يسعى المغرب حاليًا إلى تنفيذ إستراتيجية واضحة لـ3 مشروعات طاقة متجددة في الصحراء الغربية، في إطار جهود تحول الطاقة وخفض انبعاثات الكربون.
ووفقًا لمصادر مطّلعة تحدثت إليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المقرر أن تتضمن هذه المشروعات، مشروعين للطاقة شمسية، والآخر لطاقة الرياح، بحجم استثمارات يناهز 2.5 إلى 3 مليارات دولار أميركي.
وقالت مصادر بوزارة الطاقة، إحدى الشركات المعنية، إن إحدى الشركات السعودية المتخصصة في الطاقة المتجددة، في مقدمة الشركات المهتمة بالاستثمار بهذه المشروعات، خاصة أن لها استثمارات كبيرة في قطاع الطاقة المتجددة المغربي حاليًا.
كما سيشارك في تمويل محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصحراء الغربية مستثمرون محليون وعالميون، من بينهم شركات فرنسية.
ويتضمن هذا الاستثمار تطوير مشروع خط كهرباء بقوة 3 غيغاواط، لربط محطات الطاقة المتجددة المقررة إقامتها في الصحراء الغربية بوسط المغرب.
تولي الرباط في الوقت الراهن أهمية لمشروعات الطاقة في الصحراء الغربية، ومضاعفة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء، لا سيما أن البلاد تستعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2030.
ويبلغ إجمالي قدرة مشروعات الطاقة المتجددة المقررة إقامتها في الصحراء الغربية نحو 1.4 غيغاواط، ومن المقرر إكمالها في عام 2027.
وتُقدّر السعة الحالية للطاقة المتجددة في الصحراء الغربية بنحو 1.3 غيغاواط، ما يعادل نحو ربع السعة الإجمالية للطاقة المتجددة في البلاد.
إلى جانب اهتمامها بمشروعات الطاقة في الصحراء الغربية، تستهدف الرباط زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030، وتعمل على استغلال إمكاناتها في الطاقة المتجددة، خصوصًا بمجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتحقيق أمن الطاقة.
وبلغت نسبة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الرباط نحو 38% بنهاية عام 2022، إذ وفرت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نحو 16.1% من إجمالي الطلب على الكهرباء.
وخلال المدة من 2014 حتى 2023، شهدت سعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في المغرب ارتفاعًا بصورة شبه سنوية، عدا عامَي 2017 و2019، إذ استقرت فيهما.
وارتفعت سعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الرباط بنهاية العام الماضي (2023) إلى 4.105 غيغاواط، وفقًا للأرقام الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).
وبحسب بيانات آيرينا، ارتفع إنتاج الكهرباء المولدة من طاقة الرياح إلى 1.858 غيغاواط في عام 2023، مقابل 1.558 غيغاواط خلال عام 2022.
وارتفعت سعة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الرباط في عام (2023) إلى 934 ميغاواط، مقابل 854 ميغاواط في عام 2022.
وبينما بلغت قدرة الطاقة الكهرومائية في الرباط، العام الماضي، نحو 1.770 غيغاواط، لتواصل استقرارها عند المستوى نفسه المسجل منذ عام 2014، استقرت سعة الكهرباء المولدة من الطاقة الحيوية عند 7 ميغاواط.
ويملك المغرب أحد أكبر أساطيل الرياح البرية أفريقيًا، الذي يُتوقع أن تصل سعته إلى 5 غيغاواط بحلول 2035، مقابل 1.512 غيغاواط في الوقت الحالي، وفق مجلس طاقة الرياح العالمي.
ومن المتوقع أن تتمكن الرباط من إضافة نحو 2.1 غيغاواط من طاقة الرياح في غضون 5 سنوات، إذ تشير تقديرات غلوبال إنرجي مونيتور البحثية إلى أن سعة طاقة الرياح المتوقع تركيبها في البلاد خلال السنوات المقبلة تبلغ نحو 9.583 غيغاواط حتى الآن.
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أطلق المغرب مشروع مشروع ميديا بي في Media PV، الذي يُعدّ الأول من نوعه في أفريقيا.
ويستهدف هذا المشروع اختبار وتقييم حلول الطاقة الشمسية الكهروضوئية المتقدمة والمبتكرة، ويتيح إمكان تقييم أداء هذه التقنيات المتطورة في الظروف المناخية الخاصة بالمغرب، واستكشاف إمكاناتها للتطبيقات واسعة النطاق.
وتسمح هذه التكنولوجيا الكهروضوئية المتكاملة في المبنى (BIPV) بعرض المحتوى المرئي بدقة (معلومات عامة، لافتات، إعلانات، وغيرها)، بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء المتجددة.
ويضيف هذا الابتكار قيمة مضافة كبيرة، لا سيما للتنمية الحضرية، إلى جانب البنية التحتية للطرق والنقل عمومًا، وللمباني.
ويُمكن أن يكون لهذا الحل دور كبير بإدارة اللافتات في البنى التحتية الرئيسة، خلال تنظيم كأس العالم عام 2030.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..