مسؤول: منشآت النفط في إيران لم تتأثر بالهجمات.. وهذا وضع المصافي

نجت منشآت النفط في إيران من الهجمات التي شنتها الطائرات الإسرائيلية، اليوم السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، على عدد من الأهداف العسكرية في العاصمة طهران.

كما لم تتأثر شبكة الكهرباء الرئيسة في طهران بتلك الهجمات، ويمضي العمل فيها بشكل طبيعي، كغيرها من منشآت الطاقة الأخرى المنتشرة في إيران، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتحل إيران ثالثًا في قائمة أكثر الدول المالكة لاحتياطيات النفط في منظمة أوبك، بواقع 160.12 مليار برميل من الخام، كما تحتل المركز الرابع عالميًا في احتياطيات الخام خلف فنزويلا والسعودية وكندا.

ويأتي إعلان عدم تأثر منشآت النفط في إيران بالضربات الإسرائيلية متسقًا مع تصريحات سابقة لمستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أكد فيها صعوبة استهداف تلك المنشآت من قبل إسرائيل، أو حتى الولايات المتحدة.

الأمور طبيعية

أكدت وزارة النفط الإيرانية أن كل الأنشطة النفطية تمضي بشكل طبيعي في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على عدد من المواقع العسكرية في العاصمة طهران، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا“.

وخلصت التحقيقات إلى أن أيًا من منشآت النفط في إيران، أو حتى شبكة الكهرباء، لم يتأثر جراء الهجمات الإسرائيلية، مشيرةً إلى سريان النشاط في تلك الصناعة بشكل طبيعي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إدارة شبكة الكهرباء الإيرانية مهدي مقيم زاده، إن شبكة الكهرباء في بلاده بحالة طبيعية، مضيفًا أنهم لم يتلقوا أي بلاغات بخصوص مشكلات خطيرة في هذا الخصوص، خلال تصريحات أدلى بها إلى “إيرنا”.

وأضاف زاده أن وزارة الطاقة الإيرانية وضعت السيناريوهات الضرورية للتعامل مع الموقف حال حصول هجوم إسرائيلي على منشآت النفط في إيران، لافتًا إلى أن المصافي بخير ولم تتعرض لأي ضربات أو تتضرر.

جانب من هجمات إسرائيل على أهداف في العاصمة طهران – الصورة من dailypioneer

وقال مكتب العلاقات العامة التابع لقيادة الدفاع الجوي الإيرانية إن الهجمات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في طهران ومحافظتي إيلام وخوزستان غرب وجنوب غرب البلاد على الترتيب، قد اعتُرِضَت بنجاح، في بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

واليوم السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول (2024) أكدت قوات الدفاع الجوي الإيرانية وقوع الهجمات الإسرائيلية، قائلةً إنها تأتي في إطار إجراءات التصعيد الإسرائيلي، لكن لم يسفر عنها سوى أضرار محدودة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أبلغت إيران، عبر وسط، بضرورة تفادي الرد على الهجمات التي شنتها إسرائيل مؤخرًا على عدد من المواقع في طهران؛ ما يساعد على إسدال الستار على الأعمال العدائية القائمة بين طهران وتل أبيب، وفق ما أوردته تقارير إعلامية، نقلًا عن إعلام إسرائيلي.

وأشارت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إلى علمها المسبق بالضربات الإسرائيلية في إيران، مضيفةً أنه يجري التحقق منها في الوقت الراهن.

نبوءة الحجي تتحقق

تأتي التصريحات الرسمية في طهران بشأن سلامة منشآت النفط في إيران من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، متسقةً مع تصريحات أطلقها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، في هذا الخصوص.

ففي حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة” الأسبوعي، التي جاءت مؤخرًا عبر مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، عقب الحجي على ما يُثار بشأن إمكان توجيه ضربة إلى المنشآت النفطية الإيرانية من عدمه، قائلًا: “تحتاج الإجابة عن هذا السؤال إلى تفاصيل كثيرة؛ نظرًا إلى أن حقول النفط والغاز الإيرانية تمتد على طول الخليج كله إلى الأعلى، حقول النفط في الشمال، وحقول الغاز في الجنوب”.

ويرى الحجي أن إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية لا يمكنهما تدمير هذه المنشآت أو ضربها والتأثير في النفط الإيراني، بالنظر إلى وجود المئات من حقول النفط والغاز.

وأضاف: “من الممكن توجيه ضربات لمنشأة واحدة أو منشأتين أو حتى 10 منشآت، غير أنه في النهاية لا يمكن أن تستهدف إسرائيل كل منشآت النفط في إيران؛ نظرًا إلى عددها الكبير، كما أنها تمتد على مسافة كبيرة جدًا، يمكن أكثر من 1500 كيلومتر، وهي مساحة شاسعة جدًا”.

غير أن الدكتور أنس الحجي يعتقد أن إيران تواجه معضلةً كبرى تكمن في أن كل تلك الحقول موجودة في الشمال، ولكي يجري التصدير فهي مربوطة بشبكة أنابيب تخرج عبر البحر إلى جزيرة “خارج”، الكائنة على يمين ميناء البصرة تقريبًا، ومن ثم فهي قريبة جدًا من العراق.

وأتم: “يمر من تلك الجزيرة ما يتراوح بين 85% و90% من صادرات إيران من الخام؛ ولذا فإنه على الرغم من الاتساع الجغرافي الكبير الذي يستحيل معه استهداف إسرائيل منشآت الطاقة في إيران، فإن كل النفط، في النهاية، يجتمع في الجزيرة، وحال تدميرها فستنتهي صادرات إيران تقريبًا”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

Source link
شارك هذا الخبر