[ad_1]
يبدو أن التخلص من الكهرباء المولّدة بحرق الفحم سيظل هدفًا بعيد المنال، مع زيادة الطلب المتواصلة، مع تقييد أيدي الطاقة المتجددة بخيط مرتبط بأحوال الطقس.
وتشير التوقعات الحالية إلى زيادة استهلاك الفحم عن المتوقع في السيناريوهات السابقة قبل عام واحد، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويأتي ذلك مع اقتراب موعد عقد قمة المناخ كوب 29 في أذربيجان يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتستهدف قمم المناخ بصورة عامة الحد من استعمال الوقود الأحفوري، خاصة الفحم الأكثر تلويثًا للبيئة، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.
ومنذ قمة المناخ كوب 26 التي انعقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية عام 2021، لم ينجح رؤساؤها في إقناع العالم بالتخلص من الكهرباء المولدة بحرق الفحم، ولا حتى باقي أنواع الوقود الأحفوري (النفط والغاز)، في ضوء ضعف البدائل.
والطاقة المتجددة مرتبطة إلى حد كبير بأحوال الطقس، وتخزين الطاقة، وهي مشروعات لم تصل إلى مستوى يؤهلها لأن تضمن توفير الاحتياجات وقت غياب الشمس أو توقف هبوب الرياح. حتى الطاقة الكهرومائية باتت مهددة في أنحاء العالم بسبب موجات الجفاف العاتية.
بيانات الكهرباء المولدة بحرق الفحم
ينمو الطلب على الكهرباء بنسب تتجاوز معدلات التوليد من الطاقة المتجددة، وفق حسابات وكالة بلومبرغ، التي جاءت اعتمادًا على أرقام وكالة الطاقة الدولية، وفق مقال للكاتب المتخصص في تغطية شؤون الطاقة والسلع خافيير بلاس، اليوم الإثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وقال الكاتب إن استمرار الاعتماد على الكهرباء المولدة بحرق الفحم جاء في إشارة مدفونة بين السطور في تقرير وكالة الطاقة الدولية، الصادر الأسبوع الماضي في 398 صفحة.
وأشار التقرير إلى مواصلة الاعتماد على الكهرباء المولدة بحرق الفحم خلال العقد المقبل، بسبب توقعات زيادة الطلب على الطاقة، خاصة في الصين والهند.
وهذا الانعكاس في اتجاه الاعتماد على الكهرباء المولدة من حرق الفحم، لم يكن بنسبة هامشية؛ إذ من المتوقع أن يزيد بنسبة 6% حتى 2030 عن توقعات العام الماضي، وفق التقرير. ورغم أن تلك الزيادة في حد ذاتها ليست كبيرة؛ فإنها تعادل استهلاك اليابان، وهي رابع أكبر دولة عالميًا تعتمد على الكهرباء المولدة من حرق الفحم.
كما تعتقد الوكالة أن استهلاك الكهرباء المولدة بحرق الفحم سيظل أعلى من مستويات عام 2010.
ويرى الكاتب خافيير بلاس أن التخلص من الفحم وتحول الطاقة يبدو أنها أوصاف لامعة، لا يسمعها العالم إلا عندما تكون هناك أحداث مرتبطة، مثل توديع المملكة المتحدة لآخر محطاتها في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بعد 142 عامًا من تدشين أول محطة.
وفي المقابل تواصل دول آسيوية افتتاح محطات توليد الكهرباء بحرق الفحم.
وكانت بيانات المكتب الوطني للإحصاء التي ترصدها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، قد أظهرت ارتفاع الطلب على الكهرباء ومصانع الكيماويات في الصين خلال شهر أغسطس/آب الماضي؛ ما قفز بإنتاج الفحم بنسبة 2.8% على أساس سنوي إلى 396.55 مليون طن.
والصين هي أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، واستحوذت خلال العام الماضي (2023) على 95% من محطات الفحم الجديدة. وبدعم من الطلب القوي، من المحتمل أن يشهد القطاع إضافة قدرات إنتاج جديدة خلال السنوات الـ3 أو الـ5 المقبلة، وهو ما يفاقم مخاطر انبعاثات غاز الميثان القياسية.
البطل الأخضر
قال كاتب المقال والمتخصص في شؤون الطاقة في وكالة بلومبرغ خافيير بلاس، إن مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، الذي يقدم نفسه للعالم بوصفه بطله الأخضر، لم يقل الكثير عن الحقبة الجديدة للكهرباء في تقرير الوكالة الصادر الأسبوع الماضي.
كما لم يشر إلى أن ثلث كهرباء العالم مولدة من محطات عاملة بالفحم؛ إذ إنها تمثل أكثر من 60% من كهرباء الصين، وما يقارب 75% في الهند.
ويحتاج العالم إلى كهرباء الفحم، في ظل تصاعد الطلب السريع، لما يتجاوز معدلات التوليد من الطاقة المتجددة، وعدم موثوقيتها؛ حيث تعتمد على ظروف الطقس.
في حين أن الكهرباء المولدة بحرق الفحم، إضافة إلى الغاز والطاقة النووية، متاحة على مدار الساعة، وفق الكاتب.
وقال بلاتس: “قد يأتي يومًا تكون كهرباء الشمس والرياح متاحة على مدار الساعة، عندما تُدمَج ببطاريات التخزين، لكن حتى الآن تتسم بطاريات التخزين بقصر المدة وانخفاض قدرتها على تخزين كميات كبيرة من الكهرباء لا تكفي حتى لاحتياجات متوسطة الحجم”.
ولفت الكاتب إلى مؤشر آخر يوضح صعوبة التخلص من الوقود الأحفوري بصورة عامة، وهو أن ثلثي الكهرباء المستهلكة عالميًا في 2023، كانت معتمدة عليه، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ورغم إقرار الكاتب بأن الطاقة النظيفة هي المستقبل؛ فإنه لا يرى هذا المستقبل قريبًا، في ضوء بيانات تقرير وكالة الطاقة الدولية، التي أشارت إلى زيادة متوقعة في حجم الطلب على الكهرباء.
وأوضح أن استهلاك الكهرباء سيزيد بمقدار 6 أضعاف الطلب في المدة بين عامي 2010 و2023. كما سترتفع بنحو 1.4 ضعفًا خلال المدة بين 2000 و2010.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link