“الحرة” الأمريكية تكشف المستور: دول خليجية تطالب إسرائيل أن يكون الرد على إيران حاسماً وصارماً.
في خطوة جديدة مفاجئة، كشفت تقارير إعلامية عن اتصالات متزايدة بين دول خليجية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، تطالب فيها بأن يكون رد إسرائيل على إيران حاسماً وصارماً. هذا التواطؤ الخليجي لم يعد سراً، بل بات يشكّل خنجراً مسموماً في ظهر الأمة العربية والإسلامية.
ووفقاً لما نشرته محطة الحرة الأمريكية نقلاً عن مصادر إسرائيلية رفيعة، أرسلت دول خليجية عدة رسائل لإسرائيل تؤكد فيها دعمها الكامل لأي رد عسكري قادم على إيران. بل طالبت هذه الدول بأن يتم إبلاغها مسبقاً بأي هجوم إسرائيلي محتمل، حتى تتمكن من اتخاذ “احتياطاتها”، في حال تعرضها لهجوم إيراني مضاد. هذا السلوك يفضح مدى الارتماء في أحضان إسرائيل ويكشف كيف أصبحت دول الخليج أكثر تحالفاً مع العدو الإسرائيلي من أي وقت مضى.
التحالف العسكري بين إسرائيل ودول الخليج لم يعد يقتصر على مجرد اتصالات دبلوماسية أو تعاون استخباراتي؛ بل يتجلى بشكل أوضح في التعاون تحت مظلة قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم)، حيث تجرى اتصالات مكثفة بين جيوش المنطقة وإسرائيل لتعزيز استراتيجيات مشتركة ضد ما يسمى “التهديد الإيراني”.
هذه الاستراتيجية تشمل نشر رادارات وأجهزة مراقبة في أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استخدام المجالات الجوية لبعض الدول الخليجية، مما يعزز من قدرة إسرائيل على توجيه ضربات استباقية لأي أهداف إيرانية.
في حين تستمر إيران في إطلاق تحذيرات واضحة لجيرانها من مغبة التعاون مع إسرائيل، تواصل دول الخليج دعمها العلني لضربات الاحتلال في سوريا ولبنان. بل وصل الأمر إلى الإشادة باغتيالات قادة المقاومة مثل قائد فيلق القدس محمد رضا زاهدي والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وهو ما يشير بوضوح إلى أن دول الخليج أصبحت شريكاً في المشروع الصهيوني لتصفية حركات المقاومة.
وفي خضم هذه المؤامرات، يؤكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لا تخشى الحرب، لكنها بذلت جهوداً هائلة لمنع اندلاع صراع شامل في المنطقة. ومع ذلك، لا تزال دول الخليج تغض الطرف عن أي مبادرات سلام وتفضل التماهي مع السياسات العدوانية لإسرائيل.
هذه الخيانة الصارخة من قبل الأنظمة الخليجية المتصهينة ليست إلا جزءاً من مخطط أكبر لتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط لصالح الاحتلال الإسرائيلي. إن هذه الأنظمة التي تتستر خلف شعارات الإسلام والوحدة الإسلامية لا تمثل سوى أدوات لخدمة أجندات إسرائيلية وأميركية تهدف إلى تمزيق الأمة وإضعاف قوى المقاومة.
هذا التحالف العلني والمخزي بين الأنظمة الخليجية وإسرائيل يشكّل صفعة لكل من يؤمن بحقوق الشعوب في التحرر والكرامة. لكن المقاومة في لبنان وفلسطين، ومعها شعوب المنطقة، ستظل تقف بالمرصاد لهذه المؤامرات وستواصل نضالها ضد الاحتلال الصهيوني وأذنابه، سواء كانوا في تل أبيب أو في العواصم الخليجية.