اكتسبت مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه زخمًا غير مسبوق خلال العام الجاري (2024)، وسط توقعات بمضاعفة السعة الحالية مع بدء تشغيل المرافق الجديدة قيد الإنشاء.
وأوضح تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن التعاون بين الحكومات والقطاعين العام والخاص كان بمثابة قوة دافعة وراء نمو هذه المشروعات.
ومع إضافة 237 مشروعًا جديدًا خلال الشهور الـ12 المنتهية في يوليو/تموز 2024، بلغ إجمالي مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه 628 مشروعًا بنهاية يوليو/تموز 2024، بزيادة 60% على أساس سنوي، إذ أصبحت التقنية جزءًا لا يتجزأ من إستراتيجيات إزالة الكربون.
وبينما تواصل أميركا الشمالية تقديم الدعم والحوافز إلى القطاع، تعمل السياسات الناشئة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط على تعزيز بيئة تنظيمية داعمة لمشروعات التقاط الكربون وتخزينه.
مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في 2024
سلّط التقرير الصادر عن المعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه الضوء على النمو غير المسبوق في تطوير مشروعات التقاط الكربون وتخزينه، إذ يوجد -حاليًا- 50 مشروعًا قيد التشغيل، و44 مشروعًا قيد الإنشاء، إلى جانب 534 مشروعًا في مراحل التطوير الأخرى المختلفة.
كما أشار التقرير إلى توسيع البنية التحتية لنقل الكربون وتخزينه، مع وجود 7 مشروعات قيد الإنشاء، و212 مشروعًا في مراحل الجدوى أو الهندسة.
وثمة اعتراف متزايد بأن احتجاز الكربون وتخزينه بات أداة فعّالة للحد من الانبعاثات عبر مختلف الصناعات، مثل الطاقة الحيوية والإسمنت والصلب وتوليد الكهرباء والهيدروجين والغاز الطبيعي وغيرها، مع وجود 79 مشروعًا قيد التشغيل أو قيد الإنشاء في هذه القطاعات.
فضلًا عن ذلك، بدأت تقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة تكتسب زخمًا، مع تشغيل 4 مرافق تجارية و16 أخرى قيد التطوير.
ومع نمو مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، من المتوقع أن تتضاعف السعة العالمية قيد التشغيل من 51 مليون طن سنويًا حاليًا، إلى 100 مليون طن سنويًا مع بدء تشغيل المرافق الجديدة قيد الإنشاء.
وحاليًا، يبلغ إجمالي سعة احتجاز الكربون لجميع المشروعات في مراحل التطوير المختلفة شاملة المشروعات قيد التشغيل نحو 416 مليون طن سنويًا، ما يعكس معدل نمو سنوي مركب بنسبة 32% منذ عام 2017.
دول رائدة
بات التعاون بين القطاعين العام والخاص ضروريًا للتغلب على الحواجز وخفض تكاليف مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، إذ أُبرمت أكثر من 50 مذكرة تفاهم منذ 2020، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي أميركا الشمالية، عزّز التمويل الفيدرالي والحوافز استثمارات التقاط الكربون وتخزينه، فقد خصّصت الحكومة الأميركية قرابة 10 مليارات دولار لدعم إدارة الكربون ومراكز الهيدروجين النظيف، كما أصبحت البرازيل أول دولة في أميركا الجنوبية تسن تشريعات خاصة بمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه.
وبالنسبة إلى أوروبا، تعمل العديد من الدول الأوروبية على تطوير إستراتيجيات خاصة لإدارة الكربون في العمليات الصناعية، مع هدف حقن 50 مليون طن سنويًا بحلول 2030.
كما تؤدي مشروعات التقاط الكربون وتخزينه دورًا مهمًا في سياسة المناخ في الصين، إذ أطلقت بكين خطة لدعم لمشروعات إزالة الكربون، ومن بين 47 مشروعًا محددًا، هناك 6 مشروعات مرتبطة باحتجاز الكربون، بما في ذلك أكبر مشروع لالتقاط الكربون في العالم قيد الإنشاء داخل محطة كهرباء بالفحم، الذي يهدف إلى التقاط 1.5 مليون طن سنويًا.
ريادة الشرق الأوسط وأفريقيا
تعطي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أولوية متزايدة لمشروعات التقاط الكربون وتخزينه بصفته عنصرًا أساسيًا في إستراتيجيات إزالة الكربون.
فقد أعلنت الإمارات خريطة طريق لإزالة الكربون من العمليات الصناعية؛ بهدف وصول سعة التقاط الكربون وتخزينه إلى 43.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما حدّدت السعودية هدفًا لالتقاط الكربون وتخزينه بسعة تصل إلى 44 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035.
فضلًا عن ذلك، أطلقت سلطنة عُمان إطار عمل لالتقاط الكربون وتخزينه، وستُسهم هذه التقنية في الحد من انبعاثات الكربون بنسبة 15% بحلول عام 2050.
بينما بدأت كينيا مشروعًا لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة بسعة مليون طن سنويًا.
ومن المتوقع أن تُسهم هذه الجهود مجتمعة في زيادة السعة الإقليمية المتوقعة لالتقاط الكربون وتخزينه إلى 65 مليون طن سنويًا بحلول 2035.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link