إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح لأغراض البناء والسيارات

تتزايد الضغوط من أجل التخلص الآمن والمستدام والتوجه إلى إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح بعد انتهاء عمرها التشغيلي، كما انطلقت دعوات لحظر إلقائها في مكبّات النفايات داخل الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2025.

وانطلق مشروع بحثي جديد لتطوير تقنيات مبتكرة لإعادة تدوير المواد المركبة بالشفرات بعد انتهاء دورها في توليد الكهرباء، بما يمهد لاستغلال تلك الموارد في صناعتَي البناء والسيارات.

وعادةً ما تستعمل شفرات توربينات الرياح هياكل ضخمة مصنوعة من مواد مركبة تُمزج معًا بوساطة مادة لاصقة قوية تدعى إيبوكسي، ثم تُقوَّى بالألياف، ما يجعل من فصل تلك الشفرات وإعادة تدويرها عملية صعبة ومكلّفة.

ووفق قطاع الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتراوح العمر التشغيلي لتوربينات الرياح بين 20 و25 عامًا، وعادةً ما يؤول مصيرها إلى النفايات أو المحارق.

وفي خضمّ مساعي أوروبا للتخلص من الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء لحماية الأرض من خطر تغير المناخ، من المتوقع خروج 350 ألف طن من مخلّفات توربينات الرياح من الخدمة بحلول عام 2030.

تدوير شفرات توربينات الرياح

يموّل مشروع إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح -الذي أُطلق عليه “ري ويند REWIND”- الاتحاد الأوروبي، بموجب منحة من برنامج “هورايزون يوروب” للأبحاث والابتكار.

كما تشارك 14 جامعة وشركة وجمعية من 7 دول أوروبية، هي إسبانيا وفرنسا والدنمارك وإيطاليا وألمانيا وتركيا واليونان.

ويستهدف المشروع، الذي يستمر على مدار 4 سنوات، زيادة إجمالي العمر التشغيلي لتوربينات الرياح البرية والبحرية وموثوقيتها وقابليتها لإعادة التدوير والاستدامة.

وربما يفتح البحث أسواقًا جديدة لإعادة تدوير وتوظيف توربينات الرياح المنتهي عمرها الافتراضي، إلى جانب تعزيز الاستدامة الكلّية لأنظمة طاقة الرياح لتحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية وبيئية، وزيادة كفاءة عمليات وقف التشغيل وتحسين الاقتصاد الدائري لقطاع الرياح.

كما سيسهم في زيادة قابلية شفرات توربينات الرياح لإعادة التدوير، عبر تطوير تقنيات لتفكيك المواد المركبة المكوّنة لها، ومنهجيات أخرى لإعادة توظيفها وتدويرها.

شفرات توربينات رياح تنتظر إعادة التدوير- الصورة من موقع مركز تكنولوجيا البلاستيك

طرق مبتكرة

يتطلب إنتاج الراتنجات المستعملة في إنتاج الشفرات، البتروكيماويات ومواد التشحيم القائمة على النفط،، كما أنه من الصعب -وفي بعض الأحيان مستحيل- إعادة التدوير لأمور تتعلق بالفعالية من حيث التكلفة وإهدار الموارد.

وهنا، يستهدف مشروع “ري ويند” استحداث تقنيات لتفكيك وإعادة توظيف وتدوير المواد المكوّنة لشفرات توربينات الرياح بفعالية،

وسيتولى مركز تكنولوجيا البلاستيك (AIMPLAS) -الذي يتخذ من إسبانيا مقرًا له- مهمة إعادة التدوير الحراري والكيميائي، فضلًا عن أعمال تنسيق المشروع البحثي، وفق تقرير منشور في موقع المركز.

ولتقليل دراجات الحرارة والوقت المستهلك في المعالجة، سيطوّر المركز طرق التحلل الحراري التحفيزي والتحلل بالمذيب.

كما سيتولى المركز إعادة بلمرة المونومرات المستخرجة من الجزء العضوي الناتج عن التحلل بالمذيبات للحصول على راتنجات جديدة معاد تدويرها.

وسيطور المركز طرقًا لتفكيك فضلات المواد المركبة وفحص جودتها وتحديد خصائصها لتحديد قيمتها بما يوضح إذا كان بالإمكان إعادة استعمالها أو تدويرها من عدمه.

وفي نهاية البحث، من المحتمل أن يلقي الباحثون الضوء على استعمال المواد عالية القيمة المُعاد تدويرها في صناعة البناء والسيارات.

وستستعمل الألياف المُعاد تدويرها مع الراتنجات المُعاد تدويرها لتصنيع شفرات توربينات الرياح أو في الإصلاحات.

الصين

تعتزم الصين تكثيف الإجراءات المنظمة وطرح معايير خاصة لعملية التخلص من المخلّفات الصلبة لتقنيات الطاقة المتجددة، مثل البطاريات والألواح الشمسية وشفرات توربينات الرياح، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة غلوبال تايمز (global times).

وكشف مدير إدارة المخلّفات الصلبة والكيماويات في وزارة البيئة الصينية عقوبات صارمة على مرتكبي التخلص من تلك المخلّفات على نحو يؤدي إلى تلوث البيئة، كما ستشدد الوزارة الرقابة البيئية، وستحدّث معايير التلوث البيئي في ضوء التطورات التقنية.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استحواذ الصين على أكبر شركات تصنيع توربينات الرياح عالميًا:

ومع زيادة عدد التركيبات والتوقعات بخروج المزيد من المعدات من الخدمة، تواجه الصين مشكلة في كيفية التخلص من التقنيات النظيفة بعد انتهاء عمرها الافتراضي، وخاصة في المناطق النائية، ومع ارتفاع التكاليف.

وحتى نهاية يونيو/حزيران 2024، ارتفع إجمالي قدرات الطاقة المتجددة المركبة بنسبة 25% على أساس سنوي إلى 1.65 مليار كيلوواط، وهو ما يشكّل 53.8% من إجمالي قدرات توليد الكهرباء.

وتفصيليًا، أسهمت طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 1.18 مليار كيلوواط، لتتجاوز القدرات المركبة لتوليد الكهرباء بالفحم البالغة 1.17 مليار كيلوواط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

Source link
شارك هذا الخبر