تتسارع وتيرة مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة عالميًا خلال الشهور الـ12 الأخيرة، في ظل التوجه المتنامي للدول نحو التحول الأخضر، اتساقًا مع بنود اتفاقية باريس للمناخ 2015.
وتزدهر مشروعات الرياح البحرية العائمة التي هيمنت عليها بلدان أوروبية، على الرغم من استمرار عقبة التكاليف، إذ أدت تحديات الاقتصاد الكلي -مثل التضخم وزيادة تكاليف رأس المال- إلى جعل الرياح العائمة أكثر تكلفة، إلى جانب قيود سلسلة الإمدادات.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قد تضيف تركيبات طاقة الرياح البحرية العائمة على مستوى العالم 8.5 غيغاواط بنهاية العقد الحالي (2030)، ما يمثّل تعديلًا هبوطيًا بنسبة 22% قياسًا بالتقديرات السابقة.
وخلال العام الماضي (2023)، لامست التركيبات السنوية الجديدة لطاقة الرياح البحرية العائمة 48 ميغاواط فقط، مع توقعات ارتفاعها إلى 72 ميغاواط عام 2024.
نمَت مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة العالمية خلال الشهور الـ12 الماضية من 244 غيغاواط إلى 266 غيغاواط، صعودًا بنسبة 9%، وفق تقرير صادر عن جمعية التجارة الخضراء رينيوابل يو كيه (RenewableUK) ومقرّها المملكة المتحدة.
وزاد عدد مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة العالمية خلال المدة المذكورة من 285 لتصل إلى 316، واشتملت على مشروعات في مراحل مختلفة، سواءً في مرحلة التشغيل الكامل، أو قيد البناء أو حاصلة على تراخيص، أو مشروعات في مرحلة التخطيط، وأخرى ما تزال في مراحل التطوير الأولى.
ووضعت الدراسة سعة مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة العالمية التي دخلت حيز التشغيل الكامل -حتى الآن- عند 245 ميغاواط، عبر 15 مشروعًا في 7 دول.
واستأثرت النرويج بنصيب الأسد من السعة المذكورة، مسجلةً 94 ميغاواط في 3 مشروعات، تلتها المملكة المتحدة في المركز الثاني بواقع 78 ميغاواط في مشروعين، ثم الصين في المركز الثالث، ولديها سعة 40 ميغاواط عبر 5 مشروعات.
وفي المركز الرابع حلّت البرتغال بسعة قوامها 25 ميغاواط عبر مشروع واحد، وأخيرًا اليابان في المركز الخامس بسعة قدرها 5 ميغاواط في مشروعين.
على الصعيد العالمي ما تزال هناك 4 مشروعات سعة 102 ميغاواط، قيد البناء، في حين حصل إجمالي 22 من مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة سعة 7.3 غيغاواط على التراخيص اللازمة للبناء، أو حتى ما تزال في مرحلة ما قبل التخطيط.
إلى جانب ذلك، هناك 15 من مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة سعة 21.6 غيغاواط ما تزال في مرحلة التخطيط، إلى جانب مشروعات سعة 184 غيغاواط في مرحلة التطوير الأولى، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من أن إيطاليا لديها أكبر حزمة من مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة عالميًا، مستحوذةً على 16% من الإجمالي العالمي البالغة سعته 41.3 غيغاواط، ما يزال معظم تلك المشروعات في مراحل التطوير الأولى.
وتحلّ الولايات المتحدة ثانيًا في قائمة أكثر البلدان تنفيذًا لمشروعات رياح بحرية عائمة بنسبة 13%، بسعة قوامها 35.3 غيغاواط، معظمها في مراحل التطوير الأولى.
وفي المركز الـ3 تظهر المملكة المتحدة بنسبة 12%، وسعة قدرها 331.1 غيغاواط، تليها إسبانيا في المركز الرابع بنسبة 9%، وسعة تلامس 24.7 غيغاواط من تلك المشروعات، ثم السويد في المركز الـ5 بنسبة 7%، وسعة مشروعات تبلغ 18.2 غيغاواط.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات نمو قدرة طاقة الرياح البحرية العائمة سنويًا خلال 10 سنوات:
وفق جمعية التجارة الخضراء رينيوابول يو كيه فإن سعة طاقة الرياح البحرية العائمة العالمية المعلَن تطويرها -حتى الآن- في المياه الأوروبية تصل إلى 62%، أو ما يعادل سعة 165 غيغاواط.
وتتركز 12% (33.1 غيغاواط) من محفظة طاقة الرياح البحرية العائمة العالمية في المملكة المتحدة، توجد ثلاثة أرباعها (24.8 غيغاواط) في المياه الإسكتلندية.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية رينيوابول يو كيه دان ماكجغريل: “من المهم أن نرى المملكة المتحدة وهي تحافظ على مكانتها العالمية الرائدة في صناعة الرياح البحرية العائمة، غير أنها توجد في سوق عالمية شديدة التنافسية؛ ولذا يتعيّن علينا أن نعمل أكثر مع الحكومة لضمان تعزيز سعة هذا المصدر النظيف للطاقة، التي نطرحها في كل مزاد سنوي من الآن فصاعدًا؛ وذلك للمحافظة على ميزتنا التنافسية”.
وأضاف ماكجغريل: “سيمكّننا هذا من بناء سلسلة إمدادات عالمية، وتحقيق اقتصادات النطاق التي نحتاج إليها لخفض التكاليف بأسرع وقت ممكن”، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
بدءًا من عام 2029 فصاعدًا، من المخطط أن تدخل مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة مرحلة التسويق التجاري بصورة كاملة، وأن تصبح ذات جدوى اقتصادية، وفق التقرير السنوي الصادر عن مجلس الرياح العالمي.
وتوقع التقرير تركيب 8% فقط (2.5 غيغاواط) من إجمالي الإضافات المتوقعة في قدرات طاقة الرياح البحرية العائمة البالغة 31 غيغاواط خلال النصف الأول من السنوات الـ10 المقبلة (من 2024 إلى 2028).
ويعني هذا أن 92% من تركيبات قدرة طاقة الرياح البحرية العائمة الجديدة، ما يمثّل 28.5 غيغاواط، ستدخل حيز التشغيل في السنوات الـ5 الأخيرة من مدة التوقعات (من 2029 إلى 2033).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..