يتوقع الخبراء أن يمثّل الهيدروجين الأخضر مستقبل الطاقة خلال العقود القليلة المقبلة، إلّا أنّ توسُّع مشروعاته في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما يزال يواجه تحديات عدّة، أبرزها ضعف البنية التحتية.
وترى الخبيرة بمجلس الطاقة العالمي المهندسة غادة رحال -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن تسريع خطة تحول الطاقة في منطقة الشرق الأوسط مرهون بالقدرة على جذب الاستثمارات وتوافر التقنيات الحديثة.
جاء ذلك على هامش مشاركتها في فعاليات النسخة الثانية من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة، الذي عُقد في المدة من 1 إلى 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024، برعاية جامعة الدول العربية، ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، والمجلس الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (ركري)، وبرعاية إعلامية لمنصة الطاقة.
ويُعدّ مجلس الطاقة العالمي منظمةً تجمع الخبراء وقادة الفكر في قطاع الطاقة من أنحاء العالم كافة، ويقع مقرّه الرئيس في لندن بالمملكة المتحدة.
دعم الطاقة المتجددة
يهدف مجلس الطاقة العالمي إلى تعزيز نظم الطاقة التقليدية ودعم طرق توليد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والوقود الحيوي، وتوفير الطاقة بأسعار معقولة للمستهلكين، وتسهيل الحوارات السياسية للطاقة على المستويين الوطني والإقليمي.
والمجلس معتمد من هيئة الأمم المتحدة بمثابة هيئة عالمية متخصصة في قطاع الطاقة بجميع أشكالها وصورها، ويضم أكثر من 3 آلاف منظمة حكومية وخاصة ومنظمات أكاديمية تابعة لأكثر من 90 دولة.
وأوضحت خبيرة الطاقة المهندسة غادة رحال أن مجلس الطاقة العالمي يتبنّى برنامجًا لإعداد قادة المستقبل في قطاع الطاقة، لافتة إلى أن هذا البرنامج يجمع الخبراء في الصناعة للتعاون معًا في البحث العلمي، وتحليل البيانات والأنشطة التي تدعم خطة تحول الطاقة.
وأشارت إلى أن البرنامج يهدف -أيضًا- إلى مراعاة الجانب الإنساني، ويدرس التكلفة الاجتماعية لتأثير الطاقة في حياة البشر، وإشراك جميع الفئات في عملية تحول الطاقة.
ولفتت إلى أن مجلس الطاقة العالمي يدعم رحلة تحول الطاقة في المستقبل من الأوجه التقنية والتمويلية وآليات جذب الاستثمارات.
غياب المعلومات
أوضحت خبيرة الطاقة أن نقص المعلومات يمثّل أبرز التحديات التي تواجه رحلة تحول الطاقة في الشرق الأوسط ودول الخليج، مشيرة إلى أن إعداد التقارير أو عمل الأبحاث تُعدّ عملية صعبة للغاية في ظل غياب البيانات.
ولفتت إلى أن هذه الدول ليس لديها بيانات واضحة عن كمية الطاقة المولدة، ونسبة مشاركة الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والهيدروجين الأخضر من الطلب على الكهرباء.
وأشارت إلى أن معظم التقارير الدولية لا تركّز على منطقة الشرق الأوسط لعدم توافر البيانات، ولا تتطرق سوى لإنتاج النفط والغاز.
وأكدت أن دول الشرق الأوسط في أمسّ الحاجة إلى التقارير التي يمكنها أن تدعم خطة تحول الطاقة.
استثمارات كبرى
قالت خبيرة الطاقة في مجلس الطاقة العالمي غادة رحال، إن دول الخليج قد خطت خطوات واسعة في تنفيذ خطة تحول الطاقة نتيجة للإستراتيجيات الوطنية التي تدعم تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأضافت -خلال تصريحاتها إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هناك استثمارات كبرى في مجال الهيدروجين الأخضر في السعودية والإمارات؛ نتيجة للتوسع في مشروعات الطاقة الشمسية.
وتابعت أن منطقة الشرق الأوسط لديها مستقبل واعد في تصدير الهيدروجين الأخضر، إلّا أنه ما يزال أمامها طريق طويل لعدم وجود بنية تحتية مؤهلة في الوقت الحالي.
وقالت، إن إنشاء البنية التحتية اللازمة للتصدير تتطلّب استثمارات ضخمة وخبرة تقنية من الصين والولايات المتحدة وأوروبا والدول التي بدأت تعمل على تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر.
كما أوضحت أن مشروعات الهيدروجين الأخضر ما تزال تواجه -كذلك- غياب التشريعات.
وطالبت الحكومات بوضع التشريعات والقوانين التي تمثّل بيئة حاضنة لمشروعات الهيدروجين الأخضر، وجذب الاستثمارات إلى هذا القطاع، وتوعية الشعوب بأهمية التحول نحو الطاقات المستدامة والخضراء لمواجهة أزمة تغير المناخ والحدّ من آثارها الكارثية على العالم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link