يبدو أن استئناف صادرات النفط الليبي إلى أوروبا لن يمرّ مرور الكرام، إذ أثبتت الأزمة السياسية الأخيرة أن وقف الشحنات وعودتها يؤثّر بالأسعار وخريطة الإمدادات.
ويرى محللون وتجّار أن عودة الصادرات أدت إلى فائض بالمعروض، مع توقعات بفرض خصومات كبيرة على أسعار النفط الليبي أسوة بالخامات الأخرى.
وتعافت الصادرات الليبية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري (2024) من أكبر انخفاض في 4 سنوات خلال سبتمبر/أيلول السابق، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وتوقَّف إنتاج وصادرات النفط الليبي على خلفية أزمة بين الفصائل السياسية بشأن إقالة محافظ البنك المركزي الصديق الكبير في 18 أغسطس/آب، ثم انتهت بتعيين ناجي عيسى.
وليبيا العضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك هي صاحبة أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في أفريقيا، كما أنها أكبر دول القارة السمراء تصديرًا للخام.
صادرات النفط الليبي في أكتوبر
تعافت صادرات النفط الليبي بعد استئناف ضخ الخام في 3 أكتوبر/تشرين الأول، لتتفوق على مستويات ما قبل أزمة البنك المركزي إلى 1.3 مليون برميل يوميًا في 13 من الشهر نفسه.
ومن المتوقع أن ترتفع الصادرات خلال الشهر الجاري إلى أكثر من 600 ألف برميل يوميًا.
وسجّل إنتاج النفط الليبي إضافة 24 ألف برميل بعد إعادة تشغيل آبار منها البئر “إيه 28” في حقل أبو الطفل الذي تديره شركة مليتة.
كما أنهت شركة أكاكوس حفر البئرين “إيه-41-إتش” و”إيه-44″ بطاقة إنتاجية إجمالية 7 ألاف برميل يوميًا، داخل في حقل الشرارة (أكبر حقل نفط في ليبيا).
وانخفضت الصادرات في سبتمبر/أيلول إلى نحو 550 ألف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى في 4 سنوات، ويعادل نصف متوسط الصادرات خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب، وفق وكالة رويترز.
كما قادت ليبيا تراجع إنتاج دول تحالف أوبك+ خلال الشهر التاسع؛ إذا انخفض إنتاج النفط الخام بمقدار 410 آلاف برميل يوميًا خلال إلى 540 ألف برميل يوميًا، نتيجة لأزمة إغلاق الحقول والمواني النفطية.
صادرات النفط الليبي إلى أوروبا
أدى التعافي إلى فائض بالمعروض في أوروبا التي شهدت انهيار الشحنات الليبية من الواردات لأدنى مستوى منذ 2020.
كما تأتي العودة القوية لصادرات النفط الليبي في وقت تخضع فيه المصافي الأوروبية لعمليات صيانة، وأُغلَق العديد منها في بلدان البحر المتوسط وشمال غرب أوروبا أبوابها، جزئيًا أو كليًا.
وكشف أحد التجّار أن مؤسسة النفط الوطنية الليبية خصصت شحنات بمواعيد تسليم قريبة للغاية لمصافي التكرير.
وبحسب المسؤول نفسه، تحركت المصافي بسبب الأزمة للبحث عن شحنات بديلة بافتراض طول أمد الأزمة، لكن تاجرًا آخر قال، إن أوروبا ستواصل الشراء من ليبيا، لكنها ستطالب بخصومات كبيرة على الأسعار الحالية.
وإيطاليا هي أكبر مستورد للنفط الليبي، واستحوذت على ثلث الصادرات في العام الماضي (2023)، وجاءت إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليونان في المراكز التالية على الترتيب، وفي 2020، استقبلت أوروبا نحو 63% من صادرات النفط الليبي.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج ليبيا من النفط حتى يوليو/تموز 2024:
درجات الخام الأخرى
دفع فائض المعروض وإغلاق المصافي الأوروبية إلى خفض أسعار درجات الخام المختلفة في وقت اشتدت فيه حدة المنافسة فيما بينها.
وانخفضت العلاوة السعرية للخام الأذربيجاني الخفيف فوق خام برنت المرجعي إلى 1.55 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ شهر أبريل/نيسان.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024 بمقدار 14 سنتًا إلى 74.39 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:10 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:10 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة).
وخلال أول 11 يومًا من أكتوبر/تشرين الأول، تراجعت فروق الأسعار بين مزيج اتحاد بحر قزوين “سي بي سي” (CPC) ومزيج الصحراء الجزائري والسدر الليبي.
كما تراجع سعر الخام في غرب أفريقيا، وعُرِض خام بوني الخفيف النيجيري في الأسبوع الماضي بعلاوة دولار واحد للبرميل فوق خام برنت، كما سُعِّر بأقل من ذلك، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي هذا الصدد، تتوقع محللة شؤون الطاقة في شركة “إف جي إي” صوفيا بريبلودناجا أن تشهد أسعار خامات البحر المتوسط مزيدًا من الانخفاض بسبب استئناف الإنتاج الكامل من حقل كاشاغان في قازاخستان.
ويعدّ كاشاغان ثاني أكبر حقل يغذّي مزيج اتحاد أنابيب بحر قزوين سي بي سي، ويصل إنتاجه إلى 400 ألف برميل يوميًا، وبدأت أعمال الصيانة في 3 أكتوبر/تشرين الأول، وستنتهي في 10 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link