أعلنت قبرص نبأً سارًا لمصر بخصوص الاستفادة من اكتشافات غاز باحتياطيات تصل إلى 15 تريليون قدم مكعبة، وذلك بعد مفاوضات بين الجانبين امتدت لعدّة أشهر.
فقد كشف وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو عزم بلاده التعاون مع مصر للاستفادة من قدرات القاهرة بصفتها مركزًا إقليميًا لتداول الغاز وتجارته، بما يحقق المنفعة للبلدين.
وقال الوزير في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن قبرص تعمل على تخصيص جانب مهم من مواردها لتسريع تنمية حقولها الغازية وربطها بالبنية التحتية للغاز في مصر (مصنعَي إدكو ودمياط لإسالة وتصدير الغاز المسال).
وحسب بيانات قطاع الغاز لدى منصة الطاقة، فإن قبرص لديها اكتشافات غاز باحتياطيات تبلغ 15 تريليون قدم مكعبة، بما فيها حقل أفروديت الذي تصل احتياطياته إلى 3.6 تريليون قدم مكعبة.
تسعى القاهرة للاستفادة من قدراتها الكبيرة في إسالة الغاز المسال وتصديره إلى أوروبا وشتى أنحاء العالم، وفي هذا السياق، فإن ضخ الغاز القبرصي إلى مصر عبر خط أنابيب مقترح بين البلدين، من شأنه تطوير موارد قبرص من الغاز، وأيضًا استفادة السوق المحلية المصرية، وخدمة التصدير.
من جانبه، أشاد الوزير القبرصي بدور مصر بصفتها شريكةً ودولة جوار مهمة لبلاده، تدعم جهودها لاستغلال ثرواتها بما يحقق المنفعة المتبادلة.
وقال: إننا “ندعم معًا جهود تحقيق الاستغلال الأمثل والقيمة المضافة للثروات الطبيعية، ومن تلك الأوجه تحويل الغاز إلى طاقة كهربائية يمكن تصديرها لأسواق أخرى.. إن خططنا مع مصر لاستثمار موارد الغاز الطبيعي ستسرّع من التحول الطاقي”.
وأضاف أن مصر لديها كل مقومات الاستثمار في قطاع الطاقة، مثل الموقع والمساحة والموارد التي يمكن نقلها إلى أوروبا، “وهذا من محاور نقاشاتنا مع مصر واليونان وإيطاليا”.
جاءت تصريحات الوزير جورج باباناستاسيو عن تطورات ضخ الغاز القبرصي إلى مصر، على هامش افتتاح وزير البترول المصري المهندس كريم بدوي، مؤتمر حوض البحر المتوسط موك 2024 في مدينة الإسكندرية، بحضور عدد من مسؤولي منظمات النفط والطاقة بحوض البحر المتوسط، وقيادات قطاع البترول ورؤساء شركات البترول والطاقة المصرية والعالمية، وأعضاء مجلسَي النواب والشيوخ في الإسكندرية.
وأعرب الوزير المصري عن ترحيبه بالحضور المكثف الذي يشهده المؤتمر في دورة الانعقاد الحادية عشرة التي يستأنف بها فعالياته، مشيرًا إلى أن ذلك الزخم يعدّ “دعمًا لرؤى التطوير التي نعمل عليها بكل مجالات صناعة البترول”.
وأوضح أهمية استغلال مثل هذا الحدث الاستثنائي بصفته منصة تقدّم فيها صناعة البترول التطورات والتحديات التي تشهدها وما يمكن العمل عليه لإطلاق الإمكانات الواعدة بمنطقة المتوسط، مضيفًا أن السبيل لذلك هو تعاون الجميع والعمل بروح الفريق الواحد مفتاحًا للنجاح وتحقيق الأهداف المشتركة.
وقال المهندس كريم بدوي: “نعمل في هذا الصدد على محورين، محورنا الإقليمي في شرق المتوسط، وصناعتنا المحلية التي نعمل على زيادة إنتاجها وتطوير قطاعاتها وتحقيق القيمة المضافة”.
وتابع: “إننا نلتقي هنا لمزيد من الحوار وتبادل الخبرات والعمل معًا على إطلاق الإمكانات وتسريع البحث والاستكشاف وتحقيق الاستدامة لنا ولأجيال المستقبل، ونحن ملتزمون بدعم التعاون مع كل الشركاء، إذ إن التعاون الإيجابي بين دول المنطقة ليس مهمًا للمنطقة فحسب، بل للعالم أجمع”.
وأوضح أن “أنشطة إزالة الكربون بكل نطاقاتها محل اهتمام منّا ومن المؤتمر”، في ظل أهميتها الاقتصادية والبيئية للصناعة، وأن مصر تعمل على بلوغ مزيج طاقة متنوع ومستدام يهدف لتحقيق رؤية 2030، من خلال التعاون بين مختلف مؤسساتها، ومنها وزارتا البترول والثروة المعدنية، والكهرباء والطاقة المتجددة.
أشار وزير البترول المصري إلى العمل على إيجاد بيئة استثمارية جاذبة لكشف الموارد غير المكتشفة بالبحر المتوسط في ظل وجود بنية تحتية متاحة لا ينقصها سوي توفير البيئة المناسبة للجميع للعمل معًا على الإسراع بإطلاق المزيد من إمكانات الطاقة في المنطقة، التي تؤدي دورًا رئيسًا في تلبية احتياجات الطاقة، ليس لمصر فقط، بل لكل دول الإقليم أيضًا.
وأكد بدوى أن “العنصر البشرى هو الركيزة التي نستند عليها لتحقيق أهدافنا، وأنا أؤمن بأهمية ذلك وقيمته، وأهمية استثمار الكفاءات البشرية ودعمها”.
شهد افتتاح المؤتمر تقديمًا من رئيس شركة أبكس العالمية توم ماهر، أوضح فيه أن مؤتمر موك الذي انطلق منذ عام 2000، هو مؤتمر فني يهتم بالتطور المستمر لمستقبل الصناعة البترولية والتقنيات الحديثة وتبادل الخبرات والشراكات الاستراتيجية وجذب الاستثمارات ودعم جهود زيادة الإنتاج ومواجهة التحديات وتحسين التعاون الإقليمي من خلال رؤى قادة الصناعة والخبراء.
اقرأ أيضًا..