ثُلث مستعملي السيارات الكهربائية في ألمانيا يعودون إلى مركبات الوقود

تتزايد حالة عدم اليقين حول مستقبل السيارات الكهربائية في ألمانيا، ليس بسبب إحجام المواطنين عن التحول إليها فحسب، بل لعودة الكثير من مالكيها إلى استعمال المركبات العاملة بالوقود، ولا سيما بعد إلغاء الدعم.

وكشفت دراسة استقصائية، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عن أن نحو 34% من مالكي المركبات الكهربائية في ألمانيا عادوا إلى استعمال سيارات الديزل أو البنزين، في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري (2024).

ويبدو أن المركبات الكهربائية لم تتمكّن من إقناع الكثير من مالكيها بالالتزام بها على المدى الطويل، إذ تظهر البيانات تنامي الاتجاه إلى العودة لاستعمال السيارات العاملة بالوقود الأحفوري.

وبلغ معدل العائدين إلى استعمال السيارات العاملة بالوقود الأحفوري في عام (2021) نحو 14.2%، وزاد إلى 17.5% في عام 2022، ليرتفع إلى 28% في العام الماضي (2023).

معدل انتشار السيارات الكهربائية في ألمانيا

تميل حالة عدم اليقين بين مشتري المركبات الكهربائية إلى الاستمرار في الزيادة، ما يمثّل أخبارًا سيئة بالنسبة إلى صناعة السيارات، التي كانت تركز على التحول إلى السيارات الكهربائية التي تراجعت مبيعاتها، خلال السنوات الأخيرة، ومن غير المرجح انحسار أزمة المبيعات على المدى القصير.

وتستهدف الحكومة الألمانية التحول التام إلى استعمال المركبات الكهربائية بحلول عام 2035، إذ لن يُسمح بعد هذا التاريخ ببيع المركبات التقليدية ذات محركات الديزل أو البنزين، ما يتطلّب زيادة نسبة السيارات الكهربائية في ألمانيا بشكل مطرد.

المركبات الكهربائية

وبعد إلغاء الدعم، بدأت تقل أعداد المتحولين من استعمال المركبات ذات محركات الاحتراق الداخلي إلى المركبات الكهربائية، بالتزامن مع تزايد أعداد العائدين إلى استعمال المركبات العاملة بالوقود، حسبما أورد موقع “فيلت” الناطق بالألمانية.

وبلغت نسبة المتحولين من السيارات العاملة بالوقود إلى نظيرتها الكهربائية نحو 3.6% فقط من المُؤمّن عليها في العام الجاري (2024)، رغم أنها وصلت في الربع الرابع من العام الماضي (2023) إلى 40%.

دراسة لرغبات الشراء

أجرت أكبر شركة تأمين على السيارات الألمانية -شركة هوك كوبورغ (Huk Coburg)- دراسة استقصائية لقياس تفضيلات الشراء لدى المواطنين الألمان.

وقال 29% ممن شملهم الاستطلاع، إنهم لن يختاروا السيارة كهربائية إلا إذا أُجبروا على ذلك قانونًا، قائلين إنهم سيشترون السيارة الكهربائية إذا أصبح القانون يسمح فقط بالمركبات الكهربائية النقية.

بينما يرى 45% ممن شملهم الاستطلاع، أن السيارة الكهربائية لن تكون خيارًا بالنسبة إليهم فحسب، بل إن السيارة ذات محرك الاحتراق ستظل -أيضًا- خيارًا بالنسبة إليهم إذا كانوا بحاجة إلى سيارة جديدة.

ووافق 18% فقط ممن شملهم الاستطلاع على خيار “إنهم لن يفكروا الآن إلا في السيارات الكهربائية عند شراء سيارة جديدة”.

وصنّف 47% المركبات الكهربائية في الاستطلاع بأنها أقل أو غير جيدة على الإطلاق، و46% بأنها جيدة أو جيدة جدًا.

وأظهرت البيانات، أن السيارات الكهربائية تُمثّل متوسطًا وطنيًا يبلغ 2.9% فقط من إجمالي عدد المركبات الألمانية.

وترتفع نسبة مالكي المركبات الكهربائية من أصحاب المنازل إلى 4.1%؛ إذ يتمتعون بميزة القدرة على تركيب صندوق الحائط الخاص بهم، ليكون محطة شحن في المنزل، في حين تنخفض النسبة بالنسبة إلى المستأجرين الذين يفتقرون إلى خيارات الشحن، إذ تبلغ نحو 1.3%.

وفي الوقت الحالي، ما تزال الشكوك تجاه المركبات الكهربائية هي السائدة، إذ قال ثُلث من شملهم الاستطلاع أيضًا إنهم غير مستعدين لدفع المزيد مقابل سيارة كهربائية مقارنة بأخرى تقليدية عاملة بالوقود الأحفوري، إذ غالبًا ما تكون أسعار السيارات الكهربائية أعلى بكثير.

وفي الاستطلاع، أبدى 19% على الأقل استعدادهم لإنفاق ما يصل إلى 10% إضافية على سيارة كهربائية، في حين قال 33% إنهم سيقبلون رسومًا إضافية تزيد على 10%.

خطط إنتاج السيارات الكهربائية

لا يقتصر التراجع الذي تشهده المركبات الكهربائية على ألمانيا فقط، وإنما امتد ليشمل الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.

شحن سيارة كهربائية في المنزل
شحن سيارة كهربائية في المنزل – الصورة من الموقع الإلكتروني لشركة هوندا اليابانية

وخفّضت شركة تويوتا اليابانية خطط إنتاج المركبات الكهربائية لعام 2026 بمقدار الثلث، ومن المتوقع أن ينخفض إنتاجها من 1.5 مليون سيارة مخطط لها في عام 2026، إلى مليون سيارة فقط.

وفي السياق نفسه، تخلّت شركة فولفو كارز السويدية عن هدفها بالتحول إلى المركبات الكهربائية بالكامل بحلول عام 2030، ومن المُتوقع أن تواصل تقديم بعض النماذج الهجينة في مجموعتها.

وقررت شركات أميركية، مثل فورد وجنرال موتور، تأجيل إنتاج نماذج كهربائية جديدة أو إلغاءها.

وشهدت مبيعات المركبات الكهربائية في كوريا الجنوبية انخفاضا حادًا بنسبة 45% في عام 2024؛ ما أثار مخاوف من عودة السيارات ذات محركات الاحتراق والسيارات الهجينة والهيدروجينية إلى الواجهة.

وانخفضت إيرادات شركة تيسلا الفصلية بنسبة 9% في الربع الأول من عام 2024، وهو أكبر انخفاض لشركة صناعة المركبات الكهربائية منذ عام 2012.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Source link

شارك هذا الخبر