ليس علي عبدالله صالح ولا الغشمي.. هذا هو الشخص الذي دبر مؤامرة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي.. وثائق وتفاصيل جديدة تكشف ملابسات الجريمة (صور)

الميدان اليمني – متابعة خاصة

ظلت ملابسات جريمة إغتيال الرئيس إبراهيم محمد الحمدي التي جرت أحداثها بالعاصمة صنعاء يوم الثلاثاء الموافق 11 من أكتوبر 1977م طي الكتمان، وهي الجريمة التي لم يُحقق فيها ولم تُتخذ أية إجراءات لكشف ملابساتها وتحقيق العدالة منذ إرتكابها، وحتى العام الماضي بدأت ملابسات الجريمة تظهر إلى العلن.

وأحياء الشعب اليمني أمس الأول الذكرى الـ 43 لاغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي اغتيل في 11 أكتوبر 1977.

وعلق الأكاديمي سامي عطا في منشور صفحته بموقع “فيسبوك” رصده “الميدان اليمني”، على الذكرى قائلاً: هؤلاء قادة الانقلاب الدموي غدرا! إلى مزبلة التاريخ، وأرفق بالمنشور صور علي عبدالله صالح وعبدالله بن حسين الأحمر وأحمد حسين الغشمي.

وإلى جانب صورة تجمع علي عبدالله صالح والغشمي ظهرت شخصية ثالثة، تساءل البعض عن هويتها، ورد عطا بقوله إنه الملحق العسكري السعودي العميد صالح الهديان الذي دبر المؤامرة وخطط لها.

ونهاية العام الماضي، كشف تقرير ووثائق ملابسات جريمة اغتيال الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم محمد الحمدي وأخيه عبدالله الحمدي والدور السعودي في الجريمة.

وتم العثور على وثائق تؤكد ضلوع النظام السعودي في الجريمة من التخطيط الى الإشراف على التنفيذ وحتى التغطية على الجريمة.

ولفت التقرير إلى أن السعودية استخدمت الأدوات العميلة في تنفيذ مخطط اغتيال الرئيس الحمدي وتحت إشراف مباشر من الملحق العسكري السعودي بصنعاء، وقامت بشراء صمت القيادات العسكرية والأمنية الغير مشاركة بشكل مباشر في الانقلاب الدموي وذلك لضمان عدم إفشال خطة الانقلاب.

وأكد التقرير أن للسعودية حضور مباشر ومشاركة فعلية في التنفيذ وإدارة ما يشبه غرفة عمليات قبل وأثناء وبعد جريمة اغتيال الرئيس الحمدي.

وأوضح أن السعودية تولت الإشراف المباشر والمشاركة الفعلية في عملية اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وكذلك اغتيال شقيقه قائد قوات العمالقة المقدم عبدالله الحمدي.

وذكر أن أبرز الضالعين من القيادات السعودية في جريمة اغتيال الحمدي هو علي بن مسلم مسؤول الملف اليمني في الديوان الملكي بدرجة مستشار.

وكشف التقرير أن الدور الأبرز في اغتيال الرئيس الحمدي كان للملحق العسكري السعودي بصنعاء صالح الهديان برتبة عقيد، مشيرا الى أن الاتصالات بين الهديان وبن مسلم تشير إلى أن الأخير كان يشرف على الملف اليمني في القصر الملكي ومرتبط بالأمير سلطان بن عبدالعزيز.

وأفاد التقرير أن عدد الذين حضروا لحظة تصفية واغتيال الرئيس الحمدي من السعوديين أربعة، وهم الملحق العسكري صالح الهديان وثلاثة من عناصر الاستخبارات السعودية.

وذكر أن عناصر الاستخبارات السعودية كانوا قد وصلوا إلى مطار صنعاء ليلة ارتكاب الجريمة وغادروا صنعاء بعد ارتكاب الجريمة فوراً، مؤكدا أن صالح الهديان أشرف بنفسه على اغتيال الرئيس الحمدي من خلال الحضور الفعلي في مسرح الجريمة.

وكشف أن حضور الملحق العسكري السعودي صالح الهديان في مسرح الجريمة حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً وظل في نفس المكان حتى وصول الرئيس الحمدي، وأنه كان حاضراً أثناء تنفيذ عملية الإغتيال حتى خروجه متنكراً من مسرح الجريمة بعد ارتكابها.

وبين التقرير أن من تولى تنفيذ الانقلاب الدموي واغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه وكذلك قادة عسكريين آخرين، قيادات عسكرية يمنية بأوامر سعودية.

 

وأوضح التقرير أن أبرز القادة العسكريين الضالعين بجريمة الإغتيال، نائب القائد العام ورئيس هيئة الأركان وقتها المقدم أحمد الغشمي وكذلك قائد لواء تعز الرائد علي عبدالله صالح، حيث وردت ثلاثة أسماء في واحدة من أهم الوثائق تؤكد ضلوع هذه الأسماء وهم الملحق العسكري السعودي صالح الهديان والمقدم أحمد الغشمي والرائد علي عبدالله صالح.

ولفت التقرير إلى أن واحدة من الوثائق تشير إلى الأسماء المذكورة وتضيف بعدها مباشرة (وآخرين) بما يؤكد أن هناك أسماء أخرى كان لها دور في الإنقلاب الدموي.

وأشار إلى أن رسالة بعثها صالح الهديان الى القيادة السعودية بتاريخ 26يونيو 1978م كانت تشير إلى أن رجل السعودية خلفاً للرئيس أحمد الغشمي هو علي عبدالله صالح.

وذكر التقرير أن السعودية حاولت وكذلك علي عبدالله صالح إلصاق الجريمة بطرف واحد وهو الرئيس أحمد حسين الغشمي وذلك لصرف الأنظار عن بقية الأطراف.

وأشار الى أن السعودية استخدمت القضية كورقة ضغط وتهديد على الأطراف المنفذة للجريمة لتظل تلك الأطراف تحت السيطرة السعودية.

وتطرق التقرير إلى أنه جرى تبادل للاتهامات بشأن الوقوف خلف الجريمة والمشاركة في ارتكابها وتحديداً بين النظام السعودي وعلي عبدالله صالح.

وأثبت التقرير أن الحاضرين لحظة الاغتيال هم الملحق العسكري السعودي صالح الهديان والمقدم أحمد الغشمي والرائد علي عبدالله صالح وآخرين منهم محمود مانع ومحمد حزام وثلاثة أفراد سعوديين مجهولي الهوية، وأن التحقيقات أثبتت أن المباشرين بقتل الرئيس الحمدي هم علي عبدالله صالح ومحمود مانع وصالح الهديان.

وأشار الى أن مرافقين وعاملين لدى رئيس هيئة الأركان وقتها منهم مدير مكتبه وسائقه ومرافقين لدى قائد لواء تعز وضباط ووزراء شاركوا في الجريمة.

وكشف التقرير أن الأوامر السعودية قضت باغتيال الحمدي والتخلص منه قبل زيارته الى عدن ولهذا وضع القتلة عدة سيناريوهات لتنفيذ المهمة.

إبراهيم محمد الحَمْدي ولد في 30 سبتمبر 1943 وهو سياسي وقائد عسكري يمني وأصبح رئيسا للجمهورية العربية اليمنية من 13 يونيو 1974 حتى 11 أكتوبر 1977 عندما اغتيل هو وأخوه عبد الله.

وتولى في عهد الرئيس اليمني عبد الله السلال -أول رئيس لليمن الشمالي سابقًا بعد الثورة- قيادة قوات الصاعقة، وترقى في المناصب الأمنية والعسكرية القيادية حتى أصبح قائدا لقوات الاحتياطي العام وقوات العاصفة، وأصبح في 1972 نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الداخلية 1971-1972، ثم عُين نائبا للقائد العام للقوات المسلحة 1972، وهو ما مكنه من تنفيذ انقلاب 1974 ليصبح رئيس الدولة.

وتولى إبراهيم الحَمْدي رئاسة الجمهورية العربية اليمنية بانقلاب أبيض سمي بالحركة التصحيحية على الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني، من 13 يونيو 1974 حتى ليلة 11 أكتوبر 1977 تم اغتياله هو وأخيه عبد الله في ظروف غامضة، قبل يومين من موعد زيارته إلى عدن التي كانت ستكون الأولى من نوعها لرئيس من اليمن الشمالي إلى الجنوب.

ودُفن الحمدي في مقبرة الشهداء بالعاصمة اليمنية صنعاء، دون أي تحقيقات للكشف عن الفاعلين وخلف أحمد الغشمي إبراهيم الحمدي في رئاسة الجمهورية العربية اليمنية لأقل من سنة واحدة، وعقب مقتل الغشمي تولى عبد الكريم العرشي فترة قصيرة قبل أن يتنحى ويتولى علي عبدالله صالح رئاسة البلاد لأكثر من ثلاثين سنة.

شارك هذا الخبر

شاهد أيضاً

خطير جدا.. القربي يكشف سبب سحب أمريكا لقطع حربية من البحر الأحمر ويحذر من القادم

القربي يكشف سبب سحب أمريكا لقطع حربية من البحر الأحمر ويحذر من القادم الميدان اليمني …