الطلب على الكهرباء في أميركا يتجه إلى ارتفاع غير مسبوق

[ad_1]

من المتوقع أن يشهد الطلب على الكهرباء في أميركا تحولًا جذريًا، وسط التقدم التقني الحاصل وأنماط الاستهلاك المتغيرة، التي تقودها طفرة مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.

وخلال العقد الأول من القرن الـ21، نما الاقتصاد الأميركي بنسبة تراكمية بلغت 24%، ومع ذلك لم يشهد الطلب على الكهرباء أيّ تغيير، لكن هذا الاتجاه على وشك عكس مساره.

ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الكهرباء في أميركا إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ التسعينيات، وقد يتراوح النمو بين 4% و15% بحلول عام 2029 حسب المنطقة، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وسيؤدي تسارع وتيرة تطوير مراكز البيانات وصناعة الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسًا في ارتفاع الطلب على الكهرباء داخل الولايات المتحدة.

وخلال النصف الأول من عام 2024، أعلنت الشركات تطوير مراكز بيانات جديدة بسعة تقارب 24 غيغاواط، ويمثّل ذلك 3 أضعاف السعة المعلنة خلال المدة نفسها من العام السابق.

تحديات نمو الطلب على الكهرباء في أميركا

يواجه قطاع الكهرباء، على عكس باقي الصناعات تحديات كبيرة عند ارتفاع الطلب على الكهرباء، حيث يتطلب تخطيط وتطوير البنية التحتية من 5 إلى 10 سنوات.

وبالنسبة للمرافق الأميركية، فإنها لم تبدأ الاستعداد للنمو المتوقع إلّا مؤخرًا، كما أن مفوّضي المرافق العامة يفتقرون إلى الخبرة في إدارة تزايد الطلب على الكهرباء، وفق التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.

ويخلق هذا تحديًا محتملًا لكل من الجهات التنظيمية وشركات التكنولوجيا، إذ قد يتجاوز النمو السريع لهذه الشركات قدرة المرافق العامة على تلبية احتياجاتها من الكهرباء.

ورغم وجود هذه التحديات، فثمة فرصة هائلة أمام شركات الكهرباء والمطورين القادرة على التكيف سريعًا لتحقيق مكاسب ضخمة.

ومع ذلك، قد يؤدي نمو الطلب على الكهرباء في أميركا إلى تزايد الضغوط على أسعار الكهرباء بالجملة.

الطلب على الكهرباء في أميركا يتجه نحو ارتفاع غير مسبوق
من داخل أحد مراكز البيانات – الصورة من موقع داتا سنتر ماغازين

طفرة مراكز البيانات

أشار تقرير “وود ماكنزي” إلى أن استهلاك مراكز البيانات من الكهرباء خلال عام 2023 تراوحَ بين 20 و25 غيغاواط من متوسط الطلب في الساعة، وهو ما يمثّل 4-5% من إجمالي الاستهلاك في الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يزداد الطلب من مراكز البيانات في المستقبل لدعم تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع توقعات بنمو سنوي بنسبة 10-20% حتى عام 2030.

وقد يؤدي هذا النمو إلى زيادة الطلب بمقدار 13-35 غيغاواط على مدى السنوات الـ5 المقبلة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، من المتوقع أن يصل الإنفاق على تطوير مراكز البيانات من قبل أمازون وميتا وغوغل ومايكروسوفت إلى 178 مليار دولار في عام 2025، ما يعكس زيادة بنسبة 11% على أساس سنوي.

إلّا أن الطفرة في تطوير مراكز البيانات نتيجة صعود الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف إزاء تأمين كهرباء نظيفة وموثوقة.

ويشير التقرير إلى وجود تراكم يتجاوز 100 غيغاواط من سعة مراكز البيانات في انتظار توصيلها بالشبكة، متوقعًا أن يُسهم ذلك في زيادة الطلب على الكهرباء في أميركا، ما قد يؤدي إلى وجود عجز في الكهرباء وعرقلة جهود تحول الطاقة.

الطلب على الكهرباء في أميركا يتجه نحو ارتفاع غير مسبوق
عمّال خلال تركيب ألواح الطاقة الشمسية – الصورة من موقع ماركت ووتش

التصنيع وكهربة القطاعات

إلى جانب مراكز البيانات، يعدّ انتعاش الصناعات التحويلية وكهربة مختلف القطاعات عاملًا رئيسًا في ارتفاع الطلب على الكهرباء في أميركا.

وذكر التقرير أنّ تبنّي السيارات الكهربائية، خاصة في الشمال الشرقي وكاليفورنيا، سيزيد من استهلاك الكهرباء.

فضلًا عن ذلك، من المتوقع أن تؤدي الجهود المبذولة لتطوير مصانع جديدة للبطاريات والألواح الشمسية والرقائق إلى زيادة الاستهلاك ونمو الطلب بنحو 15 غيغاواط على مدى السنوات القليلة المقبلة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وباتت هناك مخاوف بشأن كيفية تأثير نمو مراكز البيانات على خطط الرئيس جو بايدن لتعزيز الصناعات المحلية، مع تزايد المنافسة على إمدادات الكهرباء المحدودة والمناطق الصناعية.

ويمثّل تطوير مرافق التصنيع معضلة سياسية رئيسة، لأنها تتعلق بخلق فرص العمل والحدّ من الاعتماد على الصين لتوفير المكونات الأساسية داخل سلاسل التوريد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

[ad_2]
Source link