تسبَّب الإعصار رافائيل في قضاء أكثر من 10 ملايين شخص في كوبا -الواقعة غرب البحر الكاريبي- أمس الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني، في الظلام.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، انهارت شبكة الكهرباء في كوبا عندما ضرب الإعصار البلاد برياح بلغت سرعتها القصوى 115 ميلًا/ساعة (185 كيلومترًا/ساعة)، مُخلّفًا خسائر كبيرة، إذ ألحق أضرارًا بالمنازل واقتلع الأشجار وأسقط أعمدة الهاتف.
وضرب الإعصار رافائيل جزر كايمان بتصنيف إعصار من الفئة الأولى على مقياس سافير-سيمبسون للأعاصير المكون من 5 درجات، قبل أن تزيد قوّته إلى الفئة الثالثة، في مدة أقل من 24 ساعة، ليضرب الساحل الجنوبي الغربي لكوبا.
وتعمل السلطات الكوبية على إعادة الكهرباء إلى الجزيرة، إذ بدأت وزارة الطاقة والمناجم العمل على إعادة ربط الشبكة الوطنية، في وقت متأخر من يوم أمس الأربعاء، مُوضحةً أن العملية ستستغرق وقتًا أطول في المناطق الغربية من الجزيرة، التي كانت الأكثر تضررًا من الإعصار.
وتعاني هافانا من الانقطاعات المتكررة في الكهرباء لساعات طويلة نتيجة نقص إمدادات الوقود من الدول الحليفة، فنزويلا وروسيا والمكسيك، إلى الدولة ذات الحكومة الشيوعية.
تضمنت تداعيات الإعصار رافائيل دمارًا واسعًا، وأظهرت وسائل الإعلام الرسمية الكوبية انتشارًا للفيضانات على نطاق واسع، وصورًا لخطوط كهرباء متساقطة ونوافذ محطمة، وأسقف معدنية متناثرة في شوارع هافانا.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني، كان هبوب الرياح العاتية وهطول الأمطار الغزيرة ما يزال مستمرًا على العاصمة هافانا، في حين ضربت الأمواج شارع ماليكون المطل على الواجهة البحرية، وظلَّ العديد من المناطق المنخفضة والطرق مغمورًا بالمياه.
وزاد الإعصار من تدهور شبكة الكهرباء الهشة، التي انهارت قبل أسبوعين فقط عدّة مرّات، ما ترك العديد من الناس في البلاد يغرقون في الظلام أيامًا.
وقالت وسائل إعلام حكومية، إن عمال الطوارئ أعادوا الكهرباء إلى بعض المناطق، رغم أن العاصمة هافانا ظلّت دون كهرباء، حتى فجر اليوم الخميس، حسبما أوردت “رويترز“.
كما ضرب الإعصار رافائيل مقاطعة أرتيميسا، وهي إحدى أهم المناطق الزراعية في البلد -الذي يعاني من نقص حادّ في الغذاء- ما دفع السلطات إلى حصد الفواكه والخضروات الناضجة بإجراء وقائي، في محاولة لتقليل حجم الخسائر.
وواجه المواطنون صعوبة في السفر، وتعثرت جهود الإنقاذ، نتيجة إغلاق العديد من الطرق الرئيسة بسبب أغصان الأشجار المتساقطة وتراكم القمامة والحطام، وقال مسؤولون، إن من المقرر أن يظل مطار هافانا مغلقا حتى منتصف نهار اليوم الخميس على الأقل.
وبحلول صباح اليوم الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني، تحرَّك الإعصار رافائيل 155 ميلًا (250 كيلومترًا) إلى الشمال والغرب من هافانا، ثم اتجه إلى خليج المكسيك، إذ لم يعد يشكّل تهديدًا مباشرًا لليابسة، حسبما أورد المركز الوطني الأميركي للأعاصير في ميامي
ورافائيل هو ثاني إعصار يضرب كوبا، في غضون أقل من شهر، إذ ضرب الإعصار أوسكار شرق البلاد، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تعكس الانقطاعات المستمرة عمق أزمة الكهرباء في كوبا، إذ انقطع التيار عن البلاد لعدّة ساعات، الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ نتيجة انهيار واحدة من أكبر محطات التوليد في البلاد، ما أدى إلى حدوث شلل في أوصال الدولة كلها.
وترى كوبا أن الحصار الأميركي المفروض عليها منذ الولاية السابقة للرئيس دونالد ترمب، يُمثّل أحد أهم أسباب أزمة الكهرباء، في حين تنفي الولايات المتحدة أيّ مسؤولية لها عن الأزمة.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، بمنصة “إكس”: إن “السيناريو المعقّد ناجم في المقام الأول عن تكثيف الحرب الاقتصادية والاضطهاد المالي والطاقة التي تشنّها الولايات المتحدة”.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي لمجلس الأمن القومي الأميركي: “أميركا ليس لها يد في انقطاع الكهرباء في كوبا، وليس لها أيّ علاقة بأزمة الطاقة في البلاد”.
وأشار متحدث مجلس الأمن القومي الأميركي إلى أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تأثير انقطاع الكهرباء لدى كوبا في الوضع الإنساني، لكن حكومة هافانا لم تطلب المساعدة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..