هل حققت صنعاء نصرًا ساحقًا في معركة الصواريخ مقابل فشل العدو.. أم أن في الأمر إنَّ ؟؟

هل حققت صنعاء نصرًا ساحقًا في معركة الصواريخ مقابل فشل العدو.. أم أن في الأمر إنَّ؟

بقلم: فهد الغنامي

سنبدأ بطريقة معكوسة ولن نطيل في المقدمات لكننا سنصف لكم معنى الفشل الاستراتيجي للطرف الآخر الذي يتطلب عدد من العناصر ليكون قائما بالفعل وعلى رأسها:

أولاً: أن يتكرر الفشل أكثر من مرة لنفي شيء اسمه المصادفة.
ثانيًا: أن تكون الجهة التي يُطلَق عليها هذا الوصف قد أخذت كافة احتياطاتها ورفعت من جهوزيتها حتى لا يكون مجرد فشل عملياتي.

ثالثًا: أن تكون تلك الجهة قد حاولت في ظروف عملياتية مستقرة واتيحت لها فرصة المحاولة لكنها لم تتمكن من النجاح.

إذا اجتمعت هذا العناصر في مسار معين فليس أمامنا خيار آخر إلا أن نصفه بالفشل التام، وهذا ما ينطبق تماما على “الدفاعات الجوية الاسرائيلية والأمريكية” التي فشلت فشلًا ذريعًا وموثقًا أمام الصواريخ اليمنية الفرط صوتية، وهذا يعني في المقابل أن صنعاء حققت نجاحًا استراتيجيًا كبيرًا في معركة الصواريخ ضد الدفاعات الجوية الأكثر تطورًا في العالم.

ناهيك عن أن التجربة والقياس يعتمدان على استخدام قوات صنعاء -من زاوية معينة- الحد الأدنى من مسببات وعوامل فشل الدفاعات الجوية المعادية، وهما عامل “العدد” للصواريخ التي أُطلقت حيث أُطلق صاروخ واحد فقط في عملية اليوم وفي العملية السابقة صاروخين فقط، بالإضافة إلى عامل “المسافة” الطويلة جدًا التي قطعها الصاروخ، والتي تصل ٢٠٠٠ كيلو متر، وكان يمكنهما أن يكونا عاملين لنجاح دفاعات العدو لو أن ذلك كان ممكنًا.

فالمسافة الطويلة تعطيه فرصة للرصد والاستعداد والتنبه للخطر والتصدي له، كما أن الصواريخ التي أُطلقت ليست كثيرة، بحيث يكون سبب الفشل هو تشتت القوة والتركيز، فقد كان الحد الأقصى لها هو اثنين صواريخ فقط، وكانت فجر اليوم وجه لوجه مع صاروخ واحد رصدته واطلقت الصواريخ الدفاعية لاعتراضه واقتربت منه إلا أنها كما وصفها البعض بشكل طريف “اكتفت بتفتيش الصاروخ الباليستي والاعتذار منه والسماح له بالدخول 🤣”.

لذا ما من شك أن اليمن صارت تمتلك بالفعل سلاحًا متميزًا وفعالًا، تمكن من التغلب على أحدث الدفاعات الجوية في العالم، وهذا ليس بالأمر البسيط، فروسيا اليوم تهدد حلف الناتو بكله بصواريخ “أورشنيك” الفرط صوتية، والميزة الأهم فيها أنها تتغلب على الدفاعات الجوية المعادية.

هذه الميزة ليست بالأمر اليسير فلا تملكها إلا دول معدودة على سطح الكوكب.

ومن حق كل عربي أن يبارك هذا الإنجاز التاريخي للقوة الصاروخية اليمنية في مواجهة قوى الشر والطغيان.

✍️ فهد الغنامي

اترك تعليقاً