كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن توقعات أمريكية بحدوث “مفاجأة حوثية”، على خلفية القرار الأمريكي الأخير بتصنيف جماعة أنصار الله (الحوثيين) منظمة إرهابية، وإدراج قياداتها في قائمة العقوبات المالية الدولية.
ووفقًا لتقرير نشرته الصحيفة، فإن واشنطن تراقب بقلق التطورات التقنية التي قد يكون الحوثيون حصلوا عليها، والتي من شأنها تعزيز قدراتهم في مجال الطائرات المسيّرة، لا سيما عبر استخدام تقنية خلايا وقود الهيدروجين، التي قد تتيح للطائرات المسيّرة التحليق لمسافات أبعد وتجنب الاكتشاف بسهولة أكبر.
قفزة تكنولوجية تعزز قدرات الحوثيين
التقرير، الذي أعدّه جون إسماي، مراسل الصحيفة لشؤون البنتاغون والضابط السابق في قسم إبطال الذخائر المتفجرة بالقوات البحرية الأمريكية، أشار إلى جهودٍ موثقة لتهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين إلى اليمن، وهو ما قد يمثل “قفزة تكنولوجية إلى الأمام” في قدرات الحوثيين الجوية.
وأوضح التقرير أن خلايا وقود الهيدروجين تعمل على إنتاج الكهرباء عبر تفاعل الأكسجين مع الهيدروجين المضغوط، مما يجعل الطائرات المسيّرة أكثر كفاءة وأقل ضوضاءً، كما يقلل من إمكانية رصدها عبر أجهزة الاستشعار الحرارية والصوتية.
تحوّل استراتيجي في ساحة المواجهة
تيمور خان، المحقق في مركز أبحاث التسلح في الصراعات (CAR)، أكد للصحيفة أن هذه التقنية قد تمنح الحوثيين عنصر المفاجأة في أي مواجهة محتملة مع القوات الأمريكية أو الإسرائيلية. وأضاف أن الطائرات المسيّرة التقليدية التي تعمل بمحركات حرق الغاز أو بطاريات الليثيوم تستطيع الطيران لمسافة 750 ميلًا تقريبًا، بينما قد تتيح خلايا وقود الهيدروجين لها قطع مسافات تصل إلى ثلاثة أضعاف ذلك، مما يزيد من تعقيد عمليات رصدها واعتراضها.
قلق أمريكي وتحذيرات استخباراتية
ووفقًا للتقرير، فإن تعقيدات هذه التقنية تُثير قلق واشنطن، حيث تحاول أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون تحليل مدى تأثير هذه التطورات على أمن المنطقة، خاصةً في ظل التصعيد العسكري في البحر الأحمر واستهداف السفن الإسرائيلية.
وأشار التقرير إلى أن واشنطن تدرس خيارات متعددة لمواجهة هذا التهديد، من بينها تعزيز عمليات الرقابة على تهريب التكنولوجيا إلى اليمن، بالإضافة إلى تكثيف التعاون العسكري والاستخباراتي مع الحلفاء الإقليميين لضمان احتواء أي تهديد محتمل.
ويرى خبراء أن دخول تقنيات جديدة إلى ترسانة الحوثيين قد يعيد رسم معادلات الصراع في المنطقة، خاصةً إذا ما تمكنوا من استخدامها بفعالية في ضرب أهداف بعيدة المدى، مما قد يفتح فصلًا جديدًا في المواجهة العسكرية المستمرة.