الميدان اليمني – خاص
كشفت مصادر دبلوماسية يمنية مقيمة في الرياض، عن تحركات إماراتية خطيرة بدعم دولي، لعزل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي عن السلطة، وتنصيب شخصية بارزة رئيسا لليمن، مؤكدة بأن الإطاحة بالرئيس هادي ليست سوى مجرد وقت.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار دولة الإمارات العبث بمكونات الحكومة الشرعية منذ سنوات مكنتها من الإضرار البالغ بجسد الشرعية وضرب مكوناتها في مقتل بعد أن زرعت وكلاء لها وباتت الداعم اللوجستي الأول لهم بالسلاح والمال.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الامارات انسحاب قواتها من الساحل الغربي وعلى وجه التحديد من ميناء ومدينة المخا المطلة على البحر الأحمر تواصل حشد قواتها في السواحل الجنوبية لليمن مناقضة لنفسها وفق تصريحات سابقة بإعلانها انسحابها من اليمن.
ووصلت ظهر اليوم الخميس مدرعات ودبابات إماراتية إلى محافظة شبوة جنوب شرق اليمن مكونة من ثمان دبابات وسبع مصفحات في إطار حرص أبوظبي على تعزيز قواتها المتواجدة في معسكر العلم بشبوة.
وعمدت الإمارات إلى استغلال اتفاق الرياض والدفع بوكلائها في التشكيل الحكومي للحكومة الشرعية عبر وكلائها في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من قبلها لوجستيا بهدف تنفيذ أجندتها الخاصة الطامح في السيطرة على موانئ اليمن وجزره ونهب ثرواته الطبيعية والنفطية.
وتزامن وصول الأسلحة الثقيلة للقوات الإماراتية لمعسكر العلم جنوب البلاد مباحثات بين وزيري خارجية الحكومة الشرعية أحمد بن مبارك والإماراتي أنور قرقاش تندرج في إطار مساعي الإمارات الرامية لذهاب نحو تنفيذ مخططها التأمري على مكونات الشرعية والجيش الوطني والدفع بأياديها في سبيل تحقيق ذلك لا سيما ومحافظة شبوة مثلة العقبة الحقيقة في استكمال الانتقالي لمخطط الإمارات لاستكمال السيطرة على المحافظات الشرقية.
وزاد الغموض في محافظة شبوة النفطية لا سيما مع استدعاء الرياض لمحافظ المحافظة محمد صالح بن عديو التي وصل إليها في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وذلك على خلفية افتتاح ميناء “قنا”، ورفضه استحداث موقع عسكري للتحالف قربه.
وتجددت المخاوف من تحول شبوة إلى مسرح لعبث التحالف لا سيما الإمارات عبر وكلائها الحصريين (الانتقالي الجنوبي) بعد تكرار سيناريو محافظة أرخبيل سقطرى وما أعقبه من تغييرات مصيرية في المحافظة عقب استدعاء محافظ سقطرى وسيطرة الانتقالي عليها.
ومع تزامن استدعاء الرياض للمحافظ بن عديو مع حالة من الاستقرار التي تعيشها شبوة، ومقاومتها لمختلف جهود زعزعة أمنها، يرى المحلل السياسي محمد الغابري أنه لا يوجد أي مبرر لطلب قدومه إلى الرياض.
وفسر ذلك في تصريحات إعلامية سابقة بقوله: الرياض تعمل كغطاء للمليشيات التي تتبع الإمارات، لافتا إلى أن التجربة مع استدعاء محافظين إلى المملكة سلبية، وأن زيارة بن عديو لها دليل على أنه يقوم بواجباته كما ينبغي، وهو ما لا يشكل رضا من قِبل دول التحالف.
إلى ذلك أشارت مصادر دبلوماسية يمنية مقيمة في الرياض بأن المخطط الإماراتي بدى أكثر وضوحا عن ذي قبل والذي يدفع الجميع نحو الاتجاه لتنصيب وكلائها في مناصب عليا في الدولة يمكنها من تمرير أطماعها في اليمن.
وأكدوا بأن المخطط الذي تقوده أبوظبي ووفقا لرغبات سعودية يتجه لإعادة تدوير النظام السابق من البوابة الخلفية عبر الجيل الثاني لا سيما وأن ابوظبي تحافظ على بقاء “أحمد علي” نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لديها والذي تعتبره الكرت الرابح بالنسبة لها وأن الانتقالي الجنوبي لا يمثل إلا جسر عبور لمرحلة مقبلة.
يأتي ذلك وسط انقسام مؤتمري واضح على طي حقبة أسرة الرئيس الراحل علي صالح وفقا لتيار الرياض في حين يذهب جناحي المؤتمر في أبوظبي والقاهرة إلى نجل صالح “أحمد” كبديل للرئيس هادي الذي باتت الإطاحة به مجرد وقت ليس إلا بعد أن خسر الكثير من المحافظات الجنوبية في مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن لا سيما وأن الانتقالي يرفض تنفيذ الشق العسكري والأمني والتعزيزات لجبهة أبين جنوب اليمن متواصلة.
وتعد شبوة واحدة من أبرز المحافظات التي بها ثروة نفطية وغازية، وهي ثالث أكبر محافظة من حيث المساحة، وتتميز كذلك بموقع استراتيجي، فهي إضافة إلى كونها واقعة على بحر العرب، هي محاذية أيضا لحضرموت، ومأرب، وأبين، والبيضاء.
وحاولت مرارا الإمارات مد نفوذها إلى شبوة التي تعرض محافظها لعدة محاولات اغتيال بحسب تصريحاته، لكنها فشلت في ذلك، وبرغم إعلانها الانسحاب من اليمن، إلا أنها ترفض مغادرة معسكر العلم، ومنشأة بلحاف لإنتاج الغاز المسال والتي يمر عبرها خط تصدير الغاز الممتد من مأرب، والتي تتهم أبوظبي بتحويلها إلى سجن وثكنة عسكرية.
ومطلع العام الجاري أبدت شركة توتال النفطية، استعدادها لاستئناف نشاطها الاستثماري في اليمن والتي تملك نحو 39% من مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال في منطقة بلحاف؛ علما بأن بن عديو كشف سابقا في تصريحات لصحفية “لوموند” الفرنسية، أن الإمارات أرسلت إليه مبعوثا وعرضت عليه ما يريد من المال والمساعدة لمنطقة، بشرط التوقف عن الحديث عن تلك الشركة، متهما أبوظبي بالتصرف كقوة استعمارية في البلاد.
ونظرا لبقاء بلحاف تحت سيطرة الإمارات، خسرت اليمن حتى أواخر العام 2020، أكثر من ستة مليارات دولار كان يمكن أن تحصل عليها من إيرادات بيع الغاز.