قال موقع أمريكي، إن اللقاء الذي جرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، جاء كـ”مكافأة” أمريكية للأخير.
وأضاف موقع “بزنس إنسايدر” الأمريكي نقلا عن مسؤول استخباراتي، أن “اللقاء جاء كتعويض عن اغتيال عضو قيادي في القاعدة”، مشددا على أن “اللقاء يعد حدثا غير عادي لدولتين لهما تاريخ طويل من العداء”.
ووصف مسؤولان أحدهما إسرائيلي والآخر كان يعمل في السعودية بالنيابة عن الدول الأوروبية، خلفية الاجتماع السري خلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة، مؤكدين أن الاجتماع كان سريا، لكنه خرج للعلن بعد أن نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيله.
ووصفا المسؤولان الاجتماع بأنه “مكافأة من المسؤولين الأمريكيين لتقديم السعوديين خدمة لهم، وهي اغتيال أبو محمد المصري أحد كبار الشخصيات بالقاعدة، والذي يعيش في إيران، في آب/ أغسطس الماضي”.
خطة أمريكية
وفي وقت سابق، أشار موقع “إنسايدر” إلى أنه “سيكون من الصعب تنفيذ العملية، دون التوصل إلى نوع من الصفقات مع الولايات المتحدة”.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد كان “الاجتماع الجانبي لمجموعة العشرين، وسيلة للإعلان عن تحرك المملكة العربية السعودية للاعتراف رسميا بإسرائيل، بعد اتفاقيات مماثلة مع السودان والبحرين والإمارات العربية المتحدة”.
وقال المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث إلى الموقع الأمريكي: “كان من المفترض أن تكون هذه آخر خطوة في العملية”، منوها إلى أن “بومبيو أبرم صفقة مع الإسرائيليين بشأن المصري، وهو يعلم أن إسرائيل ستفعل ذلك لمساعدة الأمريكيين في القضاء على القيادي بالقاعدة”.
وتابع: “كانت الخطة أن تقوم البحرين والسودان والإمارات بالتطبيع مع إسرائيل، ثم تقديم اغتيال المصري كدليل على أن إيران كانت تعمل مع القاعدة، وكان السعوديون يتحركون للتطبيع مع إعادة انتخاب ترامب، ليكون هناك نوع من المواجهة الإقليمية مع إيران”.
العلاقة مع إيران
واستدرك المسؤول الإسرائيلي قائلا: “لكن ترامب خسر، وعقد السعوديون الاجتماع ثم تصرفوا بغضب بعد تسريبه، واضطر نتنياهو” للعودة إلى تل أبيب مع علمه بأن السعوديين انتهوا من ترامب”، لافتا إلى أن السعوديين ذهبوا “غير راغبين في اتخاذ أي خطوات أخرى، حتى وصول الإدارة الجديدة، ويمكن للمسؤولين الأمريكيين الجدد التحدث مع الدبلوماسيين السعوديين”.
وعندما سئل عما إذا كانت الخطة قابلة للتطبيق، ضحك المسؤول الإسرائيلي، وقال إنها “لن تنجح أبدا”.
وألقى باللوم على “بومبيو وبيبي وجوقة من الحمقى والدجالين الذين يعملون من جميع جوانب القضية”، مضيفا أن الهدف الحقيقي هو إفساد العلاقات مع إيران، حتى لا يكون لدى الرئيس المنتخب جو بايدن مجال كبير لإصلاحها.
ووافق المسؤول الثاني الذي كان حتى وقت قريب في الرياض من قبل وكالة استخبارات أوروبية، على أن الاجتماع كان كمكافأة من الولايات المتحدة، لكنه قال بأنه فشل في تحقيق هدفه المتمثل في الاعتراف والتطبيع الصريح مع إسرائيل.
وقال: “الأمريكيون يدينون للإسرائيلين بهذا الاجتماع، وبالتأكيد أراد كل من بومبيو وجاريد كوشنر إقناع السعوديين بالتوقيع على الوثائق”.
وأضاف المسؤول أن بومبيو وكوشنر بالغوا في تقدير المدى الذي سيكون فيه الحكام السعوديون مستعدين للتنازل عن علاقاتهم مع إدارة بايدن القادمة، مرجحا أن تكون السعودية قبلت بالاجتماع، وهي تعلم أنها ستضطر إلى رفض الخطوة الأخيرة للاعتراف، وأن الاجتماع سوف يتسرب.
وتابع: “الأنظمة العربية تكذب دائما على شعوبها، لذا فإنهم بقولهم إن الاجتماع لم يحدث مع أن الجميع يعلم أنه حدث، فإنه يجب على السعوديين أن يخبروا بقية العالم العربي والإسلامي بأنه كان مجرد اجتماع، وسننفيه لأنه لم يتم التوصل فيه إلى اتفاق”.
وقال: “يريدون أن يلعبوا على الحبلين، ينكرون حدوثه، ويجهزون شعبهم لحقيقة أن السعوديين والإسرائيليين سيكونون على تواصل في المستقبل القريب”.
ووجه ناشطون انتقادات واسعة لولي العهد السعودي، بعد التقارير التي تحدثت عن استضافته نتنياهو.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، دشّن ناشطون هاشتاغ “نتنياهو يدنس أرض الحرمين”، قائلين إن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة أمور تحدث بالمملكة، ستطيح بها من قيادة العالم الإسلامي.