بسبب ما وصفته بـ”نتائج غير متوقعة ولا تتوافق مع التطلعات”، لمحت شركة طاقة يونانية إلى مغادرة المغرب، مع التوجه إلى الاستثمار في دول أخرى واعدة باحتياطيات من النفط والغاز.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان اليونانية ماثيوس ريغاس، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن عمليات الحفر التي أجرتها شركته في حقل أنشوا البحري لم تتوصل إلى ما كانت تتوقعه من احتياطيات الغاز الطبيعي.
وأوضح ريغاس أن إنرجيان حفرت بئرًا بحرية في المغرب، لكنها لم تعثر على ما كانت تتوقعه، إذ إن نتائج الحفر -من وجهة نظره- لم تحقق أي تقدم في حقل أنشوا، ولم تكن النتائج متوافقة مع توقعات الشركة.
يُشار إلى أن الشركة التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لها كانت قد وقّعت في ديسمبر/كانون الأول من عام 2023 اتفاقية مع شركة شاريوت البريطانية، استحوذت بموجبها على حصص في رخصتين بحريتين في المغرب.
وحازت الشركة اليونانية على الحصص في ترخيصي ليكسوس وريسانا، مشاركة مع شاريوت البريطانية، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن؛ إذ كانت تتوقع تحقيق النجاح هناك، لا سيما أنها كانت قد تخارجت من أصولها في مصر للاستثمار في هذين الترخيصين.
الغاز موجود.. ولكن
قال الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان اليونانية ماثيوس ريغاس، إن المنطقة التي حفرت فيها شركته في المغرب تحتوي على الغاز بالفعل، ولكن هذه الكميات ربما تكون مناسبة بشكل أكبر لشركة أصغر حجمًا من شركته.
وأضاف: “من الأفضل الاستعانة بشركة أصغر حجمًا لمواصلة المشروع وتشغيله”، لافتًا إلى أن شركته ستركز جهودها على منطقة شرق المتوسط والشرق الأوسط واليونان، على أساس أن الأخيرة هي البلد الأم التي انطلقت منها الشركة.
وامتنع الرئيس التنفيذي عن إعلان حجم اكتشافات الغاز التي توصلت إليها إنرجيان في المغرب، متعللًا بأن الحكومة في الرباط لم تعلن هذه النتائج بنفسها حتى الآن، وفق التصريحات التي نشرها موقع “بلومبرغ الشرق”.
بينما لم ترد وزارة الطاقة على طلب أرسلته منصة الطاقة للتعليق.
يأتي ذلك، على الرغم من أن شركة إنرجيان سبق لها أن أعلنت أن حقل أنشوا المغربي يُعد أحد أكبر الاكتشافات الغازية غير المطورة، وأنه يحتوي على احتياطيات عملاقة تتجاوز 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وفق بيان سابق اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت ريغاس إلى تركيز شركة إنرجيان على تطوير موارد النفط والغاز في البحر المتوسط وبحر الشمال في المملكة المتحدة، كما أنها تمتلك حصصًا في حقول إنتاج في اليونان وكرواتيا والمملكة المتحدة.
وحول الاستثمارات في إسرائيل، قال ريغاس إن شركته تتجه إلى ضخ استثمارات إضافية بقيمة 1.2 مليار دولار، لضمان استمرارية تطوير أصولها البحرية هناك، لا سيما أن الغاز المنتج في الحقول الإسرائيلية تنتفع به المنطقة كلها، رغم استمرار الحرب هناك.
استثمارات إنرجيان في المغرب
تُعد شركة إنرجيان اليونانية مشغلًا بحصة أغلبية في ترخيص ليكسوس الذي يضم حقل أنشوا للغاز في المغرب؛ إذ تمتلك حصة تبلغ 45%، في حين تحتفظ شاريوت بحصة 30%، ويملك المكتب الوطني للهيدروكاربوات والمعادن حصة 25% فقط.
وكانت نتائج حملة الحفر التي أعلنتها شركة شاريوت البريطانية في 16 سبتمبر/أيلول الماضي 2024، في البئر الرئيسة أنشوا-3، قد أسفرت عن التوصل إلى عدد من الخزانات التي تحتوي على الغاز الطبيعي عالي الجودة.
ولكن، بعد الحفر على عمق 3 آلاف و45 مترًا، بوساطة سفينة الحفر ستينا فورث، في مساحة 349 مترًا من الماء، تأكد أن طبقات الغاز أقل من النموذج الجيولوجي قبل الحفر، كما أن هناك خزانات أخرى كانت مستهدفة، اتضح أنها تحمل المياه، وفق بيان الشركة.
وبحسب الشركة، فإن خزانات الهدف التقييمي كانت قد حُفرت على عمق أكبر من الرمال الحاملة للغاز في بئر أنشوا-2، واتضح أن بئر شمال أنشوا تحتوي على خزانات رملية متطورة جيدًا، مع وجود غاز مصاحب، ولكنها حاملة للمياه أيضًا.
وعلى الفور، تم سد الحفرة الرئيسة والتخلي عنها دون اختبار التدفق، وهو ما علّق عليه الرئيس التنفيذي لشركة شاريوت أدونيس بوروليس، بالقول إن حملة الحفر قيّمت جميع أهداف الخزان قبل الحفر، ومع ذلك لم تسفر النتائج عن المتوقع، أو تتماشى مع نتائج بئر أنشوا-2 الممتازة.
وأضاف: “أخفقت أهداف الاستكشاف الأولية، ومع ذلك أثبتنا امتداد الخزانات الحاملة للغاز في رمال التقييم الرئيسة، حتى إذا كان ذلك بأعمدة أضعف من التقديرات، وستكون البيانات التي حصلنا عليها من الخزانات الأخرى مفيدة لنا في فهم الحقل”.
إنتاج الغاز في المغرب
يبلغ إنتاج المغرب من الغاز الطبيعي في الوقت الحالي نحو 100 مليون متر مكعب سنويًا، وذلك من عدد من الحقول الصغيرة، في حين يحصل على باقي احتياجاته من الخارج، إذ إن استهلاك الغاز محليًا في المملكة يبلغ نحو مليار متر مكعب سنويًا.
وتسعى المملكة الواقعة في شمال أفريقيا إلى تطوير عدد من حقول الغاز البحرية والبرية، بهدف زيادة حجم إنتاجها من الغاز الطبيعي، معتمدة في ذلك على عدد من الشركات الأجنبية مثل شاريوت وإنرجيان وساوند إنرجي.
ومن المتوقع أن يشهد إنتاج المغرب من الغاز الطبيعي طفرة مهمة خلال العام المقبل 2025، تقوده شركة ساوند إنرجي البريطانية، التي تحرز تقدمًا ملحوظًا في تطوير حقل تندرارة، بمرحلتيه الأولى والثانية، ملتزمة في ذلك بجدول زمني طموح لإنتاج الغاز في أقرب وقت.
يُشار إلى أن الشركة البريطانية تمتلك أصول غاز تندرارة البرية، بنسبة 20%، وهي منطقة تضم نحو 305 مليارات قدم مكعّبة من مبيعات الغاز الإجمالية، أو 10.2 مليون برميل من النفط المكافئ الصافي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت الشركة قد أحرزت تقدمًا في تطوير المرحلة الأولى من حقل تندرارة للغاز، بعدما انتهت بنجاح من العمل على بئرين ستُستعملان لإنتاج أولى كميات الغاز، في حين تواصل بناء خزان تخزين الغاز المسال، مع اكتمال القاعدة والطبقة الأولى به، وبناء الخزان الداخلي.
وبالنسبة إلى أعمال تطوير المرحلة الثانية، تتفاوض الشركة البريطانية حاليًا مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في المغرب، بشأن تعديل عقد شراء الغاز، وذلك بناءً على ردود الفعل من مقدّمي الديون.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link