تسبّب حريق بطاريات ليثيوم أيون في تدمير محطة إطفاء جديدة بالكامل في ألمانيا بعد اندلاع نيران ضخمة بها تعذرت السيطرة عليها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبدأ الحادث عندما احترقت سيارة تابعة لإدارة الإطفاء في ولاية هيس وسط ألمانيا، كانت تحوي بطاريات الليثيوم أيون المستعمَلة في السيارات الكهربائية، لتمتد النيران منها إلى بقية أجزاء المحطة التي كانت قد افتُتحت قبل أقل من عام.
غير أن وسائل الإعلام المحلية تعمّدت، منذ البداية، إلصاق سبب الحريق الحاصل في محطة الإطفاء بعدم وجود جهاز إنذار في المبنى؛ لعدم جدواه من وجهة نظر الخبراء.
ويَشيع استعمال بطاريات الليثيوم في العديد من التطبيقات التقنية المتطورة بدءًا من السيارات الكهربائية والهواتف الذكية والطائرات المسيرة، مرورًا بالدراجات الإلكترونية وأجهزة الحواسيب المحمولة، وانتهاءً بالعجلات الأحادية الكهربائية وألواح التزلج.
لكن حوادث حرائق بطاريات الليثيوم أيون تظل بقعة سوداء تشوّه المشهد الوردي لتلك التطبيقات؛ لما لها من آثار مدمرة في الممتلكات والبشر.
سارعت وسائل الإعلام المحلية الألمانية إلى الربط بين حادث اشتعال النيران في محطة الإطفاء الألمانية وعدم وجود جهاز إنذار، متجاهلةً حريق بطاريات ليثيوم أيون الذي نتج عنه تدمير المحطة بالكامل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة في وكالة أسوشيتد برس.
وتسبب الحريق الذي شب في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء 17 أكتوبر/تشرين الأول (2024) في محطة إطفاء شتاتالندورف الواقعة بولاية هيسن في تدمير قاعة المعدات وقرابة 12 سيارة طوارئ، من بين أشياء أخرى، وفق وكالة الأنباء الألمانية (دي.بي.إيه).
وتضع التقديرات الأولية حجم الخسائر الناجمة عن حريق بطاريات ليثيوم أيون في محطة إطفاء شتاتالندورف بين 20 مليونًا و24 مليون يورو (21 مليونًا و26 مليون دولار أميركي)، لكن الحادث لم يتسبب في أي خسائر بشرية.
وقال مسؤولون محليون إنه لم تكن هناك أجهزة إنذار في المبنى الذي اندلعت فيه النيران؛ وذلك لانعدام أهميته، من وجهة نظر الخبراء؛ ما دفع العديد من المراقبين إلى الربط بينها وبين الحادث.
واندلع الحريق في سيارة طوارئ تابعة لإدارة الإطفاء كانت تحوي بطاريات ليثيوم أيون، ووصلة كهرباء خارجية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال رئيس رابطة رجال الإطفاء في ولاية هيسن نوربرت فيشر: “في تقديري أن ما حدث سيجعل الكثير من الناس يفكرون ويبادرون، بشأن تحسين متطلبات الحماية من الحرائق في محطات الإطفاء”، في تصريحات أدلى بها إلى “دي.بي.إيه”.
وأوضح فيشر أنه “نظرًا إلى وجود الكثير من التقنيات في محطات الإطفاء، وشحن البطاريات، فإنه من المهم تجهيزها بأجهزة الإنذار”.
وأضاف: “لا يتضح بعد إذا كان بمقدور تلك الأجهزة أن تمنع ما هو أسوأ في محطة إطفاء شتاتالندورف”، مشيرًا إلى أن “هذا الحريق انتشر بسرعة هائلة”.
تُعزى حرائق بطاريات الليثيوم أيون، في المقام الأول، إلى الارتفاع في درجة حرارة خلية واحدة فقط من البطارية (نتيجة التلف أو التصميم المَعيب أو حتى استعمال شواحن رديئة الجودة)؛ ما يؤدي إلى حصول التأثير التراكمي، أو ما يسميه البعض “الهروب الحراري” (Thermal Runaway)، يندلع معه حريق خلال ثوانٍ معدودة، يمكن أن تصل درجة حرارته إلى 600 درجة مئوية.
وقد ينتُج عن ظاهرة الهروب الحراري المؤدية إلى حرائق بطاريات الليثيوم أيون، خطورة عالية حال حصولها؛ نظرًا إلى أن ارتفاع درجة حرارة البطارية لمستوى كبير يكون عادةً مقترنًا بانبعاث غازات سامة ودخان كثيف.
وقد تؤدي الغازات المنبعثة إلى حصول انفجار إذا كانت في محيط مساحة مغلقة، وقد تنتهي ظاهرة الهروب الحراري بحريق تتعذر السيطرة عليه خلال وقت قصير.
وتتجاوز حرائق بطاريات الليثيوم أيون نظيراتها في سيارات البنزين والديزل من حيث الشدة والخطورة؛ إذ تصعب السيطرة عليها، وقد تستمر لساعات طويلة، كما أن الخسائر الناتجة عنها عادة ما تكون جسيمة، وفق بيانات التصنيع التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويوضح الفيديو التالي جوانب من حريق محطة إطفاء شتاتالندورف:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..