مشروع تورتو أحميم للغاز المسال في موريتانيا يؤمّن الكهرباء لمدة 20 عامًا

يُمثّل مشروع تورتو أحميم مشروعًا وطنيًا إستراتيجيًا لموريتانيا، إذ سيُؤمّن احتياجات الدولة العربية الأفريقية بنحو 2.3 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، لمدة تزيد على أكثر من 20 سنة.

ووفقًا لمتابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتجه نواكشوط إلى استعمال الغاز الطبيعي المسال المُستخرج من مشروع الغاز العملاق التابع لشركة النفط البريطانية “بي بي” في توليد الكهرباء.

وقال وزير النفط والطاقة محمد ولد خالد، إن موريتانيا ستستعمل الوقود من مشروع تورتو أحميم، الواقع على الحدود البحرية مع السنغال، لتغذية محطة كهرباء مخطط لها بقدرة 230 ميغاواط.

وتُعد موريتانيا واحدة من عدة دول أفريقية تسعى إلى استعمال الغاز من المشروعات الجديدة التي تقودها شركات النفط، والتي تركز عادة على صادرات الغاز الطبيعي المسال، لدعم اقتصاداتها.

ومن شأن زيادة القدرة على توليد الكهرباء، ولا سيما باستعمال الغاز الطبيعي، أن تساعد في تحسين الوصول إلى الطاقة، الذي يواجه تحديات في مختلف أنحاء القارة السمراء.

الكهرباء في موريتانيا

من المتوقع إنشاء محطة كهرباء أخرى متصلة بمشروع باندا للغاز الطبيعي المسال، إذ يعتمد الجدول الزمني على استكمال التطورات، وفق ما أوردت “بلومبرغ“.

وأشار الوزير محمد ولد خالد إلى أن نحو أكثر من نصف الموريتانيين لديهم توصيلات كهربائية، إذ تصل الكهرباء إلى 93% في المناطق الحضرية، مضيفًا أن النسبة الباقية غير الموصلة بشبكة الكهرباء توجد في المناطق الأقل سكانًا في البلاد.

وزير النفط والطاقة الموريتاني محمد ولد خالد

وأكمل ولد خالد: “نتطلع إلى إنشاء شبكات صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية أو الهجينة لهذه المناطق”.

تحول الطاقة في موريتانيا

تجاوزت نواكشوط هدفها المتمثل في إسهام الطاقة المتجددة بنسبة 20% من إجمالي توليد الكهرباء بحلول عام 2020، ومن المتوقع أن يرتفع استعمال الطاقة المتجددة في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وفقًا لبحث أجرته “بلومبرغ إن إي إف”.

وأوضح وزير النفط والطاقة الموريتاني أن مصادر الطاقة النظيفة تُسهم بنحو نصف مزيج الكهرباء في موريتانيا، مضيفًا: “مزيج الطاقة لدينا من بين الأفضل في أفريقيا”.

وأضاف ولد خالد، أن “نواكشوط تعمل على بناء مزيد من الطاقة المتجددة، لكننا نرى أن الغاز الطبيعي عنصر رئيس في تحول الطاقة”.

وتابع وزير النفط والطاقة الموريتاني: “ربما في المستقبل، في العشرين أو الثلاثين عامًا المقبلة، سننتقل تمامًا إلى الطاقة المتجددة، لكننا نرى أن الغاز هو طاقة انتقالية”.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي 2024، أبرم البنك الأفريقي للتنمية اتفاقيات مع الحكومة الموريتانية بنحو 290 مليون دولار لتمويل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، والربط الكهربائي مع دولة مالي، وكهربة المناطق الريفية.

مشروع تورتو أحميم

في 4 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي وصول منصة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة الخاصة بمشروع تورتو أحميم إلى موقعها على الحدود البحرية الموريتانية السنغالية، إذ يقع المشروع على بُعد نحو 40 كيلومترًا من الساحل على الحدود البحرية بين البلدين الأفريقيين.

وتُعد منصة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة أبرز مرافق مشروع الغاز المسال الضخم، بصفتها مكونًا رئيسًا لإنجاح عملية ضخ الغاز وإنتاجه بصورة آمنة، إذ ستُسهم في استخراج الغاز من خزانات المياه العميقة، عبر نظام مثبت تحت سطح البحر.

وتمتد المنصة على مساحة تعادل ملعبي كرة، وتتسع لنحو 140 شخصًا على متنها، وترتفع إلى ما يناظر 10 طوابق، وفق بيانات المشروع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

سفينة الغاز المسال العائمة جيمي بمشروع تورتو أحميم للغاز المسال
سفينة الغاز المسال العائمة جيمي بمشروع تورتو أحميم للغاز المسال

ويمكن للمنصة معالجة أكثر من 500 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، بالإضافة إلى تطبيق تقنيات أخرى مثل: فصل الغاز عن المياه والمكثفات، وتنقيته من الشوائب قبل ضخّه إلى السفينة العائمة في المحطة الرئيسة عبر خطوط الأنابيب.

وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت موريتانيا اكتمال مكونات مشروع تورتو أحميم، وبدء توصيل آبار الغاز بمحطات الإنتاج قريبًا، بعد وصول نسبة تنفيذ الأعمال إلى 95%.

ويُطَوَّر المشروع بشراكة رباعية بين: شركة بي بي البريطانية، وكوزموس إنرجي (Kosmos Energy) الأميركية، وشركة النفط الوطنية في السنغال بتروسين (Petrosen)، والشركة الموريتانية للهيدروكربونات (SMH).

وتستهدف المرحلة الأولى من تطوير مشروع تورتو أحميم إنتاج نحو 2.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، يُتوقع أن يرتفع إلى 5 ملايين طن سنويًا خلال المرحلة الثانية، وما يصل إلى 10 ملايين طن سنويًا بعد إكمال جميع المراحل الـ3 للمشروع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Source link

شارك هذا الخبر

اترك تعليقاً