توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في دول البريكس يهبط أقل من 50% لأول مرة

يخضع الوقود الأحفوري في دول البريكس لتحوّل جذري مع التوسع السريع في مشروعات الطاقة المتجددة، خاصة الشمس والرياح.

ويتوقع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، انخفاض حصة الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء في دول البريكس إلى ما دون 50% من إجمالي السعة المركبة، لأول مرة خلال العام الجاري (2024).

ومع إضافة 190 غيغاواط من الكهرباء المتجددة في عام 2024 وحده، فإن المجموعة تُحرز تقدمًا نحو تلبية أهداف المناخ العالمية.

ويتزامن هذا التقرير مع انعقاد قمة جديدة لمجموعة بريكس في مدينة قازان الروسية، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول، وستمتد حتى يوم الخميس المقبل.

ويشار إلى أن المجموعة تأسست في عام 2009، لتضم في البداية البرازيل وروسيا والهند والصين، ثم توسعت لاحقًا لتشمل جنوب أفريقيا في عام 2010.

وفي مطلع عام 2024، توسعت المجموعة لتضم إيران والإمارات وإثيوبيا ومصر والسعودية، وتمثّل هذه البلدان المجتمعة أكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهي موطن لنصف سكان العالم، وتسهم بنحو نصف الانبعاثات الكربونية العالمية.

توليد الكهرباء في دول البريكس

يمثّل انخفاض توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في دول البريكس إلى أقل من النصف، إنجازًا مهمًا، كون المجموعة تضم أكبر البلدان المولدة للكهرباء بالفحم عالميًا، بحسب تقرير جديد صادر عن شركة الأبحاث غلوبال إنرجي مونيتور.

ومن المقرر تشغيل 72 غيغاواط من قدرة توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في عام 2024، إلى جانب 88 غيغاواط إضافية قيد الإنشاء، ما يرفع إجمالي الوقود الأحفوري إلى 158 غيغاواط.

في المقابل، تجاوزت قدرة توليد الكهرباء من مصادر غير أحفورية في الصين والهند والبرازيل فقط 190 غيغاواط بحلول منتصف عام 2024، ونتيجة لذلك من المرجّح أن تتجاوز حصة الكهرباء النظيفة نظيرتها من الوقود الأحفوري في دول البريكس.

وبناءً على ذلك، سيرتفع إجمالي القدرة التشغيلية للطاقة النظيفة في المجموعة إلى 2.289 تيراواط، مقارنة بما لا يزيد على 2.245 تيراواط للوقود الأحفوري.

صورة لأعلام دول البريكس -الصورة من موقع سبوتنيك

الصين في الصدارة

سلّط التقرير الضوء على الصين بصفتها رائدة في الحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري في دول البريكس.

وعلى وجه التحديد، تراجعت قدرة توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري في الصين بمعدل الضعف مقارنة بدول البريكس الأخرى على مدى السنوات الـ5 الماضية، ويرجع ذلك إلى تطوير مشروعات ضخمة لطاقتي الشمس والرياح.

وفي الوقت الراهن، يبلغ إجمالي المشروعات قيد التطوير في الطاقة الشمسية والرياح على نطاق المرافق 1.550 تيراواط، وعند تضمين مشروعات الطاقة الكهرومائية البالغة 708 غيغاواط، فإن إجمالي قدرات مشروعات الطاقة المتجددة يتجاوز قدرة مشروعات الوقود الأحفوري قيد التطوير بمعدل من 3 إلى 1.

كما تمثّل الصين والهند 82% من مشروعات الطاقة النووية قيد التطوير -حاليًا-، إذ تمتلك بكين وحدها 118 غيغاواط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

مزرعة رياح في جنوب أفريقيا – الصورة من موقع تشاينا ديلي

دول البريكس على المسار الصحيح

تشير الطفرة في مشروعات الطاقة المتجددة داخل مجموعة البريكس إلى أن هذه الدول في وضع يسمح لها بتعزيز قدرات الطاقة المتجددة، وربما مضاعفة القدرات الحالية 3 مرات بحلول عام 2030.

وأوضح التقرير الذي حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة، أن استمرار إضافة قدرات جديدة من الرياح والطاقة الشمسية على نطاق المرافق -البالغة 326 غيغاواط في عام 2023- بالمعدل نفسه حتى عام 2030، فإن إجمالي قدرات الطاقة المتجددة في البريكس قد يزيد بأكثر من ضعفين ونصف.

فضلًا عن ذلك، من المتوقع أن يصل إجمالي قدرات الطاقة المتجددة قيد التطوير بحلول عام 2030 إلى 2.276 تيراواط، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ومع ذلك، حذّر التقرير من وجود التزام كبير بين دول المجموعة ببناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالوقود الأحفوري، لا سيما أن جميع الدول، باستثناء إثيوبيا، لديها مشروعات قيد التطوير حاليًا.

وفور إتمام هذه المشروعات، سترتفع قدرات توليد الكهرباء الحالية بالفحم بنسبة 36% والنفط والغاز إلى 53%.

وأكد التقرير أن استمرار دول البريكس في تعزيز الاستثمار بمشروعات الوقود الأحفوري، وخاصة الفحم، قد يقوّض جهودها للحدّ من الانبعاثات وتحسين أنظمة الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

Source link
شارك هذا الخبر