تهديد أمني خطير لتركيا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تهديد أمني خطير لتركيا بدعم من دولة عربية.. وصحيفة تركية تكشف التفاصيل

تهديد أمني خطير لتركيا

الميدان اليمني – متابعات

سلطت صحيفة تركية الضوء على الموقف الروسي من مليشيات قسد، وتناولت ما وراء كواليس الاتفاق الأخير المُبرم بين موسكو وأنقرة.

واستهلت صحيفة “خبر ترك” تقريرها بالقول إن عملية “نبع السلام” أسفرت عن إحداث تغييرات في المعادلة السورية نتيجة خلط الأوراق، مشيرة إلى وجود تفاصيل وتطورات مهمة للغاية خلف كواليس الاتفاقين اللذين أبرمتهما تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا، وذلك بحسب موقع “الجسر ترك”.

لمتابعة صفحتنا على تويتر إضغط (هـــنــــــــا)

وأضافت الصحيفة أن التطورات السورية الأخيرة أسهمت بتحويل “قسد” من قضية محلية إلى دولية، كما أصبح القبول والاعتراف بمليشياها علنياً بالنسبة لبعض الدول، وذلك بفضل الدعم الذي قدمته واشنطن لها في سبيل شرعنة تواجدها من خلال إكسابها مظهر الكفاح ضد تنظيم الدولة.

وأردفت أن الدعم الأمريكي الذي تحظى به “قسد” يختلف تماماً عن الدعم الروسي لها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستخدم مليشيات قسد بطلب من السعودية وإسرائيل، فيما تسعى روسيا لاستخدامها من باب قطع الطريق على الأطراف الأخرى المتواجدة في سوريا، ومنعهم من استثمار مقاتليها.

ووصفت الصحيفة كلتي الحالتين بالسيئة، واستدركت مشيرة إلى أن المساعي الأمريكية لتقسيم سوريا تشكل تهديداً أكبر على أنقرة، مقارنةً بالموقف الروسي الداعم لوحدة الأراضي السورية.

ويتمثل الخطر الأكبر الكامن خلف دعم الروس لـ “قسد” بمحاولتهم مستقبلاً استخدام تلك المليشيات في وجه تركيا بحجة الجيش السوري الحر والتطورات التي تشهدها إدلب.

كما حذرت الصحيفة من دخول موسكو في مساومات مع أنقرة من أجل شرق الفرات، كأن تقول مثلاً: “كما تدعمون أنتم الجيش الحر، نحن أيضاً ندعم تنظيم (ب ك ك)”.

وتابعت أن المنظمة الإرهابية باتت أكثر مؤسساتية في ظل الدعم الذي حظيت به من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن حالها ذلك لن يبق على حاله بمجرد هيمنة الروس ونظام الأسد على المنطقة بشكل أكبر، كما ستفقد حمايتها وفقاً لما يؤكده اتفاق “سوتشي”، الذي منح تركيا حق الرد في حال الهجوم أو عدم الانسحاب من المنطقة.

كما سلطت الصحيفة الضوء على الهزيمة الكبيرة التي لحقت بـ 60 ألف مقاتل مُدرب من قسد خلال عملية “نبع السلام”، مشيرة إلى أن بعض الأماكن شهدت فرار العديد من مقاتلي التنظيم، فيما قُتل من اختار منهم البقاء والقتال، وتحطمت بهذا الشكل آمال أنصار قسد وداعميها، الذين كانوا بانتظار مقاومة أكبر منها تكبّد الجيش التركي خسائر فادحة.

وأضافت أن ما ميز عملية “نبع السلام” عن “درع الفرات” و”غصن الزيتون” تمثل بقدرة الاستخبارات التركية على تحديد الأهداف بدقة وتحديثها، مشيرة إلى أنها تمكنت من إنجاز تلك المهمة دون أدنى خطأ، وهو ما أثمر عن إصابة أصغر الأهداف، واستهداف الإرهابيين المتجمعين قبل أن يحصلوا على فرصتهم في المبادرة وإطلاق النار.

كما لفتت الصحيفة الانتباه إلى الدور الكبير الذي لعبه 12.500 عنصر من الجيش الوطني، توزع 2.500 عنصر منهم في ريف منبج، و5.000 في مدينة تل أبيض، ومثلهم في رأس العين.

أما فيما يتعلق بالطائرات، فقد عمدت تركيا إلى سحب كافة طائراتها المسيرة دون طيار، والمتواجدة في مهام على خط شمال العراق، إلى مجال عمليتها في سوريا، وتمكنت بفضلها من تدمير قرابة نصف الأهداف، فيما وُكلت إلى مقاتلات “إف – 16” مهمة تدمير الأهداف الكبرى.

وحول موقف الأسد، رجحت الصحيفة تجنب الأخير مواجهة “قسد” إلى أن يصل بقوته إلى نقطة تخوله ذلك، مشيرة إلى أنه لن يقبل بمشاطرتها السلطة أو الأرض على حد سواء.

كما كشفت الصحيفة التركية عن تسريب واشنطن لـ “قسد” معلومات متعلقة بالعملية العسكرية عدة مرات، وهو ما دفع أنقرة لاتخاذ بعض التدابير التي جنبتها خسائر كان الأمريكيون بانتظارها.

وفيما يتعلق بمصير مقاتلي التنظيم، أضافت الصحيفة أن العناصر الإرهابية التي كانت متواجدة في مدينة تل أبيض انسحبت إلى كوباني، فيما فرّ الآخرون المتواجدون في رأس العين إلى القامشلي والدرباسية، وانسحب القسم الأهم منهم بأسلحته الثقيلة باتجاه خط الرقة – دير الزور، حيث تتواجد منشآت وآبار البترول إضافة إلى القوات الأمريكية.

وأردفت أن مقاتلي “قسد” باتوا محاطين بالقوات الأمريكية في الأسفل والروس ونظام الأسد من الأعلى، حيث تبدي كافة الأطراف رغبة بالحوار والعمل معها.

لمتابعة صفحتنا على تويتر إضغط (هـــنــــــــا)

وأضافت مشيرة إلى وجود رغبة سعودية – إسرائيلية إلى بقاء مليشيات “قسد” فترة زمنية أخرى لحماية آبار النفط من الوقوع في أيدي إيران ونظام الأسد، فيما تخطط الولايات المتحدة إلى تغطية مصاريف العملية التي تقودها من خلال عائدات تلك الآبار، إضافة إلى سعيها لاستخدام سوريا كطريق للعبور إلى العراق بدليل عدم إخلاء قاعدتها العسكرية، ورغبتها بالحفاظ على موطئ قدم لها في تلك البقعة الجغرافية.

كما لفتت الانتباه إلى أغلبية السكان العربية المتواجدة في المنطقة، وسعي “قسد” لتجنيد السنّة منهم في صفوفها.

وتابعت الصحيفة أن الاتفاق المُبرم بين أنقرة وموسكو أثمر عن إبعاد تهديدات الأمن القومي ا

لتركي دون إنهائها بشكل نهائي، مشيرة إلى أن الأمر انتهى بانسحاب من تبقى من مليشيات “قسد” باتجاه الجنوب، ليبدؤوا بانتظار الكشف عن الجهة التي سيتبعون لها، إضافة إلى البيئة المناسبة مجدداً.

أما بالنسبة للتواصل التركي مع نظام الأسد، فقد نفت الصحيفة وجود تواصل بين الدولتين أو مسؤولي الحكومتين، مشيرة إلى أن التواصل يقتصر على أعلى مسؤول استخباراتي فقط، إضافة إلى اتصالات استراتيجية أخرى من مركز واحد.

وأضافت أن تركيا أرسلت إلى الولايات المتحدة رسالة واضحة قبل عقدها الاتفاق الأخير مع روسيا، شددت خلالها على استحالة القبول بمساعي واشنطن الهادفة إلى إرضاء كل من أنقرة وقسد على حد سواء.

وحول دوافع التفاؤل بالاتفاق مع موسكو، أشارت الصحيفة إلى أن روسيا عمدت إلى تهديد التنظيم الإرهابي بالقوات التركية المسلحة، على عكس أسلوب واشنطن التي تسعى لحمايته، مضيفة أن الناطق باسم الكرملين “ديميتري باسكوف” وجه لعناصر التنظيم رسالة واضحة قال فيها: “إن لم تخرجوا من المنطقة سيسحقكم الجيش التركي كما المدحلة”.

وحذرت الصحيفة في ختام تقريرها من المخاطر المتعلقة بالمرحلة القادمة، مشيرة إلى إمكانية أن تسعى روسيا والأسد لشن حملة جديدة على إدلب بحجة هيئة تحرير الشام، وذلك في سبيل تخفيف الضغط عليها في كل من حلب واللاذقية.

وأضافت أن تلك الحملة قد تتحول إلى أزمة تتسبب بخلق موجة نزوح جديدة، إضافة إلى المشاكل التي سيشهدها التواجد التركي في المنطقة، ما يهدد بدوره اتفاق “سوتشي” الأخير.

للمزيد من الأخبار إضغط (هــنــــــا)

لمتابعة صفحتنا على تويتر إضغط (هـــنــــــــا)