الهجوم على معسكر الجلاء في عدن، 1 أغسطس/آب 2019

2020 في اليمن العام الأكثر دموية… حصاد عام كامل من الانفلات الأمني والفوضى العارمة و360 يوما من القتل والاغتيالات في هذه المحافظات

الميدان اليمني – تقرير

شهدت المحافظات الجنوبية خلال العام 2020م، انفلاتاً أمنياً على أعلى مستوى في ارتكاب الجرائم والانتهاكات منذ انقلاب قوات مدعومة إماراتيا على الحكومة الشرعية وسيطرتها على العاصمة المؤقتة عدن ومعظم المحافظات والمناطق في جنوب اليمن.

وأوضح التقرير السنوي الصادر عن المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية، الذي اطلع عليه “الميدان اليمني”، أنه تم توثيق ألف و259 جريمة وانتهاك جسيم خلال العام الماضي، منها 159 جريمة اغتيال نتيجة انتشار الجماعات المسلحة والصراع الظاهر بين قطبي التحالف (السعودية والإمارات) من جهة وقطبي الشرعية (الانتقالي والحكومة) من جهة أخرى.

وأشار التقرير إلى رصد 82 جريمة مداهمة للمنازل في محافظات عدن وشبوة؛ وتصاعد جرائم الاختطافات في عدن وأبين وشبوة ولحج إلى 67 جريمة اختطاف طالت قيادات عسكرية ومدنية ومواطنين وجنود وكذا قيادات حزبية وعمال ونساء وأطفال.

ولفت التقرير إلى ارتفاع جرائم الاشتباكات في محافظات عدن لحج، الضالع، أبين وشبوة إلى 265 جريمة جراء الانفلات الأمني وانتشار المليشيات والمجاميع المسلحة المدعومة إماراتيا .

وذكر التقرير أن جرائم الاعتقال طالت 222 شخصاً في عدن، شبوة، لحج، أبين، حضرموت والضالع .. مبيناً أنه تم ارتكاب 200 انتهاكاً وترحيل قسري على أساس عنصري ضد أربعة آلاف و500 شخص.

وبين التقرير أنه تم توثيق 92 جريمة ابتزاز طالت تجار ومستثمري المحافظات الجنوبية من قبل مليشيات مسلحة وتوثيق 136 جريمة سطو مسلح على أراضي وممتلكات 13 جهة حكومية بمدينة عدن، بينها عمليات السطو على حرم الجامعة والمتحف الحربي والصهاريج وجبل شمسان وبوابة جبل بوابة عدن ومقابر ومتنفسات إلى جانب أعمال سطو على ممتلكات عامة وخاصة في محافظات لحج، شبوة وساحل أبين، المكلا وسقطرى.

عدن في الصدارة

تصدرت مدينة عدن قائمة الجرائم والانتهاكات الجسيمة خلال العام المنصرم بأكثر من 50 بالمائة من الجرائم، شملت اغتيالات وقتل برصاص المليشيات المسلحة واعتقالات خارجة عن القانون وجرائم اختطافات وسطو مسلح وابتزاز وترحيل قسري ومداهمة منازل المواطنين والحرمان من السفر.

واحتلت حضرموت المرتبة الثانية في الانفلات الأمني واغتيالات من قبل الجماعات الإرهابية “القاعدة وداعش”، تلتها محافظة شبوة من حيث الاعتقالات ومداهمات المنازل والقرى ومن ثم محافظتي أبين ولحج، وجاءت الضالع في المرتبة الخامسة.

وتطرق تقرير المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية إلى ما شهدته المحافظات الجنوبية من تدهور في الخدمات العامة والأساسية خلال العام المنصرم وتدني خدمات الصحة والكهرباء والمياه بسبب تخلي حكومة الرئيس هادي عن مسؤولياتها تجاه مطالب المواطنين، ما ضاعف معاناة المواطنين وسخطهم.

تدهور الخدمات وتفشى الأوبئة

وبين التقرير أن المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات والذي أعلن في 25 أبريل فرض الإدارة الذاتية بحجة تدهور الخدمات وتوقف صرف الرواتب فشل في تحسين الخدمات العامة .. مبيناً أن ما تسمى الإدارة الذاتية وحكومات الرئيس هادي المتعاقبة خلال سنوات الحرب عجزت عن القيام بأي حلول في ظل تفشي الحميات ووباء كورونا، التي فتكت بحياة ألفي شخص خلال 2020م.

تقاسم النفوذ بين قطبي التحالف

وفيما يخص التواجد العسكري، أوضح التقرير أن السعودية تكرست وجودها العسكري في عدن وعززت من تواجدها في المهرة بأكثر من 30 لواء عسكري وعدد من الألوية المشكلة من المليشيات المستحدثة بذرائع مكافحة التهريب والقرصنة البحرية.

وحسب التقرير أحكمت قوات سعودية سيطرتها على ميناء نشطون بمحافظة المهرة والمنافذ البرية التي تربط اليمن مع سلطنة عمان.

وذكر التقرير أنه تم إرسال تعزيزات عسكرية سعودية إلى مدينة عدن بذريعة تنفيذ اتفاق الرياض، فضلاً عن وصول قوات أمريكية وسعودية إلى قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج، ودخول قوات أمريكية وإماراتية إلى ميناء بلحاف في شبوة.

صراع الأجندة بين قطبي الشرعية

أكد تقرير المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية، تصاعد حدة الصراع والنفوذ بين قوات التحالف العربي بقطيية السعودي والإماراتي بالمحافظات الجنوبية، خاصة محافظات شبوة، أبين، حضرموت ولحج .. مبيناً أن المواجهات العسكرية التي أدارتها قوات التحالف خلفت عشرات القتلى في صفوف القوات الحكومية وقوات الانتقالي.

وكشف التقرير عن حضور لافت للتنظيمات الإرهابية في مناطق الصراع التي تديرها التحالف ، خاصة بمحافظات أبين وشبوة وحضرموت.

تصاعد الأزمات الاقتصادية شهدت المحافظات الجنوبية أوضاعاً اقتصادية غير مستقرة بسبب تدهور سعر صرف العملة المطبوعة التي بلغت 500 مليار ريال من قبل التحالف وحكومة الشرعية المعترف بها دوليا .

واعتبر التقرير طبع العملة دون غطاء سبباً رئيساً في ارتفاع سعرها بنسبة 40 بالمائة، ما انعكس سلباً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية بنسبة 70 بالمائة.

وأكد التقرير أن البنك المركزي بعدن فشل في الحفاظ على قيمة العملة التي وصلت إلى 950 ريال للدولار الواحد بنهاية ديسمبر 2020م.

وصنف مراقبون سنة 2020 بالعام الأكثر دموية في تاريخ المحافظات الجنوبية نتيجة الاضطرابات الأمنية والفوضى العارمة التي شهدها جنوب اليمن بفعل صراع النفوذ بين قطبي التحالف (السعودية الإمارات) للسيطرة على الموانئ والمطارات والمنافذ البرية والمنشآت النفطية في جنوب اليمن .