الميدان اليمني – وكالات
واصل الفنان ورجل الأعمال المصري، محمد علي، بث مقاطع الفيديو التي يكشف فيها عن ما يصفه بالفساد المتجذر داخل الجيش ومؤسسة الرئاسة المصرية، متحدثا بالأسماء عن عدد من أثرياء المؤسسة العسكرية، الذين أكد أنهم جمعوا مليارات الجنيهات من أموال الشعب.
وفي مقطع فيديو جديد، مساء الأربعاء، كشف علي عن شراكته مع نجل رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، اللواء أحمد نعيم البدراوي، والذي ظل لمدة طويلة في منصبه بسبب صلته بوزير الدفاع الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي.
وذكر أنه بعد خروج اللواء البدراوي من عمله في الهيئة الهندسية تولى إدارة مصنع العريش للأسمنت ثم تولى بعدها إدارة شركة الصعيد للمقاولات، لافتا إلى امتلاكه العديد من الفيلات والأراضي الزراعية.
وأكد أن “رئيس الهيئة الهندسية للجيش يحصل على 1.5% من إجمالي القيمة المالية للمشاريع التي تنفذها، بالإضافة إلى الراتب الذي يحصل عليه، فضلا عن بدل الولاء الذي يحصل عليه كبار الضباط، وهو عبارة عن قطع ذهبية”.
وشدّد على أن “مشاريع الجيش لا تخضع لأي رقابة من مؤسسات الدولة، ولا يمكن لأي مكتب استشاري أن يُدخل تعديلات على أعمال المقاولات بها”.
يأتي ذلك، في ظل ترقب واسع لرد رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي على فيديوهات رجل الأعمال محمد علي، خلال مؤتمر الشباب الذي أعلنت السلطات، عن تنظيمه، السبت المقبل، في العاصمة المصرية القاهرة بحضور السيسي وبعض المسؤولين في نظامه.
وكانت وسائل الإعلام أعلنت بشكل مفاجئ عن إقامة المؤتمر الثامن للشباب، السبت المقبل، لمدة يوم واحد فقط.
وحسب وسائل إعلام مصرية، فإن المؤتمر سيحتوي على جلستين، إحداهما تناقش موضوع “تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع”، بالإضافة إلى جلسة مخصصة لطرح أسئلة على السيسي بعنوان “اسأل الرئيس”.
وأشار علي إلى أن هناك جهة تابعة للقوات المسلحة يطلق عليها “البصريات” يُشرف عليها أطباء تابعون للجيش، وهذه الجهة حصلت على مشاريع مقاولات من وزارة الصحة، وهي من تنفذ مستشفى منفلوط، رغم عدم ارتباطها بمجال المقاولات.
وأكد أنه لم يكن ممكنا التحدث عن الفضائح والفساد خلال وجوده في البلاد، فالسلطة في مصر لا تعطي فرصة لأي شخص ليتكلم ولا تسمع إلا صوتها فقط، فضلا عن “تسلط وتجبر الأجهزة الأمنية، وتوجيه عناصر تلك الأجهزة للرقابة على الشعب، بل والرقابة على بعضها البعض”.
واستطرد قائلا:” الأجهزة الأمنية تُراقب بعضها البعض، ومثال على ذلك مراقبة ضباط المخابرات الحربية لضباط الجيش، وتنصتهم عليهم”، مشدّدا على أن “الفوارق الكبيرة بين ضباط المؤسسة العسكرية، حيث يسكن بعضهم في وحدات سكنية تتكون من غرفتين، بينما يسكن آخرون في فيلات وقصور”.
وتابع: “حتى في الجيش لم تعدل يا ريس )السيسي(، فهناك ضباط من الجيش يعيشون في مستوى مادي متدهور، وهناك من يعيش بالقصور مقابل موافقته على فساد النظام”، مستشهدا بمدير صندوق إسكان القوات المسلحة، اللواء طارق البرقوقي، الذي يمتلك قصرا ضخما في مدينة الرحاب، شرقي العاصمة القاهرة.
كما تطرق علي إلى المناصب التي تقلدها الرئيس السابق للهيئة الهندسية للجيش، اللواء ماجد جورج، ومنها شغله منصب وزير البيئة، ورئيس المجلس التصديري للصناعات الدوائية، كما شغل منصب سفير، مشيرا إلى أن “رجال الأعمال البارزين في مصر يفعلون ما يريده الجيش فقط”.
وتساءل علي عن عدم محاسبة الجهات المسؤولة عن حماية الحدود المصرية من دخول المخدرات إلى البلاد، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، مستنكرا حديث السيسي عن انتشال المصريين من حالة العوز، في وقت يقوم بـ”الشحاتة”، و”طلب المساعدات من دول الخليج على مدار 24 ساعة”.
وأشار إلى أنه “خطط لهذه اللحظة منذ ثماني سنوات، وتلقى تهديدات كثيرة بسبب ذلك”، مطالبا الجميع بمساعدته، وطرح الأسئلة التي تحدث عنها على السيسي خلال مؤتمر الشباب، والرد على ما طرحه من قضايا فساد، لأنهم إذا قاموا بقتله ستنتهي المسألة، وفق قوله.
وشدّد على ضرورة وقوف “الشعب المصري مع كل من يوجه صرخة ضد الظلم، وإلا فليرضى بالظلم والاستعباد”، واصفا السيسي بأنه “مجرد ممثل فاشل”.
وفي إطار المحاولات المستمرة التي يقوم بها النظام وإعلامه، بحسب نشطاء ومراقبون، من أجل التغطية على فيديوهات الفنان محمد علي، يتم اللجوء لأسرة علي لمحاولة التشويش عليه؛ حيث استضاف، منذ أيام، الإعلامي المُقرب من سلطة الانقلاب، أحمد موسى، والد علي، الذي تبرأ منه، وداعيا إياه للتوقف عن ما يفعل.
لكن يبدو أن هذ الخطوة لم تكن مجدية في التغطية على تصريحات واتهامات علي. فلجأ النظام، حسبما يقول نشطاء، لإظهار شقيقه على مواقع التواصل الاجتماعي موجها إليه اتهامات بشأن سرقة أموال أهله، والاستيلاء على أموال شقيقهما المتوفي، ضابط الجيش، وترك أبنائه اليتامى دون ما يكفيهم لمصروفات المدرسة، بحسب قوله. وقام إعلام النظام بتغطية هذا الفيديو بكثافة.
وتابع الشقيق اتهاماته لمحمد علي بالسفه والتبذير في صرف الأموال، وقال إن حب الشهرة هو الذي يحركه، ولا يهتم سوى بنفسه، وسخر من “نضاله ودفاعه عن الفقراء والغلابة”، على حد قوله.
فيما رد الفنان محمد علي على تلك الاتهامات موجها حديثه للنظام، قائلا،:”حينما تقول إن أخي مات، ولديه أولاد، هناك شيء أسمه المجلس الحسبي، وهو الجهة الحكومية المختصة بشؤون وإدارة أموال الأيتام في مصر.
فبعدما اخترقت المخابرات العامة والحربية والمؤسسة العسكرية بأكملها، قمت باختراق المجلس الحسبي بسرقة أموال أخي وسافرت بها للخارج. يعني أخذت 48 مليون جنيه من الجيش وسرقت أموال أخي الميت، فما هي وظيفتك بالبلد؛ فأنت لا تستطيع حماية أموال الجيش أو فلوس الأيتام. عليك أن تعترف أنك رجل فاشل”.