يواجه توليد الطاقة الكهرومائية في أميركا انخفاضًا حادًا في عام 2024؛ نتيجة تفاقم الجفاف الذي ضرب أجزاء عدة على مستوى الولايات.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع تراجع توليد الطاقة الكهرومائية بنسبة 13% في عام 2024، مقارنة بالمتوسط على مدى 10 سنوات؛ ما سيمثل أدنى مستويات الإنتاج منذ 2001.
ويتجلّى هذا الانخفاض في منطقة شمال غرب المحيط الهادئ، موطن أكبر حصة من قدرة الطاقة الكهرومائية في أميركا.
فقد أفاد مرصد الجفاف في الولايات المتحدة بأنه بحلول نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، كانت 72.6% من الولايات المتحدة القارية تعاني مستويات متفاوتة من الجفاف، وارتفعت هذه النسبة إلى 87.2 بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
وفقًا لتوقعات الطاقة قصيرة الأجل الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة قد يصل إجمالي توليد الطاقة الكهرومائية في شمال غرب الولايات المتحدة، التي تمتد عبر حوض نهر كولومبيا وأجزاء من ولايات جبال روكي، إلى 101.8 مليار كيلوواط/ساعة في عام 2024.
ويمثّل ذلك انخفاضًا بنسبة 23% عن متوسط المنطقة على مدى 10 سنوات، الذي بلغ 132.8 مليار كيلوواط/ساعة، كما يمثّل انخفاضًا بنسبة 1% عن مستويات عام 2023.
يأتي ذلك بعد توقعات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية في أبريل/نيسان الماضي، بزيادة توليد الطاقة الكهرومائية على المستوى الوطني بنسبة 6% على أساس سنوي مقارنة بعام 2023، ليصل إلى 250 مليار كيلوواط/ساعة بنهاية 2024، مع زيادة ملحوظة في مناطق الجنوب الشرقي والشمال الغربي وجبال روكي.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة ارتفاع توليد الطاقة الكهرومائية في أميركا بمنطقتي الشمال الغربي وجبال روكي بنسبة 3%، لتصل إلى 106 مليارات كيلوواط/ساعة خلال عام 2024، مقارنة بنحو 103 مليارات كيلوواط/ساعة في عام 2023.
وتُعد المنطقتان أكبر مصدر للطاقة الكهرومائية في الولايات المتحدة، حيث شكلتا 43% من إجمالي الإنتاج الكهرومائي خلال عام 2023.
ومع ذلك، كان إنتاج الطاقة الكهرومائية في المنطقة خلال عام 2023 هو الأدنى منذ عام 2010 على الأقل؛ بسبب تأثير موجة الحر التي ضربت واشنطن وأوريغون في مايو/أيار 2023؛ مما أدى إلى ذوبان سريع للثلوج وانخفاض في إمدادات المياه، وتراجع قدرات التوليد لبقية العام.
كشف أحدث تقارير إدارة معلومات الطاقة الصادرة الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني، مدى تأثر توليد الطاقة الكهرومائية في شمال غرب المحيط الهادئ، مع ضعف موارد المياه بسبب تفاقم الجفاف.
ففي نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وصلت مستويات المياه في سد داليس إلى 74% فقط من متوسط 30 عامًا خلال أشهر الصيف، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويبلغ صافي قدرة توليد سد داليس في الصيف قرابة 1.8 غيغاواط، وهو أحد أكبر السدود لتوليد الطاقة الكهرومائية في أميركا، وينظر إليه بصفته مؤشرًا حاسمًا لإمدادات المياه في نهر كولومبيا.
على الجانب الآخر، تكشف تقارير توقعات أحواض الأنهار الصادرة عن وزارة الزراعة الأميركية أنه بحلول نهاية سبتمبر/أيلول بلغت سعة خزانات ولاية أوريغون 48%، و60% في إيداهو، في حين كانت واشنطن ومونتانا أفضل حالًا بسعة 67% و76% على التوالي.
وطوال عام 2023، كان توليد الطاقة الكهرومائية في واشنطن وأوريغون وأيداهو ومونتانا عند أو أقل من الحد الأدنى لنطاق السنوات الـ10، باستثناء ارتفاع مؤقت خلال موجة الحر في مايو/أيار.
ومع ذلك، تجاوز توليد الطاقة الكهرومائية في واشنطن وأوريغون خلال عام 2024 مستويات عام 2023، خاصة في فصل الصيف، في حين شهدت أيداهو ومونتانا انخفاضًا في التوليد من أبريل/نيسان إلى أغسطس/آب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..