الميدان اليمني – متابعات
أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الجمعة، جملة من الأوامر والقرارات الملكية، كان أبرزها تعيين فهد بن محمد العيسى، رئيسا للديوان الملكي السعودي بمرتبة وزير.
لكن السؤال المطروح، من هو العيسى؟ الذي تولى رئاسة الديوان الملكي السعودي.
نشرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، مجموعة من المعلومات، التي ترسم صورة كاملة عن رئيس الديوان الملكي الجديد.
حامل ملفات اليمن
ومن أبرز تلك المعلومات أن العيسى يوصف بأنه “حامل ملفات الحدود السعودية اليمنية”.
وحصل العيسى في عام 2001 على وسام “الوحدة اليمنية” من الدرجة الثالثة، نظيره جهوده في مفاوضات الحدود اليمنية السعودية.
ولعب الباحث القانوني حينها دورا كبيرا في معاهدة جدة عام 2000، لترسيم الحدود بين المملكة العربية والسعودية واليمن، وحل الخلافات التي ظلت عالقة بين البلدين على الحدود قرابة 60 عاما.
وتضمنت الاتفاقية ألا يجوز لأي من الطرفين المتعاقدين، حشد قواته المسلحة على مسافة تقل عن 20 كيلو مترا على جانبي الحدود، ويقتصر نشاط أي طرف في كل جانب على تسيير دوريات أمن متنقلة بأسلحتها الاعتيادية، كما تضمنت أيضا مناطق الرعي على الحدود، بحيث لا يحدث أي تعارض أو خلافات بشأنها.
ولكن يبدو أن ذلك الأمر لم يدم فترة طويلة، حيث عادت الخلافات مجددا في عام 2003، عندما شرعت السعودية في بناء جدار حدودي مع اليمن، وهو ما رأته اليمن حينها مخالفات لاتفاقية جدة 2000، التي شارك العيسى في مفاوضاتها وساهمت في حل مشاكل الحدود بصورة كبيرة بين البلدين.
واستفادت السعودية على ما يبدو في تلك الاتفاقية من الخبرة القانونية الكبيرة، التي كان يحظى بها العيسى، الذي كان قد حصل على ماجستير في القانون الدولي من الجامعة الأمريكية في واشنطن، كما كان حينها مستشارا قانونيا في الديوان الملكي السعودي، واستفادت كذلك من خبرته الدبلوماسية في المفاوضات، حينما كان سفيرا للولايات المتحدة في واشنطن عام 1991.
اليمن وأشياء أخرى
يبدو أن خبرة العيسى في اليمن لم تقتصر على تلك الاتفاقية فقط، بل استعان به الديوان الملكي السعودي، في أكثر من مناسبة لأكثر من قضية خلافية أو اتفاقيات تعاون مع اليمن.
كانت الحكومة السعودية قد عينته ممثلا عن الجانب السعودي في لجنة تعيين الحدود السعودية اليمنية المشتركة، وعضوا عن الجانب السعودي في اللجنة التحضيرية لمجلس التنسيق السعودي اليمني.
ولم يقتصر نشاطه على اليمن، بل تم الاستعانة بخبراته فيما يخص الشأن الخليجي والعربي، حيث تم تعيينه في منصب رئيس اللجنة الدائمة لدراسة الموضوعات المتعلقة بمجلس تعاون دول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، المشكلة من قبل هيئة الخبراء لمجلس الوزراء.
وكان يختار دوما في عدد كبير من اللجان، التي تحتاج شخص يجمع ما بين الخبرة القانونية والعسكرية، لذلك كان يشارك في عدد من اللجان التابعة لوزارة الدفاع.
كما ترأس لجنة النظر في مخالفات نظم الاتصالات، ولجنة الفصل في منازعات ومخالفات صناعة الكهرباء.
العيسى وابن سلمان
في عام 2015، صدر أمرا ملكيا من الملك سلمان بن عبد العزيز، بتعيين العيسى مدير لمكتب وزير الدفاع، الذي كان حينها ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.
وحظى العيسى بثقة واسعة من الأمير محمد بن سلمان، الذي أصبح في يونيو/حزيران 2017 وليا للعهد، محتفظا بمنصب وزير الدفاع.
وكان يصر وزير الدفاع وولي العهد السعودي، أن يكون العيسى مشاركا معه في معظم لقاءاته واجتماعاته، خاصة الخارجية منها.
كما أن خبرة العيسى في اليمن، كانت حاضرة في معظم اجتماعات محمد بن سلمان مع القيادات اليمنية، والتي كان أحد أضلع الحاضرين فيها بصورة دائمة ومستمرة.