “حاول الأمريكيون والسعوديون وبعض الدول إقناعنا بمقايضة الملف الإنساني باتفاقيات عسكرية وسياسية ونحن لا يمكن أن نوافق على ذلك”.
وتابع: “لو قبلنا باستغلال الملفات الإنسانية عسكريا وسياسيا لكانت خيانة لشعبنا، وكان اعتمد العدو على تبرير إعاقته لوصول الحاجات الإنسانية بحصول أي اشتباك ميداني”، مشيرا إلى “وصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والأساسية استحقاق إنساني وقانوني، لا يمكن أن يكون في مقابل ابتزاز بشروط عسكرية وسياسية”.
واعتبر زعيم الحوثيين أن “الطريق إلى السلام واضح”، مخاطباً دول التحالف بالقول: “أوقفوا عدوانكم وفكوا حصاركم وأنهوا احتلالكم لمحافظاتنا”.
ونصح الحوثي التحالف بـ “الوقف الفوري للعدوان والحصار”، مضيفاً: “لن يكون خيارنا الاستسلام في مواجهة هذا العدوان الهمجي، وطالما استمر فإن شعبنا مستمر في التصدي له بكل إباء وعزم وجد”.
وتابع “في تصدينا للعدوان لا نحتاج إذناً من مجلس الأمن ولا من الأمم المتحدة ولا موافقة من الجامعة العبرية (في إشارة إلى جامعة الدول العربية) ولا إذناً من الدول الأوروبية ولا من أي طرف في هذه الدنيا”.
كما أشار زعيم جماعة الحوثي إلى أن “تحقيق إنجاز استراتيجي في مسار التصنيع العسكري من الكلاشنكوف إلى الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المُسيرة”، مضيفاً: “شعبنا تمكن من توجيه الضربات إلى عمق تحالف العدوان وأصبحت هذه الضربات مصدر إزعاج كبير لهم”.
وطرحت المملكة العربية السعودية الاثنين (22 مارس/ آذار 2021) مبادرة سلام جديدة لإنهاء الحرب في اليمن تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح خطوط جوية وبحرية. لكن الحوثيين طالبوا برفع الحصار بشكل كامل.
وتتضمن المبادرة التي أطلع عليها “الميدان اليمني”، وأعلنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، وكلاهما تحت سيطرة الحوثيين.
وقال الأمير فيصل إنه سيتم استئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين، مضيفاً أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ بمجرد موافقة الحكومة اليمنية والحوثيين عليها.
لكن الحوثيين قالوا إن المبادرة لا تتضمن شيئاً جديداً ولا تلبي مطالبهم برفع كامل للحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة.
ويطالب الحوثيون برفع الحصار الجوي والبحري، الذي ساهم في حدوث أسوأ أزمة إنسانية في العالم باليمن، كشرط رئيسي قبل إبرام أي اتفاق سلام.
ولم يحدد الإعلان المسارات التي سيُسمح بأن تسلكها الطائرات المتجهة إلى صنعاء أو ما إذا كان الأمر سيستلزم الحصول على موافقات إضافية مسبقة من أجل السماح بدخول واردات المواد الغذائية والوقود عبر ميناء الحُديدة.
ووضعت الأمم المتحدة بالفعل آلية في جيبوتي لتفتيش السفن قبل أن ترسو في ميناء الحُديدة. لكن السفن الحربية الخاصة بالتحالف بقيادة السعودية أوقفت معظم السفن على الرغم من تصريح الأمم المتحدة.
وأوضح الأمير فيصل أن عائدات الضرائب من الميناء ستوضع في حساب مصرفي مشترك في البنك المركزي اليمني فرع الحُديدة بموجب اتفاق أبرمه الجانبان في ستوكهولم عام 2018 على الرغم من أن التحالف بقيادة السعودية لم يؤيده بالكامل حتى الآن.