يحظى وقود الهيدروجين في ألمانيا باهتمام متزايد، في ظل مساعي الدولة الواقعة وسط غرب أوروبا لتأسيس بنية تحتية قوية، ضمن مخططاتها للتحول إلى الطاقة النظيفة وخفض معدل الانبعاثات.
وتواجه برلين في المدة الراهنة تحديًا يعرقل استمرار خططها، بعد دخول الأسبوع الثامن لتوقُّف إمدادات وقود الهيدروجين، دون التوصل لحلول حقيقية للأزمة، حسب متابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبدأت الأزمة بانفجار شاحنة تنقل أسطوانات هيدروجين، نهاية أغسطس/آب الماضي، في منشأة شركة لايند للغازات الصناعية الواقعة بمجمع لوينا للكيماويات شرق ألمانيا، بسبب تسرّب غير معلوم الأسباب.
ووصل إجمالي عدد المحطات التي خرجت عن العمل -حتى يوم الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري- إلى 23 محطة، من أصل 83 محطة تزود بوقود الهيدروجين في ألمانيا.
محطات خارج الخدمة
لم يتسبب الحريق الناجم عن الانفجار في خسائر بشرية، غير أن جميع شاحنات إمداد الهيدروجين في ألمانيا خرجت من العمل مؤقتًا لحين الوقوف على سبب التسرب في المنشأة التابعة لشركة لايند، والتوصل لحلول ممكنة، وفق تفاصيل نشرها موقع هيدروجين إنسايت.
ولا توجد حلول متاحة في المدة الراهنة لكيفية توصيل ونقل الوقود لمحطات تعبئة وإمداد الهيدروجين المنتشرة في جميع ألمانيا.
ونفد وقود الهيدروجين من 12 محطة للتزود به بسبب مشكلة نقص الإمدادات، كما نفد بمحطتين أُخريين دون توضيح ما إن كان ذلك بسبب تداعيات الانفجار أم لا.
واستمرارًا لتداعيات الانفجار، أُدرجت 3 محطات أخرى لإمداد الهيدروجين في ألمانيا لتكون خارجة عن العمل، خاصة أنها باتت غير قادرة على إعادة إمداد المستهلكين باحتياجاتهم من الوقود.
وأعلنت 19 محطة أخرى عدم قدرتها على الحصول على المزيد من إمدادات وقود الهيدروجين، رغم امتلاكها وقودًا في المدة الراهنة.
ومن بين ذلك 5 محطات انخفضت إمداداتها مساء يوم الإثنين الماضي؛ ما يعني أن عدد محطات التزود بالوقود المتوقع خروجها عن الخدمة مرشّح للزيادة، ما لم تُعَد مقطورات نقل الهيدروجين للخدمة في وقت قريب.
إقبال متزايد
نفدت إمدادات الهيدروجين في إحدى محطات التزود بالوقود الصديق للبيئة، والمملوكة لشركة شل متعددة الجنسيات بمدينة براونشفايغ الألمانية، في خضم استمرار تداعيات الأزمة.
وواجهت المحطة إقبالًا متزايدًا من سائقي المركبات الثقيلة، ما أدى إلى نفاد إمدادات وحدة تعبئة مركباتهم العاملة على نطاق ضغط 350 بار.
على الجانب الآخر، لم ينفد كامل إمدادات محطة شل للتزود بوقود الهيدروجين، بوحدة التعبئة على نطاق ضغط 700 بار المخصص لتزويد السيارات.
يأتي ذلك في حين توقفت 6 محطات إضافية عن الخدمة للمشكلة ذاتها المتعلقة بتدبير احتياجاتها اللازمة من الوقود.
وفي العاصمة الألمانية برلين يزداد الوضع سوءًا مع توقّف جميع محطات إمداد الهيدروجين الـ5 الموجودة بها، كما توقفت أيضًا المضختان الوحيدتان لتعبئة الوقود الصديق للبيئة، والواقعتان على مسافة تبعد 100 كيلومتر عنها.
مسافات طويلة
تجبر هذه الظروف سائقي المركبات المقيمين بمدينة برلين على القيادة لمسافة تقارب 150 كيلومترًا للوصول لأقرب نقطة تزوُّد بوقود الهيدروجين في ألمانيا، والموجودة بمدينة ماغديبورغ.
وأشارت وسائل إعلام إلى محطات إمدادات الهيدروجين المتضررة محليًا، بما في ذلك خرائط مفصلة ومحدّثة بموقع كل محطة وحالتها، مع الإقرار بعدم القدرة على توفير إمدادات الهيدروجين من خلال محطة التزود به في بلدة لوينا الألمانية؛ بسبب تداعيات حادث الانفجار.
وتأثّرت إمدادات شركة لايند (Linde) المورّدة للهيدروجين لصالح الشركة الألمانية المشغلة لقطارات الهيدروجين “إي في بي” بسبب تداعيات الحادث أيضًا، بينما تزداد المشكلة تعقيدًا في ظل عدم معرفة الأجل الزمني لانتهائها.
وتستأثر ألمانيا بأكبر عدد من محطات التزود بالهيدروجين لتتصدّر المركز الأول على مستوى قارة أوروبا، تليها هولندا وسويسرا في المركز الثاني بعدد 17 محطة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link