كوريا الجنوبية تشهد تصعيدًا خطيرًا.. اشتباكات عنيفة بين الجيش والمدنيين ومحاولة لاقتحام البرلمان وإعلان حالة الطوارئ

تشهد كوريا الجنوبية تطورات سياسية وأمنية خطيرة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأحكام العرفية والمدنيين في محيط مبنى البرلمان، وسط محاولات عسكرية لاقتحامه. ووفقًا لتقارير إعلامية، تمكنت القوات العسكرية لاحقًا من الدخول إلى البرلمان عبر إحدى النوافذ، ما أدى إلى تفاقم التوترات بين الجيش والمحتجين، بمن فيهم عدد من النواب الذين يحاولون التصدي لهذه التحركات.

هذه الأحداث تأتي عقب إعلان الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، حالة الطوارئ في خطاب متلفز، مبررًا القرار بضرورة حماية النظام الدستوري في البلاد والقضاء على ما وصفه بـ”القوى الموالية لكوريا الشمالية”. وأشار يون إلى أن المعارضة البرلمانية تسعى للهيمنة على السلطة، متهمًا إياها بدعم كوريا الشمالية وتعطيل أعمال الحكومة.

التصعيد لم يتوقف عند ذلك؛ إذ رصد الجيش الكوري الجنوبي محاولات من كوريا الشمالية لقطع خطوط الكهرباء التي تغذي مجمع “كيسونغ” الصناعي المشترك. وذكر بيان رسمي أن جنودًا كوريين شماليين صعدوا إلى أبراج الكهرباء وقطعوا بعض خطوط الجهد العالي، ما زاد من التوترات على الحدود بين البلدين.

في هذا السياق، أفادت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية أن الأبراج، التي يبلغ عددها 48، تمتد عبر الحدود العسكرية، منها 15 في الأراضي الكورية الشمالية. وكان المجمع الصناعي يُدار بشكل مشترك بين الكوريتين قبل أن يتوقف تشغيله تمامًا بعد تفجير كوريا الشمالية لمكتب الاتصال المشترك في يونيو 2020.

يُذكر أن العلاقات بين الكوريتين شهدت مزيدًا من التدهور منذ أن أعلن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في يناير 2024 أن الدولتين أصبحتا “عدوّتين”، ما دفع كوريا الشمالية إلى اتخاذ خطوات تصعيدية مثل إزالة مصابيح الشوارع وتدمير الطرق المشتركة.

تسارع الأحداث السياسية والأمنية في كوريا الجنوبية يثير قلقًا إقليميًا ودوليًا بشأن استقرار المنطقة، مع توقعات بتداعيات واسعة النطاق على المستويين الداخلي والخارجي.