هجوم جوي على السعودية.. العرب أدانوا إلا هذه الدول الأربع

من اليسار، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والملك سلمان، ووزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، في افتتاح القمة العربية الـ30 في تونس، 31 مارس 2019

الميدان اليمني – وكالات

عندما وقع الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له محطتا ضخ أنابيب في المملكة العربية السعودية، يوم الثلاثاء، سارعت دول عربية عدة إلى الإدانة والاستنكار.

ووقع الهجوم باستخدام سبع طائرات دون طيار، سيرتها جماعة الحوثي، وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إنه “استهدف أنابيب النفط وتم السيطرة عليه بعد أن خلف أضرارا محدودة”.

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الهجوم بأشد العبارات، مؤكدا أن هذه الأعمال الإرهابية تنطوي على تهديد خطير لأمن المنطقة، بل وللأمن الدولي والاقتصاد العالمي الذي يتأثر باستقرار إمدادات الطاقة.

تجاهل قطري

والتزمت دولا عربية الصمت إلى الآن، وفي مقدمتها قطر التي انقطعت علاقتها بالمملكة، منذ يونيو/حزيران 2017، وهو ما قد يفسر حالة الصمت عن إدانة الهجوم حتى الآن.

وفي 5 يونيو/ حزيران الماضي، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وكخطوة في سبيل حل الأزمة، تقدمت الدول العربية الأربع عبر الوسيط الكويتي بقائمة من المطالب، ضمت 13 بندا، مقابل رفع الإجراءات العقابية عن قطر؛ غير أن الأخيرة رفضت جميع هذه المطالب، واعتبرتها تدخلا في “سيادتها الوطنية”.

وبالمقابل، طلبت قطر علنا، وعبر الوسيط الكويتي ومسؤولي الدول الغربية، من الدول العربية الأربع الجلوس إلى طاولة الحوار، للتوصل إلى حل للأزمة؛ لكن هذا لم يحدث حتى الآن.

تجاهل سوري

ولم تعلق سوريا على الهجوم، حتى هذه اللحظة، إذ البلدان في حالة قطيعة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، ومذاك علقت الجامعة العربية أنشطة سوريا. وقالت الجامعة في الآونة الأخيرة إن عودة سوريا تتطلب إجماع الدول الأعضاء.

وعاودت الإمارات، وهي حليف للسعودية، فتح سفارتها بدمشق في ديسمبر/كانون الأول في دعم دبلوماسي للأسد، لكن السعودية قالت إنه من المبكر الحديث عن ذلك.

حكومة الوفاق

ولم تصدر عن حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، أي بيان بشأن الهجوم حتى الآن، في الوقت الذي تحتدم المعارك بين قواتها وقوات الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر على حدود العاصمة طرابلس.

وكان رئيس الحكومة فائز السراج، قال في حوار مع وكالة “سبوتنيك”، تعليقا على استقبال دول مصر والسعودية لحفتر ودعم الإمارات له: “أدعو هذه الدول التي دعمت وما زالت تدعم حفتر إلى أن تراجع نفسها وتراهن على الشعب الليبي وليس على شخص، لأن المراهنة على شخص رهان خاسر ونتائجها معروفة، أما المراهنة على شعب فعلاقتنا مع هذه الدول هي علاقات جيدة وعلاقات جيرة، ولا زلنا حريصين على عودة تلك العلاقات لمسارها الطبيعي، ولكن للأسف بعض الدول انحازت بشكل غير منطقي لطرف على حساب طرف آخر”.

ولم يصدر استنكار حتى عن حكومة طبرق الموازية التي يدعمها الجيش الليبي، حتى اللحظة.

سهو عراقي

ولم يصدر عن الخارجية العراقية كذلك أي تعليق حتى كتابة التقرير، رغم أنها علقت على ما وقع للسفن من تخريب قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، ولكن علاقة العراق والسعودية حاليًا تتسم بالنشاط، فقد كان رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي مؤخرا في الرياض.

ووقع البلدان عددا من الاتفاقيات، كما أرسل الملك سلمان دعوة رسمية إلى الرئيس العراقي، لحضور مؤتمر القمة الإسلامي الذي من المؤمل أن يعقد في مكة المكرمة نهاية الشهر الحالي، وهو ما قد يكون سهوا وليس عمدا.