احتفلت شركة بناء السفن الصينية تشوشان شينيا شيبيارد، بمشروع أول سفينة حاويات تعمل بالميثانول الأخضر في العالم بعد إنجاز عملية تعديل سفينة ميرسك هاليفاكس (Maersk Halifax) العاملة بالديزل، لتصبح مهيأة لاستعمال الوقود النظيف، في أحدث الجهود الرامية لإزالة الانبعاثات من قطاع الشحن البحري.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2023)، وقعت شركة ميرسك الدنماركية المالكة للسفينة وشركة تشوشان شينيا شيبيارد عقد المشروع المذكور، وجرى التعاقد مع شركة تصنيع المحركات الألمانية مان إنرجي سوليوشنز (MAN Energy Solutions) لتحديث المحرك.
والميثانول هو مادة كيميائية شائعة الاستعمال في مجموعة متنوعة من العمليات والمنتجات، ويُرَوَّج لاستعماله وقودًا، خصوصًا في صناعة الشحن، ويلقب الميثانول اصطلاحًا بـ”الأخضر” إذا إُنتِج باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
ويُنظَر إلى الميثانول الأخضر على أنه خيار عملي يحل محل الوقود الأحفوري في قطاع الشحن البحري الذي يصعب تقليل انبعاثاته، لكونه يعتمد على زيت الوقود الثقيل.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) يؤدي وقود الميثانول الأخضر دورًا حاسمًا في إزالة 100 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يوميًا مقارنةً بالوقود التقليدي، كما يقلل قرابة 65% من الغازات المسببة للاحتباس الحراري قياسًا بالوقود الأحفوري.
شهدت الصين احتفالًا بإنجاز عملية تعديل سفينة ميرسك هاليفاكس لتصبح أول سفينة حاويات تعمل بالميثانول الأخضر في العالم، وفق ما أورده موقع ذا ماريتايم إجزيكوتيف (The Maritime Executive) المتخصص.
وتمثل السفينة حجر زاوية في الجهود الرامية إلى التحول للشحن الأخضر الذي يُعول عليه في إزالة الانبعاثات الكربونية من قطاع النقل البحري، بما يخدم أهداف الحياد الكربوني.
وأُنجِزت عملية تعديل سفينة ميرسك هاليفاكس في مقر شركة تشوشان شينيا شيبيارد، الذي وصلت السفينة إليه في شهر يوليو/تموز (2024).
وتولت الشركة الصينية عملية إعداد الأقسام المنوط بها تسريع وقت التعديل الذي استغرق 236 يومًا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
اشتمل مشروع تعديل ميرسك هاليفاكس لتصبح أول سفينة حاويات تعمل بالميثانول الأخضر في العالم على تعديل المحرك الرئيس، وتركيب خزانات الميثانول، وإطالة الأبعاد الخاصة بالسفينة.
وبُنيَت السفينة عام 2017 في كوريا الجنوبية، وكانت تحمل حينها اسم ميرسك هونام (Maersk Honam)، قبل إعادة بنائها في العام التالي (2018) بعد تعرضها لتلفيات إثر اندلاع النيران بها في أثنار إبحارها ببحر العرب، لتعود إلى الخدمة مجددًا تحت اسم ميرسك هاليفاكس.
وقبل تعديلها كان طول السفينة يصل إلى 1.158 قدمًا (352 مترًا)، وسعة تبلغ 15226 حاوية نمطية مكافئة لـ20 قدمًا -مقياس للحجم بوحدات الحاويات التي يبلغ طولها 20 قدمًا-.
لكن وفق تقارير إعلامية صينية تمتد ميرسك هاليفاكس -حاليًا- بطول 1.204 قدمًا، (367 مترًا)، وسعة تلامس 15.262 حاوية نمطية مكافئة لـ20 قدمًا.
قال رئيس المشروعات والمبيعات في شركة مان برايم سيرف (MAN PrimeServ) الناشطة في مجال تقديم الخدمات والدعم التقني كلاوس راسموسن: “بإعادة تعديل محرك مان بي أند دبليو (MAN B&W) كي يعمل بالميثانول الأخضر، باتت محركات الديزل إم إي-سي (ME-C) القياسية التي يُتحكم فيها إلكترونيًا مصممة للعمل بوقود الميثانول”، خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الإعلان عن العقد في يونيو/حزيران (2023).
ومع ذلك قالت ميرسك إنها واجهت تحديات تتعلق بتوفير المساحة للمشروع الذي يشتمل على إضافة خط وقود جديد للميثانول إلى جانب خط الوقود التقليدي.
وتولت شركة ألفا لافال (Alfa Laval) مسؤولية توفير نظام إمدادات الوقود، في حين أشرفت شركة بناء السفن الصينية سي إس إس سي (CSSC) على عملية طلاء خزان الميثانول بالزنك غير العضوي، والبالغة مساحته 2800 متر مربع، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت ميرسك هاليفاكس قد زُودت بوقود الميثانول في أواسط أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، وأجرت أول سفينة حاويات تعمل بالميثانول الأخضر في العالم سلسلة من التجارب البحرية خلال المدة بين 16 و20 من الشهر ذاته.
ومن المقرر أن تغادر السفينة ميناء شنغهاي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على أن تتوقف في الصين وكوريا الجنوبية قبل عبورها المحيط الهادئ إلى محطات لازارو كارديناس (Lazaro Cardenas) في المكسيك.
تعتزم شركة ميرسك إدخال تعديلات إضافية على أسطولها بحلول عام 2027، مستغلةً هذا النجاح المتحقق مع سفن شقيقة مثل لورا ميرسك، إلى جانب 5 سفن إضافية تبحر الآن في مسارات بحرية دولية هي آني ميرسك، وأستريد ميرسك، وأنتونيا ميرسك، وأليت ميرسك، وألكسندرا ميرسك، في إطار إستراتيجية طموحةٍ تنتهجها ميرسك لإزالة الكربون.
وبالمثل كشفت شركات خطوط شحن كبرى أخرى، بما في ذلك كوسكو (COSCO) وسي إم إيه (CMA) وسي جي إم (CGM) وسي بان (Seaspan) العاملة مع شركة هاباغ لويد (Hapag-Lloyd) متعددة الجنسيات، النقاب عن خطط مماثلة للتحول إلى وقود الميثانول الأخضر.
يُشار إلى أن سفينة الحاويات العاملة بالميثانول تحتاج إلى استعمال وقود أكبر بواقع مرتين أو مرتين ونصف مقارنةً بالوقود التقليدي.
ويعرض الفيديو التالي -الذي أعدّته شركة ميرسك- جوانب من تشغيل أول سفينة حاويات تعمل بالميثانول الأخضر في العالم:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..