استأنفت مصافي النفط في أميركا إغلاق أبوابها، بعد وقف خطة الإغلاق لمدة عامين، في إطار التحوط ضد انخفاض متوقع لاستهلاك البنزين، والوصول إلى ذروته خلال العقد الحالي، بسبب تحول الطاقة.
وأعلنت شركة ليوندل بازل إندستريز LyondellBasell Industries، تفاصيل خطة أعلنتها منذ مدة طويلة لإغلاق مصفاة تكرير تابعة في الربع الأول من العام المقبل (2025)، وكانت مشروعات أخرى قد أعلنت الأمر ذاته في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتغلق ليوندل بازل إندستريز مشروعها “هوستون أويل”، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 263.78 ألف برميل يوميًا، ليكون أحدث إغلاق لمصافي النفط في أميركا، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت هوامش تكرير النفط في أميركا، قد انخفضت بصورة ملحوظة في سبتمبر/أيلول 2024، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر/أيلول 2020؛ حيث كانت قد هبطت بصورة حادة جراء جائحة كورونا.
وتقلّصت هوامش تكرير النفط في أميركا (التي تمثّل الفرق بين سعر برميل النفط الخام وسعر الجملة للمنتجات النفطية المشتقة منه)، إلى ما يتراوح بين أقل من 0.20 دولارًا و0.50 دولارًا لكل غالون، حسب المنطقة، في سبتمبر/أيلول 2024، بحسب تقرير حديث حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
توقف لإحدى مصافي النفط في أميركا أول 2025
في يناير/كانون الأول المقبل، تتوقف وحدتان في أحد مشروعات مصافي النفط في أميركا عن العمل للأبد، وهما وحدة تقطير النفط ومصنع التفحيم، وفق ما ذكره مدير شركة ليوندل التي تتبعها المصفاة، كيم فولي، لمحللين عبر الهاتف في أثناء مناقشة أداء الربع الثالث من العام الجاري (2024).
بينما توقف الشركة، في فبراير/شباط 2025، نشاط وحدة التفحيم الثانية، التي تزوّد وحدة التكسير الحفزي السائل المنتجة للبنزين والوحدات المساعدة، وفق فولي، حسبما ذكرت وكالة رويترز، يوم الجمعة 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وقال فولي إن الشركة تخطط لتشغيل مصفاة النفط بـ90% من طاقتها الإنتاجية فقط، خلال الربع الأخير من العام الجاري (2024)، إلى أن يحل موعد إغلاقها بشكل كامل العام المقبل.
وكانت الخطة الأولية لإغلاق مصفاة نفط ليوندل في هوستون مفترض تنفيذها في 2023، لكن مددت الشركة مدة عملها المفترضة بسبب ارتفاع هوامش تكرير النفط في أميركا.
غير أن هوامش تكرير النفط تراجعت في شهر سبتمبر/أيلول 2024، والذي يتزامن مع الاتجاه العالمي، بسبب ضعف الطلب على المنتجات النفطية، وخاصة المقطّرات.
وخلال المدة من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول 2024، هبط متوسط استهلاك وقود المقطرات في أميركا إلى 3.7 مليون برميل يوميًا، بنسبة تراجع 6% على أساس سنوي، وأقل 8% من المدة نفسها في 2019.
كما تراجع استهلاك وقود المقطرات في الساحل الغربي الأميركي، جراء تقلّص نشاط التصنيع والاتجاه المتزايد لاستبدال وقود الديزل التقليدي والاعتماد على الوقود الحيوي، وفق تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة الشهر الماضي، وطالعته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
قوانين كاليفورنيا
أعلنت اثنتان من شركات مصافي النفط في أميركا، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هما “فيليبس 66” و”فاليرو إنرجي”، خططًا لإغلاق مشروعها في كاليفورنيا، ومراجعة نشاط مصفاتين للنظر في إمكان إغلاقهما بالولايات المتحدة.
وتبلغ طاقة مصفاة “فيليبس 66” التي سيُوقف نشاطها في نهاية 2025، نحو 139 ألف برميل يوميًا، وتقع تحديدًا في لوس أنجلوس.
وعلّق الرئيس التنفيذي للشركة مارك لاشير، حينها: “إذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء فقد أقيمت مصفاة تكرير النفط لمعالجة النفط الخام في كاليفورنيا، وقد تراجع الإنتاج حتى الآن بنسبة 75%”.
بينما أشار الرئيس التنفيذي لشركة فاليرو لان ريغس، الشهر الماضي، إلى “أن كل الخيارات حول مصير المصفاتين اللتين ستخضعان للمراجعة مفتوحة ومحتملة”.
وقالت الشركة، في بيان إفصاح مقدم للجنة البورصات والأسواق الأميركية: “إن مصفاة بنشيا التي تبلغ قدرتها 145 ألف برميل يوميًا، وويلمينغتون بطاقة 91.3 ألف برميل يوميًا في كاليفورنيا، ستخضعان للمراجعة، علمًا بأن قوانين الولاية الجديدة للحفاظ على مخزونات الطوارئ من شأنها أن تعاقب المشغلين وتجعل مصافيهم غير مربحة”.
وفي الموجة الأخيرة من إغلاق مصافي النفط في أميركا، التي حدثت بين عامي 2017 و2022، توقفت 9 مصافي تكرير؛ بسعة إجمالية تبلغ 1.2 مليون برميل يوميًا، أو حُوِّلَت لإنتاج الوقود المتجدد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link