وسط انعدام الغذاء والدواء والوقود .. أزمات طاحنة تسحق سكان سقطرى بين طوابير الغلاء والجوع!

الميدان اليمني – متابعات – :

تشهد محافظة أرخبيل سقطرى أزمات خانقة في مُجمل مجالات الحياة، أهمها انعدام المواد الغذائية والدوائية والغاز المنزلي، وسط اتهامات للتحالف والمجلس الانتقالي بالاستهداف المتعمّد لأبناء الأرخبيل الذي تخلّت عنه الحكومة الشرعية في اتفاق الرياض وسلّمته للإمارات وحلفائها.

ووفق مصادر مُتعددة، فإن أزمة في الدقيق المنزلي تعصف بالأرخبيل منذ سنوات، خاصة بعد سيطرة المجلس الانتقالي عليه في يونيو 2020، واشتدت وتيرته مؤخّراً، حيث يشكو الأهالي -منذ بداية الشهر الجاري- اختفاء مادة الدقيق وكثير من المواد الغذائية الأساسية من الأسواق، والتي أصبح الحصول عليها حلماً صعب المنال.

ودفع اختفاء مادة الدقيق من أسواق معظم مديريات سقطرى المواطنين -بحسب تصريحات صحفية لعدد منهم- إلى الاصطفاف في طوابير طويلة ولساعات، وأحياناً الازدحام والعراك أمام ما تبقى من أفران قليلة فاتحة أبوابها، في سبيل الحصول على بعض الخبز وبأسعار باهظة لسد رمق أطفالهم، في حين يضطر البعض ممن لم يُحالفه الحظ في الحصول على الرغيف إلى الاستعاضة بما وُجِد من مواد أخرى كالمكرونة والأرز.

من جهتهم، علّل تُجار في سقطرى اختفاء مادة الدقيق من الأسواق بارتفاع نسبة الطلب مقابل قلة المعروض، إضافة إلى إحجام التُّجار عن استيراد الكثير من المواد الاستهلاكية جراء عدم استقرار سعر العملة المحلية، والعراقيل التي يواجهونها من قِبل السلطة المحلية وقوات الانتقالي والإمارات، والتي منها الضرائب والجبايات الخيالية التي تفرضها عليهم وتمنع دخول بضائعهم إن لم يدفعوها.

وتترافق أزمة الغذاء مع أخرى في الدواء والخدمات الصحية، التي تنعدم هي الأخرى من المرافق الطبية، مع تقارير إعلامية أفادت بأنّ مستشفى خليفة في حديبو -عاصمة الجزيرة- يشهد أزمة حادة في الأدوية والعقاقير الطبية، وسط عجز من قِبل إدارة المستشفى وتجاهل من الجهات المختصة ووعود من قِبل مؤسسة خليفة في الجزيرة لدعمه، لم يتحقق منها شيء.

وفي توالٍ للأزمات التي تضرب أرخبيل سقطرى، أفاد مواطنون في الجزيرة باستمرار أزمة الغاز المنزلي التي جعلت الحصول على أسطوانة غاز همّاً يؤرِّق غالبية الأُسر.

وأكّد المواطنون استمرار محطة (أدنوك) التابعة لمؤسسة “خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية” باحتكار الغاز المنزلي، ومنع التُّجار من توفيره للسكان، وأنها لا تفتح أبوابها سوى يوم واحد في الأسبوع توزّع خلاله ما يقارب (100) أسطوانة فقط، مع أن احتياجاتهم تربو على الـ(300)، ما يجعل البعض يضطر للانتظار إلى حدود (ثلاثة أسابيع) حتى يتمكن من الحصول على أسطوانة غاز واحدة.

مشيرين إلى لجوئهم إلى الاحتطاب، في تهديد للأشجار النادرة المتميّزة بها الجزيرة التي يُفترض أنها محمية طبيعية ويجب عدم المساس بأشجارها، غير أنّ معاناتهم وتجاهل الجهات المختصة والسلطة المحلية في المحافظة لم تترك لهم خياراً آخر، في حين يرى مراقبون أنّ ذلك يأتي ضمن الاستهداف المتعمّد من قِبل الإمارات لتدمير الجزيرة وتراثها والحياة الطبيعية فيها.

وكان مندوب الإمارات في سقطرى “خلفان المزروعي” منع -في 3 ديسمبر الماضي- دخول السفن النفطية إلى الجزيرة، فيما أغلقت قوات الانتقالي محطات بيع المشتقات النفطية، ما أثار استياء المواطنين الذين أكدوا أن الهدف منه إنعاش السوق السوداء التي تبيع الـ20 لتراً من مادة البترول بـ10 آلاف ريال يمني، بينما كان سعرها 6 آلاف ريال فقط.

ويفسِّر مراقبون سياسيون واقتصاديون الأزمات التي تشهدها الجزيرة بأنها مُفتعلة ومتعمّدة من قِبل الإمارات -الحاكم الفعلي في الأرخبيل- بهدف تركيع وإخضاع السكان الذين يقف معظمهم ضد توجّهاتها ومشاريعها التي يصفونها بـ”الاحتلالية”، وإجبارهم على قبول تواجد قواتها والسماح لها بتنفيذ مخططاتها في المحافظة.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

رؤساء بنوك الكريمي والتضامن والتجاري وغيرها يكشفون حقيقة صادمة بشأن نقل البنوك لمقراتها الى عدن

رؤساء بنوك الكريمي والتضامن والتجاري وغيرها يكشفون حقيقة صادمة بشأن نقل البنوك لمقراتها الى عدن …