مشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا تترقب صدمة.. ما القصة؟

تواجه مشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا، مؤخرًا، تحديات صعبة، قد تتسبّب في تعطيل استثمارات ضخمة كانت قد خُطط لها على مدى السنوات الماضية.

ووفقًا لتطورات قطاع الهيدروجين في إسبانيا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قد يجري تأجيل استثمارات لشركة سيبسا (Cepsa) في مجال الهيدروجين الأخضر بقيمة 3 مليارات يورو (3.25 مليار دولار أميركي)، كان من المخطط إقامتها في جنوب البلاد.

وربطت ثاني أكبر شركة نفط في البلاد قرار تأجيل مشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا بوضع ضريبة الأرباح المفروضة على شركات الطاقة، وهل ستستمر بصورة مؤقتة، أم ستُمدد وتتحول إلى ضريبة دائمة.

وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2022، فرضت الحكومة الإسبانية ضريبة على شركات الطاقة، البالغ حجم مبيعاتها مليار يورو على الأقل (1.08 مليار دولار)، بنسبة 1.2% لمدة عامين؛ لتخفيف ضغوط تكاليف المعيشة خلال موجة التضخم الناجمة جزئيًا عن الحرب الروسية الأوكرانية، ونقص الإمدادات المرتبط بجائحة كورونا.

ومنذ ذلك الحين، قالت الحكومة الإسبانية، إنها تريد جعل نسخة من الضريبة دائمة، ما أثار انتقادات واسعة من جانب شركات المرافق العامة مثل إنديسا، وأيضًا شركات النفط، التي تُعد من بين أبرز المنتقدين للضريبة.

*(اليورو = 1.8 دولارًا أميركيًا)

مشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا

قالت شركة سيبسا، إنها ستؤجل استثمارات بقيمة 3 مليارات يورو (3.25 مليار دولار) في مجال الهيدروجين الأخضر إذا أصبحت ضريبة الأرباح المؤقتة المفروضة على شركات الطاقة دائمة.

وأوضحت الشركة أنها ستُعطي بدلًا من ذلك أولوية لتوسيع مشروعاتها دوليًا، المُخطط لها في المرحلة الثانية من إستراتيجية تحول الطاقة، حسبما أوردت “رويترز“.

وأكدت شركة سيبسا التزامها بتوليد أكثر من نصف الأرباح التشغيلية من الأنشطة المستدامة، بحلول عام 2030.

محطة كالفيرا هيدروجين في سرقسطة في إسبانيا
محطة كالفيرا هيدروجين في سرقسطة في إسبانيا – الصورة من بلومبرغ

وعلّقت شركة ريبسول أعمالها بمشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا، بسبب ما عدّته “بيئة تنظيمية غير مواتية”، وذلك الإثنين الماضي 21 أكتوبر/تشرين الأول.

وتبلغ قدرة التحليل الكهربائي لمشروعات الهيدروجين التي قررت ريبسول تعليق العمل فيها، 350 ميغاواط، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتتضمّن المشروعات المُعلَّق نشاطها من جانب ريبسول، محطة بقدرة 12 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر، كان من المقرر أن تبدأ الإنتاج في عام 2030، بالإضافة إلى مشروع آخر بقدرة 100 ميغاواط في منطقة قرطاجنة، باستثمارات تبلغ أكثر من 200 مليون يورو (216.65 مليون دولار).

وتُعطي خطوة شركة ريبسول بتعليق العمل في مشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا، وإمكان تأجيل مشروعات شركة سيبسا، مؤشرات سلبية، قد تترتب عليها آثار أوسع نطاقًا على الصناعة النشطة في مدريد.

وكانت مدريد قد رفعت مستهدفات خطّتها لزيادة قدرة التحليل الكهربائي المرتقبة بحلول عام 2030، لتصل إلى 11 غيغاواط، من 4 غيغاواط كانت مُستهدفة في الخطة السابقة، في يوليو/تموز الماضي.

وتأتي هذه التطورات السلبية، رغم برامج الدعم الحكومي الكبير والتمويلات السخية المُقدّمة لمشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا، مثل قرار شركة النفط البريطانية بي بي، مؤخرًا، للمرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين بمصفاة كاستليون بقدرة 25 ميغاواط.

تداعيات ضريبة الأرباح

يُمثّل الهيدروجين الأخضر مفتاح الوصول إلى مستهدفات تحقيق الحياد الكربوني في قارة أوروبا، بحلول 2050.

ونظرًا إلى تكلفته المرتفعة وغير التنافسية، فإن مشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا، وأيضًا بوجه عام، غير قادرة على المنافسة دون إعانات.

ولاقت ضريبة الأرباح غير المتوقعة المفروضة على شركات الطاقة انتقادات واسعة النطاق من قبل شركات النفط؛ شاملة ريبسول وسيبسا، وشركة المرافق “إنديسا”.

وفي العام الماضي (2023)، حذّرت جماعة ضغط تُمثّل شركات النفط الرئيسة في إسبانيا، من أن تمديد ضريبة الأرباح غير المتوقعة يهدد استثمارات تحول الطاقة، البالغة قيمتها 16.5 مليار يورو (17.87 مليار دولار أميركي)، ويعرّضها للخطر.

مشروعات سيبسا الدولية

في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وقّعت شركة سيبسا وسوناطراك الجزائرية مذكرة تفاهم لتنفيذ دراسة جدوى مشتركة لتطوير مشروع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر، بهدف توفيره بشكل أساسي للسوق الأوروبية.

وتنص مذكرة التفاهم على تنفيذ مشروع الهيدروجين الأخضر في الجزائر على مرحلتين، تركز الأولى منهما على إجراء دراسات لتقييم جدوى المشروع وفرصته وربحيته، في حين ستخصص المرحلة الأخرى لتطوير المشروع.

من توقيع مذكرة التفاهم بين شركة سيبسا الإسبانية وسوناطراك الجزائرية
من توقيع مذكرة التفاهم بين شركة سيبسا الإسبانية وسوناطراك الجزائرية – الصورة من موقع شركة سيبسا

ومن شأن التطوير المتكامل للمشروع أن يُسهم في تحقيق أهداف إزالة الكربون لكلتا الشركتين، ويشمل ذلك إنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي، ومحطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتزويد أجهزة التحليل الكهربائي بالطاقة المتجددة، ومصنع لإنتاج الميثانول و/أو الأمونيا الخضراء، بالإضافة إلى المرافق اللازمة للتخزين والنقل وغيرها من المرافق المساعدة للتشغيل التجاري للمشروع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Source link

شارك هذا الخبر

اترك تعليقاً