هل تستمر تخفيضات أوبك+ الطوعية في 2025؟.. 8 خبراء يتحدثون لـ”الطاقة”

فور إعلان تمديد تخفيضات أوبك+ الطوعية حتى نهاية العام الجاري (2024)، ازدادت التساؤلات حول إمكان تأجيل إعادة الكميات المخفَّضة في وقت مبكر من العام المقبل (2025).

وكانت مجموعة الدول الـ8 في تحالف أوبك+، بقيادة السعودية وروسيا، قد اتفقت على تأجيل التخلص التدريجي من تخفيضات إنتاج النفط الطوعية الإضافية، البالغة نحو 2.2 مليون برميل يوميًا، لمدّة شهر واحد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.

وجاء هذا التأجيل ليكون الثاني الذي تعلنه الدول المشاركة في الخفض الطوعي الإضافي -وهي السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وقازاخستان والجزائر وسلطنة عمان- التي اتفقت من قبل على تأجيل إعادة تلك الكميات إلى السوق لمدة شهرين، من سبتمبر/أيلول 2024، حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

واستطلعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، آراء نخبة من الخبراء حول توقعاتهم لإعلان تحالف أوبك+ تمديدًا جديدًا، إذا استمرت أسعار النفط أقل من 80 دولارًا.

القدرة على التكيّف

أوضح كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري، أنه إذا ظلّت أسعار النفط أقل من 80 دولارًا للبرميل، فمن المرجح أن يستمر أوبك+ في تأخير أي زيادات مخطط لها في الإنتاج.

وأشار شوكري إلى أن أوبك+ أرجأ زيادة أكتوبر/تشرين الأول 2024 بمقدار 180 ألف برميل يوميًا، ومدد تخفيضاته الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024؛ ما يؤكّد التزامه بدعم الأسعار وسط ظروف السوق الصعبة.

وتشمل عوامل السوق الحالية التي تُسهم في ضغوط الأسعار ضعف تعافي الطلب في الصين، والمخاوف بشأن العرض الزائد المحتمل، والإنتاج القياسي المرتفع في دول غير أعضاء في أوبك مثل الولايات المتحدة.

وفي تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أكد شوكري أن أوبك+ أظهر القدرة على التكيف في استجابته، وتعديل الإنتاج حسب الحاجة للحفاظ على الأسعار ضمن نطاق مفضل؛ إذ نجحت المجموعة في ضبط إستراتيجية العرض الخاصة بها خلال العام الجاري (2024)، ما يدل على استعداد ثابت لإيقاف خطط الإنتاج أو عكسها لتحقيق الاستقرار في السوق.

كما أكدت رئيسة شركة “إس في بي إنرجي إنترناشيونال”، الدكتورة سارة فاخشوري، أن إستراتيجية معايرة السوق والاستقرار هي نهج أساسي داخل أوبك+ يهدف إلى الحفاظ على التوازن وسط ظروف السوق المتطورة.

وأشارت إلى أن هذا الإطار الاستباقي يتميّز بنهج استباقي واحترازي أكده وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مناسبات متعددة، وعزّزه باستمرار الأمين العام لأوبك هيثم الغيص.

وقالت فاخشوري، في تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة: “تشير هذه المبادئ مجتمعة إلى أن أوبك+ سيواصل تعديل إنتاجه حسب الحاجة للحفاظ على توازن السوق”.

تخفيضات أوبك+ الطوعية

يعتقد رئيس قسم تحليل النفط في شركة “غازبودي” الأميركية باتريك دي هان، أن الدول الـ8 المشاركة في تخفيضات أوبك+ الطوعية ستكون حذرة للغاية بشأن استعادة البراميل.

وقال دي هان، في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة: “لن أتفاجأ إذا ساروا ببطء أكبر في الاستعادة بدءًا من الربيع المقبل، عندما يُمكن لأسعار النفط والطلب أن يعوضا ارتفاع الإنتاج، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط”.

من جانبه، أكد محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم، أن قرار تمديد تخفيضات أوبك+ الطوعية مجددًا لن يكون قائمًا فقط على أسعار النفط.

ولكنه أضاف: “نعم، إذا ظلت الأسعار ضعيفة، واستمرت الأساسيات في الإشارة إلى وفرة العرض، فمن المؤكد أن أوبك+ سينظر في المزيد من التأجيلات”.

باتريك دي هان

كما قال رئيس تحرير منصة “بتروليوم إيكونوميست” بول هيكن، إنه من المرجح أن يقدم أوبك+ تخفيضات، وتوجيهات كافية بشأن التخفيضات، للسماح للمجموعة بدعم أسعار النفط فوق 70 دولارًا للبرميل للنصف الأول من العام المقبل (2025).

وأضاف أنه إذا فشل قطاع العقارات الصيني المعطل في الاستجابة لمجموعة التدابير التحفيزية، وإذا تعثر الاقتصاد الأميركي، فقد يواجه أوبك+ في مرحلة ما الحقيقة القاسية المتمثلة في أن 60 دولارًا للبرميل قد يكون سائدًا في عام 2025 حتى يتعافى الطلب.

التأجيل غير مفيد

من جانبه، لا يعتقد رئيس شركة رابيدان إنرجي الأميركية بوب مكنالي، أن تحالف أوبك+ سيؤجل عودة هذه البراميل إلى أجل غير مسمى، على الرغم من أنه يظل في وضع استباقي في الوقت الحالي.

وقال مكنالي، في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة: “عندما تُحلل رابيدان الأساسيات فيما بعد العام المقبل وفي السنوات المقبلة، نرى أن التحالف بحاجة إلى خفض العرض.. سيكون هذا تحديًا كبيرًا”.

وأضاف: “بينما لا نرى ارتفاع الطلب هذا العقد، فإن نمو العرض يرتفع من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل ودول أخرى غير أوبك+.. سيثبت هذا أنه يشكل تحديًا لأوبك+”.

كما أكد المستشار، الخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، مدير عام التسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي، أن تحالف أوبك+ لا يستهدف سعرًا محددًا للنفط، وينظر بالتالي إلى توازن السوق وإشباعها بالكميات المطلوبة دون زيادة.

ولكنه أضاف أن الأسعار تؤدي دورًا كبيرًا في أي قرار، قائلًا: “أعتقد أن الأسعار ستستمر في نطاق 70-75 دولارًا، أو 76-77 دولارًا، مع وضع الظروف الحالية في الحسبان”.

وذكّر الريامي، في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة، بأن الأسعار تأثرت بالفعل بعلاوة المخاطر التي ما زالت موجودة في المنطقة؛ لكن إذا حدثت أي ظروف جيوسياسية مختلفة، فمن الممكن أن ترتفع الأسعار أكثر من ذلك.

علي بن عبدالله الريامي

من جانبه، رأى الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة شعيب بوطمين، أن التأجيل لا يخدم تحالف أوبك+، مشددًا على أنه إذا لم يعِد التحالف (الدول الـ8 خاصةً) ضخ البراميل في السوق فسيأتي من يضخها، حتى من قِبَل بعض الدول داخل التحالف”.

وقال بوطمين: “يجب ألا ننسى أن التحالف يخفّض اليوم 5.8 مليون برميل يوميًا، ورغم ذلك تبلغ أسعار النفط حاليًا 74 دولارًا، وليس 100 دولار.. لذلك، فإن التركيز على الاتحاد والاستقرار داخل التحالف لمدة أطول أهم من تحقيق 80 دولارًا لمدة قصيرة”.

وتابع: “أهم شيء هو تعافي الاقتصاد العالمي، وهو ليس سهلًا؛ لأن أثر الحرب في أوكرانيا أربك كل الحسابات.. أعتقد أنه لا عودة لتعافٍ حقيقي قبل التوصل إلى إنهاء الحرب داخل أوروبا”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Source link

شارك هذا الخبر