فُرض الصيام على المسلمين في شهر شعبان، ليصبح ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام الخمسة، حيث فرض في السنة الثانية من الهجرة كحدث مهم في تاريخ الإسلام، وجاء هذا التشريع الإلهي في الآية الكريمة:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).
وكان فرض الصيام خطوة مهمة في بناء الهوية الدينية للمجتمع الإسلامي الناشئ في المدينة المنورة، حيث أصبح هذا الشهر فرصة لتعزيز التقوى، والتقرب إلى الله، وممارسة الانضباط الذاتي.
عند فرض الصيام أول مرة، كان للمسلمين خيار بين الصيام أو دفع فدية بإطعام مسكين، كما قال الله تعالى:
“وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ” (البقرة: 184).
لكن بعد ذلك أصبح الصيام فرضًا على كل مسلم بالغ قادر، مع استثناءات للمرضى والمسافرين، الذين يُسمح لهم بالفطر مع قضاء الأيام التي أفطروها بعد رمضان.
يهمك أيضا: هل تريد تجنب العطش أثناء الصيام؟.. إليك أهم النصائح على السحور
كان فرض الصيام خطوة لتعزيز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، حيث يشعر الأغنياء بمعاناة الفقراء، مما يزيد من روح المساعدة والرحمة بين أفراد المجتمع. كما أن الصيام أصبح فرصة لتطهير النفس وتقوية الإرادة، إذ يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.
منذ ذلك الوقت، ظل صيام شهر رمضان شعيرة إسلامية ثابتة، يمارسها المسلمون في جميع أنحاء العالم سنويًا، حيث يجتمعون على العبادة والطاعة، ويحيون لياليه بالصلاة وقراءة القرآن، مما يجعل رمضان شهرًا مميزًا روحانيًا واجتماعيًا.