مرافق الكهرباء الأميركية ما زالت متمسكة بالفحم والغاز (تقرير)

رصدت منظمة سيرا كلوب المعنية بشؤون حماية البيئة (Sierra Club) نتائج محبطة لوتيرة تخلّي مرافق الكهرباء الأميركية عن الإنتاج باستعمال الفحم والغاز الطبيعي والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وبعنوان “الحقيقة القذرة”، وجد أحدث تقارير المنظمة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًا لها، أن معظم 75 مرفقًا لتوليد الكهرباء يتحرك ببطء لتحقيق التزاماتها البيئية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ووضعت إدارة الرئيس جو بايدن هدف التخلي عن الوقود الأحفوري وتوليد 100% من الكهرباء من مصادر خالية من الكربون بحلول عام 2035، وصولًا لتحقيق الحياد الكربوني في 2050.

وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة إلى أن 60% من إنتاج مرافق الكهرباء الأميركية في العام الماضي (2023) كانت من مصادر أحفورية في مقابل 21% للمصادر المتجددة و19% للطاقة النووية.

وأسهم قطاع الكهرباء بـ25% من انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة خلال عام 2022؛ ما جعله ثاني أكبر مصادر الانبعاثات بعد قطاع النقل.

تحول مرافق الكهرباء الأميركية

في دراستها، حللت منظمة سيرا كلوب 75 من الشركات المسؤولة عن توليد الكهرباء من الفحم والغاز في أميركا.

وارتكز التقييم على 3 معايير، هي: خطط خروج محطات الفحم من الخدمة بحلول 2030، وبناء محطات تعمل بالغاز حتى 2035، وبناء محطات طاقة شمسية ورياح حتى 2035.

وحصل معظم المرافق على الدرجة “د” عبر إحراز 29 نقطة فقط من أصل 100 هي مجموع نقاط تقييم التحول لمصادر أنظف، وفق نص الدراسة التي اطّلعت على تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة.

وقفة لمنظمة سيرا كلوب تدعم التحول الكامل إلى الطاقة النظيفة – الصورة من حسابها في منصة إكس

كما فشلت المرافق التي ألزمت نفسها بتعهدات بيئية في تحويلها إلى خطط قابلة للتنفيذ، وحصل 51% منها على الدرجة “د” أو “هـ”، باستثناء 6 شركات حصلت على الدرجة الأولى “أ”.

واتهمت المنظمة مرافق الكهرباء الأميركية بالغسل الأخضر، بسبب أهدافها البيئية التي لم تتحقق بعد.

ويُعرَف الغسل الأخضر بأنه تضليل المستهلكين بأن المنتج صديق للبيئة، وهو في الحقيقة ليس كذلك، من خلال تقديم ادّعاءات كاذبة حول طريقة التصنيع، والمواد المستعملة ودورها في مكافحة تغيّر المناخ، وفق قاعدة مصطلحات منصة الطاقة المتخصصة.

ولفت التقرير إلى أن المرافق رفعت تقييمها بمقدار 12 نقطة منذ إصدار أول تقارير “سيرا كلوب” قبل 4 سنوات.

ومنذ عام 2021، تحسّن تقييم ثلثي المرافق التي خضعت لتحليلات المنظمة، لكن الثلث المتبقي توزّع بين مرافق “لم تُحرز تقدمًا”، وأخرى تراجع تقييمها في التقرير الأخير.

نتائج محبطة

لم يلتزم سوى 10 من بين 50 مرفقّا هي الأكثر اعتمادًا على توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري بتقليل الانبعاثات بنسبة 80% بحلول 2030، كما لم يلتزم سوى 30% فقط منها بخروج محطات الفحم من الخدمة بحلول عام 2030.

ولا تخطط المرافق إلّا لإحلال محطات الطاقة المتجددة بنسبة 52% من مُجمل محطات الوقود الأحفوري بحلول 2035، كما تخطط لبناء محطات جديدة تعمل بحرق الغاز بقدرة 93 غيغاواط بحلول 2035.

وبالأساس، تخطط المرافق التي شملها التقرير لخروج محطات فحم بقدرة 58 غيغاواط من أصل 148 غيغاواط بحلول 2030، وبناء محطات طاقة متجددة قادرة على إنتاج 626 مليون ميغاواط/ساعة.

أدخنة تتصاعد من إحدى محطات الفحم – الصورة من موقع منظمة سيرا كلوب

توصيات مهمة

فشلَ معظم مرافق الكهرباء الأميركية في تصحيح نتائج التقييم الأول لسيرا كلوب في 2021، بدلًا من إحراز تقدُّم إيجابي للإسهام في حل أزمة المناخ.

وكان التقييم يستهدف وقف بناء محطات الغاز والتخلّي عن الفحم، لكن التقرير الأخير كشف نتائج مغايرة و”إضاعة للوقت”، خاصة عندما يصبح تحول الطاقة أكثر إلحاحًا.

وبناءً على ذلك، دعت المنظمة إلى تسريع وتيرة التحول عن الوقود الأحفوري، وخاصة في ظل الدعم الشعبي والحكومي والتخطيط الواقعي لعدد من مرفق الكهرباء الأميركية.

وفي هذا الصدد، قدّم التحليل 6 توصيات للمساعدة في تحقيق التحول المنشود، وجاءت كالتالي:

  • وضع نماذج صارمة لموارد توليد الكهرباء ونقلها.
  • وضع نموذج دقيق لخيارات الطاقة المتجددة المتوافرة، وإدراج مخاطر بناء محطات وقود أحفوري جديدة.
  • إدراج الحوافز الفيدرالية المتاحة بموجب قانون خفض التضخم في تخطيط الموارد.
  • زيادة الشفافية في التخطيط.
  • استعمال طلبات تقديم العروض الشاملة لكل المصادر عند بناء محطات جديدة.
  • تعظيم نقاط الربط البينية والعمل مع الحكومات والمجتمعات لدفع الطاقة المتجددة قدمًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

Source link
شارك هذا الخبر