تحول الطاقة يهدد شبكات الكهرباء.. ما القصة؟

اقرأ في هذا المقال

  • إذا كان العرض للشبكة أقل من الطلب في أي وقت فسيحدث انقطاع للتيار الكهربائي
  • تحول الطاقة يستلزم استبدال المتجددة القائمة على الطقس بتوليد الكهرباء من الوقود الأحفوري
  • الطاقة المتجددة تتقلب وفقًا لظروف الطبيعة
  • الشبكة الكبيرة المستقرة قادرة على تحمل قدر معين من التوليد المتقطع

يبدو أن عددًا من صناع القرار والسياسيين المدافعين عن تحول الطاقة يجهلون أو يتجاهلون حقيقة أن “عمل شبكة الكهرباء يتطلب توازن العرض والطلب في جميع الأوقات”، ولا يدركون أبعاد القضية، جزئيًا أو كليًا، وأهميتها في ظل التوجه إلى تنويع مزيج الطاقة.

لذلك، يجب إنتاج الكهرباء في الوقت الفعلي، في أثناء استخدامها؛ وفي حال كان العرض أقل من الطلب في أي وقت، سينقطع التيار، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تُعد مسألة توزان العرض والطلب إحدى الحقائق البسيطة؛ لدرجة أنه بمجرد إدراكها يصعب تخيل عدم معرفتها، إذ اكتسبت هذه الحقيقة، مؤخرًا، أهمية خاصة بسبب تحول الطاقة.

ويعود السبب في ذلك إلى أن “تحول الطاقة يستلزم إحلال الطاقة المتجددة القائمة على الطقس، التي تتقلب وفقًا لظروف الطبيعة، محل الأخرى المولدة بالوقود الأحفوري، الذي يمكن التحكم فيه من خلال المدخلات البشرية”.

شبكات الكهرباء

في مقال له نشرته مجلة ذا كريتيك البريطانية (The Critic)، قال مستشار الاستثمارات المستقل المهتم بقطاع الطاقة في العراق، كريس بايليس، إن معرفة هذه الحقيقة المتعلقة بعمل شبكات الكهرباء أصبحت فائقة الأهمية وينبغي إدراكها عند اتخاذ الموقف وتبنّي الآراء بشأن سياسة الطاقة.

وأكد كريس بايليس أن “النسبة المثلى للتوليد المتقطع في الشبكة هي صفر”.

وأضاف أن “الحقيقة التي نستنتجها تجعل تحول الطاقة هذا مشروطًا إما بالتطوير المفاجئ وتنفيذ مرافق تخزين الكهرباء التي لا وجود لها بعد، وإما بتعلم المجتمع والاقتصاد قبول انقطاعات التيار الكهربائي المنتظمة”.

وأردف: “على الرغم من أن الشبكة الكبيرة المستقرة قادرة على تحمل قدر معين من التوليد المتقطع، خصوصًا إذا كانت لديها سعة كبيرة من المصادر التي يمكن زيادتها أو خفضها في غضون مهلة قصيرة، فإن الحقيقة تظل أن النسبة المثلى للتوليد المتقطع في الشبكة هي صفر”.

وقال: “لا أتصور أن العديد من عامة الناس يدركون هذه الحقيقة صراحة؛ ومع ذلك كنت أعمل حتى وقت قريب على افتراض مفاده بأن جميع من شارك في قطاع الطاقة أو في النقاش الوطني حول سياسة الطاقة يدرك هذه الحقيقة”.

وألمح إلى أنه “افترض أن عددًا كافيًا من الأشخاص الذين يعملون في الحكومة، وبالمناصب العليا في الخدمات المالية و بوسائل الإعلام المرموقة كانوا على دراية بهذه الحقيقة؛ إلى الحد الذي جعل الطبقات الحاكمة في المملكة المتحدة تتصرف عمومًا بصورة جماعية وكأنها تدرك هذه الحقيقة”.

ومن بين هؤلاء الأشخاص، يتلخص الموقف التقليدي في تفضيل الاستمرار في إضافة المزيد من مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة إلى مزيج الطاقة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

أحد أبراج نقل الكهرباء في لندن بالمملكة المتحدة
أحد أبراج نقل الكهرباء في لندن بالمملكة المتحدة – الصورة من بلومبرغ

الاستغناء عن الوقود الأحفوري

قال مستشار الاستثمارات المستقل المهتم بقطاع الطاقة في العراق، كريس بايليس: “افترضت أن هذا كان بمثابة عمل جماعي يهدف إلى تحديد الموقف الاجتماعي والسياسي، ويهدف إلى تحفيز الاستغناء عن الوقود الأحفوري، ووضع الطاقة التجارية والسياسية وراء المحاولة للتوصل إلى نوع من الحل التقني للمشكلة”.

وأردف: “من الواضح أن البعض الآخر كان أكثر تفاؤلًا مني بشأن احتمالات تحقيق اختراق مفاجئ في تكنولوجيا تخزين البطاريات، أو أنهم قدّروا تكاليف تغير المناخ بأنها مرتفعة إلى الحد الذي يجعل خطر انقطاع التيار الكهربائي يبدو أمرًا يستحق الاهتمام”.

وأرجع كريس بايليس بعض هذا إلى حقيقة مفادها بأن “العديد من الأشخاص الذين يعملون في مجال السياسة العامة لديهم ميل إلى المبالغة في تقدير قدرة القطاع على تحمل التكاليف، أو التوصل إلى حلول سحرية لأي مشكلة تقنية إذا بذلوا قصارى جهدهم في ذلك”.

وأشار إلى أنه “أدرك مؤخرًا أن الكثير من هؤلاء الأشخاص، حتى بعض كبار المسؤولين، ربما لا يدركون هذه الحقيقة على الإطلاق”.

أفراد الطبقات الحاكمة والمهنية والإعلامية

قال مستشار الاستثمارات المستقل المهتم بقطاع الطاقة في العراق، كريس بايليس: “لنتخيل أن الأشخاص من بين أفراد الطبقات الحاكمة والمهنية والإعلامية، المهتمين بالحقائق المتعلقة بشبكات الكهرباء يمكن تقسيمهم على نطاق واسع إلى الفئات الـ3 الآتية:

الأولى: أولئك الذين لا يدركون هذه الحقيقة على الإطلاق.

الثانية: أولئك الذين يدركون هذه الحقيقة، ولكنهم يريدون المضي قدمًا في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة على أي حال، إما بسبب درجة انزعاجهم من تغير المناخ، وإما بسبب رغبتهم في إعادة تشكيل الاقتصاد والمجتمع لأسباب سياسية.

الثالثة: أولئك الذين سمعوا الحقيقة، ولكنهم رأوا ما يكفي من النوعين الأولين من الأشخاص الذين لا يبدو أنهم يكترثون بها، لذا فهم إما ينسونها، وإما يقررون عدم القلق بشأنها بأنفسهم”.

وأوضح أنه “نظرًا إلى التوزيع التقريبي للمعرفة التقنية بين نوع الأشخاص الذين يديرون بريطانيا، فلن أتفاجأ إذا كان التوزيع متساويًا تقريبًا بين المجموعات الـ3 المذكورة أعلاه”.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Source link

شارك هذا الخبر

اترك تعليقاً