من هو دونالد ترامب الرئيس الامريكي الجديد وما هي خلفيته؟

أعلن الجمهوري دونالد ترامب الیوم الاربعاء فوزه بانتخابات الرئاسة في أمريكا وقال إنه يتوقع الحصول على أكثر من 300 من أصوات المجمع الانتخابي، ويصنف ترامب بأنه قريب من اليمين المتشدد في الحزب الجمهوري، واشتهر بعدائه للمهاجرين في أميركا خصوصا المتحدرين من أصول مكسيكية، الذين يتهمهم بإغراق البلاد بالمخدرات والعنف، ولا يتردد في الدعوة لإعادة النظر في قوانين الهجرة، ووقف منح الجنسية الأميركية لأطفال المهاجرين الذين يولدون فوق الأراضي الأميركية.

وصنع دونالد ترامب تاريخ السوابق باعتباره الرئيس الأميركي الذي تلقى أكبر عدد من لوائح الاتهام، والرئيس الوحيد الذي اتهم بارتكاب جناية على الإطلاق.

كما أنه الرئيس الوحيد الذي أدين بجنايات؛ حیث يتسابق الإعلام الأميركي في إظهار سجل طويل من الفضائح الممتدة على مدى 7 عقود من حياته الشخصية أو العامة، التي بدأت قبل فترة طويلة من دخوله عالم السياسة، فقد تم اتهامه بارتكاب العديد من المخالفات والجنح والجنايات والاحتيال أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ الأميركي.

وكان هو المرشح والرئيس، ثم المرشح ثانية، الذي تم التحقيق معه من قبل أكبر عدد من المدعين العامين والمؤسسات القضائية، وتم رفع دعوى قضائية عليه من قبل العديد من المدعين العامين.ولم يكن أي رئيس في التاريخ الأميركي أكثر ثراءً من ترامب، وهو أيضا الأكثر تهربا من دفع الضرائب.

وتكشف الوثائق الضريبية التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في عام 2020 أنه دفع 750 دولارا فقط من ضرائب الدخل الفدرالية عام 2016، وهو العام الذي ترشح فيه للرئاسة لأول مرة، ودفع 750 دولارا أخرى في عام 2017، في عامه الأول كرئيس.

وتظهر السجلات التي دققتها الصحيفة وتمتد على مدار 18 عاما أيضا أن ترامب لم يدفع أي ضرائب على الدخل للحكومة الفدرالية خلال 11 عاما. وكان ترامب ومحاسبوه -وفق الصحيفة- “مبدعين في التلاعب بقانون الضرائب، وتحويله لصالحه بطرق مختلفة منها إعلان الإفلاس أو نقل الملكية..”، كما طالب أحيانا بالتعويض عن خسائره.وتشير البيانات إلى أنه عندما ترشح للرئاسة لأول مرة في عام 2016، كانت هنالك 4095 دعوى قضائية متعلقة به -بعضها رفعها هو- شملت مقاولين ومصرفيين تعاملوا معه وشركاء له وعملاء ومنافسين.

كما خاض أيضا معارك قانونية مع ابنة أخيه وابن أخيه (ماري ترامب وشقيقها فريد ترامب الثالث) اللذين اتهماه بالاحتيال عليهما والاستيلاء على جزء من ممتلكات والده فريد ترامب كانت مخصصة لهما.

وفي قضاياه المختلفة، أُجبر على دفع تعويضات بمئات ملايين الدولارات للذين اتهموه بالاحتيال، وأُدين شخصيا بمسؤوليته عن عمليات احتيال تجارية واسعة النطاق، كما أُدينت شركته العقارية بارتكاب جرائم ضريبية، والاحتيال التجاري عبر تضخيم قيمة أصوله بشكل غير قانوني لتحصيل قروض، وفرضت عليه غرامات تتجاوز 450 مليون دولار.وكان ترامب أيضا أكثر الرؤساء الذين اتهموا بسوء السلوك الجنسي، ورفعت عليه قضايا من قبل أكثر من 25 امرأة، (قبل توليه الرئاسة)، بينهم الكاتبة جين كارول، التي قبلت المحكمة دعواها وغرمت ترامب بمبلغ 5 ملايين دولار، ثم فرضت عليه غرامة أخرى بقيمة 83.3 مليون دولار بتهمة التشهير بها.

خصص الرئيس السابق جزءا كبيرا مع فريقه القانوني في المسائل القضائية، حيث كسب بعض الدعاوى والقضايا، وثبت أن بعضها لا أساس له من الصحة، وكانت واحدة من تلك القضايا التي تحولت إلى “فضائح” كافية لإحباط سياسي آخر، الأمر الذي لم يحدث معه.وانبثق دونالد جون ترامب فجأة في المشهد السياسي الأميركي عام 2015. كانت سابقة أميركية -وربما عالمية- أن تكون أول وظيفة رسمية يشغلها في حياته هي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وأن يؤدي أول قسم دستوري عندما تسلم الرئاسة سنة 2017.

وجاء ترامب عام 2016 في فترة ارتباك في المشهد السياسي الأميركي، غابت الزعامات والقامات السياسية المؤثرة وتراجع تأثير الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كما كان شعاره “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” فضفاضا، لكنه شديد التأثير على شريحة واسعة من الناخبين.ونجح في سباق الرئاسة عام 2016، بعد أن تأثرت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بذيول فضيحة تسريب الايميلات، والترهل في مفاصل الحزب الديمقراطي، كما جذبت “شعبوية” ترامب وصخبه وأحيانا بعض أفكاره في الاقتصاد شريحة الناخبين “المحافظين في أميركيتهم”، وممن ضاقوا ذرعا بالخطابات المنمقة.

لم يكن هؤلاء مضطرين لتدقيق سجله الجنائي -الذي تضخم بعد الرئاسة- أو سجل إقراراته الضريبة الذي كان حافلا بالمخالفات. كان رجلا “غير منمق وغير متحفظ”، يستعمل نفس مص

طلحات العامة وشتائمهم أحيانا ويحمل طباعهم وبعضا من ميولاتهم العنصرية الصارخة أو المبطنة، كما كانت حياته “الصاخبة” وزيجاته المتعددة من عارضات الأزياء وحضوره الدائم على صفحات الجرائد والمجلات الشعبية منذ الثمانينيات جاذبة للكثير من الناخبين.

المولد والنشأة

ولد دونالد ترامب يوم 14 يونيو/حزيران 1946 في مدينة نيويورك، وهو الرابع في أسرة مكونة من خمسة أطفال لأبوين من أصول ألمانية وأسكتلندية.

وكان والده يعمل ببناء الشقق السكنية في نيويورك وتشييد مساكن العسكريين الأميركيين ومن عمله هذا كوّن ثروته. وقد أثر في تكوين شخصية ابنه دونالد حتى اختار العمل في العقارات تأسيا به وعدّه مصدر إلهامه وتوفي والده عام 1999.يكبر دونالد أخاه فريد، الذي كان يطمح لأن يصبح طيارا إلا أنه توفي بسبب إدمانه شرب الخمر وهو في الـ43 من عمره، مما جعل دونالد ترامب يبتعد عن الخمر والسجائر في حياته.

تزوج عام 1971 من إيفانا عارضة الأزياء ثم طلقها عام 1990. وله منها 3 أبناء وهم: دونالد الابن، وإيفانكا وإريك. ويعملون جميهم في مواقع مهمة في مؤسسة والدهم.

زواجه الثاني كان من الممثلة مارلا ميبليز عام 1993 ثم انفصل عنها عام 1999 ورزق منها بطفلته تيفاني. تزوج ترامب مرة ثالثة من العارضة ميلانيا كناوس عام 2005 ورزق منها بطفل أسماه بارون وليام.

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست في فورست هيلز بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. ولما بلغ الثالثة عشرة التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، حيث حصل عام 1964 على درجة الشرف الأكاديمية، وانتقل بعد ذلك إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، قبل أن يلج كلية وارتون للتجارة وإدارة الأموال التابعة لجامعة بنسلفانيا، وتخرج فيها عام 1968 بإجازة (بكالوريوس) في الاقتصاد واختار بعدها العمل في شركة العقارات التي يديرها والده.

التوجه الفكري

يصنف ترامب بأنه قريب من اليمين المتشدد في الحزب الجمهوري، واشتهر بعدائه للمهاجرين في أميركا خصوصا المتحدرين من أصول مكسيكية، الذين يتهمهم بإغراق البلاد بالمخدرات والعنف.

ولا يتردد في الدعوة لإعادة النظر في قوانين الهجرة، ووقف منح الجنسية الأميركية لأطفال المهاجرين الذين يولدون فوق الأراضي الأميركية.

يتمتع باستقلالية مالية كبيرة تجعله متحررا من جماعات الضغط في حزبه، ويؤمن بقدرته الشخصية على استرجاع “عظمة أميركا” وما يصفه بـ”الحلم الأميركي”، ومواجهة ما يسميه الهيمنة الاقتصادية للصين.ويطلق ترامب تصريحات مثيرة للجدل في ما يخص السياسة الخارجية المرتبطة بالعالم العربي، من قبيل دعوته لإعادة احتلال العراق والاستيلاء على حقول نفطه للتصدي لتنظيم داعش.

ولا يتوانى عن إظهار العداء والسخرية العلنية المتكررة من شخصيات نسائية أميركية، بألفاظ توصف في وسائل الإعلام الأميركية بالصادمة. واشتهر أيضا بتهكمه على سياسيين أميركيين بارزين كجون ماكين، أحد المرشحين لرئاسيات عام 2008 (توفي عام 2018)، وإصراره على طعنه في مصداقيته كأحد العسكريين الأميركيين القدامى في حرب فيتنام.

تصفه ماري ترامب -أخصائية علم النفس وابنة شقيقه فريد ترامب جونيور- في كتابها “كثير جدا ولا يكفي أبدا: كيف خلقت عائلتي أخطر رجل في العالم” (الصادر عام 2020) بكونه كان عرضة لـ “الإهمال العاطفي”، ففي غياب والدته أو مرضها عانى من قساوة الأب، الذي كان يفضل ابنا قوي الشخصية، وهو ما كان من شأنه -بحسبها -“أن يترك ندبة على حياة دونالد مدى الحياة، ويؤدي إلى مظاهر النرجسية والتنمر والعظمة”، التي طبعت سلوكه لاحقا.

الوظائف والمسؤوليات

انضم عام 1968 للعمل مع والده ضمن مؤسسة ترامب العقارية التي كانت متخصصة في تأجير المساكن للطبقة المتوسطة بأحياء نيويورك، ثم أصبح الرئيس التنفيذي لها بعد توسعها ودخولها الاستثمار في مجالات جديدة.

نجح ترامب عدة مرات في تجاوز الهزات والأزمات المالية التي واجهت شركاته، خصوصا ما بين عامي 1987 و1997، وعامي 2008 و2009 والتي أدت إلى إعلان عدة مؤسسات تابعة له الإفلاس، حيث تمكن كل مرة من الخروج من الأزمة والقيام باستثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة وخارجها. وقد أصبح اسم ترامب “علامة تجارية” تقدر بملايين الدولارات في السوق الأميركية.في مجال الإعلام تولى عام 2003 تنفيذ إنتاج وتنشيط برامج تلفزية في قناة “أن بي سي”، حظيت بالمتابعة في الولايات المتحدة، من أشهرها “المتدرب” و”أستوديو 54″.

التجربة السياسية

لم يسبق لترامب أن مارس عملا سياسيا مباشرا، لكنه -وفق بعض التقارير الأميركية- قدم خلال عقدين من الزمن تبرعات لحملات انتخابية رئاسية لمرشحين من الحزب الجمهوري والديمقراطي.

وقد أصدر النواب الجمهوريون في ولاية نيويورك في أكتوبر/تشرين الأول 2013 مذكرة اقترحوا فيها مشاركة ترامب في سباق المنافسة على منصب حاكم الولاية مع أندري كومو، وهو ما رفضه ترامب.

في عام 2008 أعلن تأييده الرسمي للمرشح الجمهوري جون ماكين في مواجهة باراك

أوباما، وفي يناير/كانون الثاني 2013 أصدر شريط فيديو يساند فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء الانتخابات الإسرائيلية.

في 7 ديسمبر/كانون الأول 2015 دعا دونالد ترامب إلى وقف دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.

وقال ترامب في بيان نشره تحت عنوان “بيان دونالد ترامب لمنع الهجرة الإسلامية”، إنه يدعو إلى الوقف التام لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.

فاز ترامب يوم 19 يوليو/تموز 2016 رسميا بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الأول من السنة نفسها، وتعهد بإعادة بناء الجيش الأميركي والقضاء على تنظيم الدولة.

وبعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، تمكن ترامب من الفوز وتصدر النتائج المعلنة ليصبح الرئيس الـ45 في تاريخ أميركا.

ووجه المرشح الجمهوري ضربة قوية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بفوزه في فلوريدا وكارولينا الشمالية، وهما ولايتان متنازع عليهما منحتاه 44 من أصوات كبار الناخبين.

وحقق المرشحان انتصارات مبكرة في ولايات كان من المتوقع لهما الفوز فيها، إذ فاز ترامب بالولايات المحافظة في الجنوب والغرب الأوسط، بينما اكتسحت كلينتون عددا من الولايات على الساحل الشرقي وولاية إيلينوي في الغرب الأوسط.

وفي يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017 وصل ترامب إلى البيت الأبيض برفقة زوجته ميلانيا، وجلس إلى أوباما وميشال على طاولة الشاي كما تقضي بذلك تقاليد تسليم الرئاسة بأميركا، ودشن خطوته الأولى باعتباره الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.

وكان من أول قراراته التوقيع على أمر تنفيذي يمنع بموجبه مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من الدخول إلى الولايات المتحدة الأميركية وحظي القرار بتأييد المحكمة العليا، فيما استنكر المعارضون القرار.

والدول المحظورة هي: اليمن وسورية والسودان وليبيا وإيران والصومال، وتضمن القرار المنع حتى في حالة وجود البطاقة الخضراء التي تعطي إذنا بالإقامة في الولايات المتحدة.

وخلال جائحة كورونا وجهت لترامب انتقادات كبيرة بسبب آلية التعامل مع الأزمة، إذ تصدرت الولايات المتحدة أعداد الوفيات والمصابين. وفقد ملايين الأميركيين وظائفهم بسبب الأزمة.

الانسحاب من الاتفاقيات الدولية

وحكم ترامب الولايات المتحدة الأميركية لفترة رئاسية واحدة امتدت 4 سنوات. وخلال هذه الفترة اتخذ قرارات مثيرة للجدل، فوسع الجدار الفاصل مع المكسيك، وأعلن انسحاب بلاده من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، كما أعلن انسحابها من الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وإعادة العمل باجراءات الحظر على إيران في مايو/أيار 2018.

وسحب ترامب أيضا بلاده من اتفاقية المناخ في يونيو/حزيران 2017، ودخل في حرب تجارية علنية مع الصين أثرت على الحركة التجارية العالمية. وتميزت الولايات المتحدة خلال حكمه بفترة نمو اقتصادي كبير إلى ما قبل بدء أزمة كورونا. واتهم خلال حكمه بالعنصرية وعدّ رئيسا شعبويا بمواقفه وآرائه.

تهم موجهة إليه

في مارس/آذار 2023 وجّهت هيئة محلفين كبرى في مانهاتن بمدينة نيويورك اتهامات جنائية لترامب وصلت إلى 30 اتهاما وفقا لمحاميه، وفي يونيو/حزيران 2023 وجهت 7 تهم أخرى لترامب بلائحة اتهام ثانية وهي سابقة في تاريخ الولايات المتحدة أن توجه اتهامات جنائية لرئيس سابق.

ومن أبرز التهم الموجهة لترامب: نقل وثائق سرية من البيت الأبيض إلى منتجع “مار أيه لاغو” في فلوريدا بعد انتهاء ولايته. علما أن هذه الوثائق يجب أن تكون في مرافق حكومية آمنة.

بالإضافة إلى تهم تتعلق بتزوير سجلات أعمال شركاته لإخفاء معلومات ضارة عن الناخبين خلال انتخابات الرئاسة سنة 2016، ودفع رشاوى لشراء صمت أشخاص خلال الانتخابات نفسها، بالإضافة إلى تهم تتعلق بالاعتداء الجنسي، والتهرب الضريبي، والتشهير والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية والتآمر على الحقوق، وكذلك تهمة تصنف كخيانة وهي محاولته البقاء في البيت الأبيض بعد خسارته الانتخابات عام 2020.

وقد بدأت محاكمة ترامب في منتصف مايو/أيار 2023، ورفضت القاضية مساعي وزارة العدل لتأجيل المحاكمة إلى ديسمبر/كانون الأول، كما رفضت طلب ترامب بتأجيل محاكمته إلى ما بعد انتخابات 2024، إذ إنه ترشح للمشاركة فيها.

وفي أغسطس/آب 2023 وُجهت لترامب لائحة اتهامات جديدة تتعلق بالهجوم الذي حدث على مبنى الكابيتول يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 من طرف أنصاره أثناء مصادقة الكونغرس على فوز الرئيس جو بايدن، ومحاولتهم الضغط لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وفاز بها بايدن.

ويعد الهجوم على الكونغرس عام 2021 سابقة من نوعها في الديمقراطية الأميركية وفقا لتصريح المحقق الخاص جاك سميث.

وقد مثل ترامب أمام المحكمة يوم 4 أغسطس/آب 2023 لمواجهة لائحة الاتهام الجديدة.

استخدم ترامب منصة “إكس” للتعبير عن آرائه والرد على منتقديه، وقد أثارت تغريداته كثيرا من الاستغراب والانتقادات، لا سيما وأنه هاجم فيها سياسيين وغير

هم. ووصفت بعض تغريداته بأنها عنصرية.

وكانت منصة “إكس” قد علقت حساب ترامب على نحو دائم في يناير/كانون الثاني 2021. وأصدرت بيانا توضح فيه القرار وأسبابه إذ أوضحت الشركة أن القرار أتى بعد مراجعة دقيقة لتغريدات ترامب ودراسة الأوضاع، فكان القرار لمنع حدوث مزيد من التحريض على العنف.

وأتى القرار بعد تغريدة ترامب عقب اقتحام الكونغرس، إذ وصف الأشخاص الذين قاموا بالاقتحام بأنهم وطنيون.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 تقدم ترامب بدعوى قضائية يطالب فيها المنصة بإعادة تفعيل حسابه. إلا أن المحكمة الأميركية رفضت الشكوى في مايو/أيار 2022 مبررة الرفض بأن منصة “إكس” شركة خاصة ولها قوانينها ونظامها الداخلي.

وبعد شراء إيلون ماسك المنصة في أكتوبر/تشرين الأول، أعلن ترامب أنه لن يعود إليها حتى لو أعادت تفعيل حسابه.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أعاد ماسك تفعيل حساب ترامب بعد إجراء استطلاع رأي أيد فيه المستخدمون إعادة تفعيله.

وكان ترامب قد أسس منصة تواصل اجتماعي خاصة به بعد إغلاق حسابه. وسماها “تروث سوشيال” وتتبع لإحدى شركاته، وهي مجموعة “ترامب ميديا آند تكنولوجي”.

وقد انطلقت المنصة يوم 21 فبراير/شباط 2022. إلا أنها عانت من مشاكل مختلفة تتعلق باستقطاب الجمهور.

واستخدم منصته للتعبير عن آرائه، بما في ذلك المنشور الذي كتبه عقب جلسة محاكمته في مطلع أغسطس/آب 2023، والتي نصت على تهديد مبطن مفاده “إذا لاحقتموني سوف ألاحقكم”، مما دفع ممثلي الادعاء الأميركي إلى رفع المنشور إلى هيئة القضاء الأميركي، واعتبروه تهديدا وترهيبا للشهود وعرقلة لعملية الكشف عن الأدلة السرية.