أعلنت شركة صينية تشغيل أكبر توربين رياح برية في العالم بسعة 15 ميغاواط، وفق تحديثات قطاع الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأعلنت شركة ساني للطاقة المتجددة (SANY Renewable Energy)، وهي جزء من شركة ساني الصينية لتصنيع المعدات الثقيلة (SANY)، تشغيل التوربين في مصنع بمقاطعة جيلين الصينية.
وأكدت أن التوربين -الذي يبلغ عمر تصميمه من 25 إلى 30 عامًا- هو نموذج أولي، وسيخضع لاختبارات لمدّة عام للتحقق من موثوقيته.
وقالت ساني: “هذا الإنجاز الرائع سجّل رقمين قياسيين عالميين جديدين لأكبر سعة وحدة واحدة، وأكبر قُطر دوار لتوربينات الرياح البرية”.
مواصفات أكبر توربين رياح برية في العالم
وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن التوربين من طراز إس-270150 هو أكبر توربين رياح برية من حيث سعة الوحدة الفردية، ويتميز بأكبر قُطر دوار من أي توربين بري جرى تركيبه عالميًا حتى الآن.
ويتميّز النظام بقطر دوار يبلغ 885 قدمًا (270 مترًا) وشفرات تمتد 430 قدمًا (131 مترًا)؛ ما تنتج عنه مساحة مسح قصوى تبلغ 616 ألفًا و159 قدمًا مربعًا (57 ألفًا و256 مترًا مربعًا).
وبفضل هذه القدرة الهائلة، يُمكن لوحدة واحدة توليد ما يكفي من الكهرباء لتزويد 160 ألف أسرة بالكهرباء لمدّة عام كامل، بحسب ما جاء في بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويتميز الطراز إس-270150 بتصميم خفيف الوزن وتقنيات ذكية متقدمة لتقليل الحمل؛ ما يساعد في تقليل الحمل الإجمالي مع تبسيط النقل البري لمسافات طويلة.
وقالت شركة ساني: “سيخضع النموذج الأولي لتوربينات الرياح بقوة 15 ميغاواط الآن لأكثر من عام من الاختبارات التشغيلية في مزرعة رياح تجريبية، للتحقق بدقة من موثوقية مكوناته والنظام الكامل، في ظل ظروف العالم الحقيقي”.
تطوير تقنية توربينات الرياح
في يناير/كانون الثاني 2024، أفاد مسؤولو شركة ساني بأن أول شفرة بطول 430 قدمًا (131 مترًا) لتوربينات الرياح الخاصة بها أُنتجت في منطقة بايانور الصناعية الذكية.
ومع زيادة طول الشفرة، تزداد -أيضًا- متطلبات الصلابة والقوة الأكبر لمنع مشكلات، مثل التوقف والاهتزاز المُعتاد، وحتى كسر الشفرة.
ولمعالجة هذه المخاوف، طوّرت “ساني” تصميمًا ديناميكيًا هوائيًا محسنًا لشفرة توربينات الرياح “إس واي 1310 إيه”، يتميز بسمك كبير وحافة خلفية حادة؛ ما يعزز السُّمك المطلق الإجمالي للشفرة، ويحسّن سلامتها الهيكلية، وفق ما نقلته منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ” (Interesting Engineering).
وبحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، دمجت شركة “ساني” العديد من التقنيات المتطورة في إنتاج الشفرات؛ لتحل هذه التطورات محل التصنيع اليدوي بعمليات ذكية وآلية، ما يزيد من الإنتاجية من خلال الإنتاج الذكي الرقمي.
ولتحسين قابلية إعادة تدوير الشفرات الطويلة للغاية وزيادة الاستدامة، ضمّت الشركة الصينية مكونات هيكلية من البولي يوريثين القابلة لإعادة التدوير.
ومن خلال دمج هذه التقنيات الجديدة، تأمل “ساني” في تطوير تقنية توربينات الرياح، من خلال إنشاء شفرات أقوى وأكثر مرونة، وتعزيز الاستدامة، وكفاءة عملية الإنتاج.
إنتاج توربينات الرياح الصينية في أوروبا
في سياقٍ آخر، قال المدير الإداري لشركة ساني للطاقة المتجددة في أوروبا، باولو فرناندو سواريس، إن الشركة تستعد لبدء الإنتاج في أوروبا بحلول عام 2026، وتجري محادثات متقدمة مع عملاء أوروبيين محتملين.
وقال سواريس خلال مشاركته في معرض هامبورغ لطاقة الرياح: “قلّصنا عدد المواقع المحتملة إلى 3؛ ألمانيا واحد منها، وإسبانيا -أيضًا- خيار مطروح”.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يتوقع سواريس الانتهاء من أول طلب أوروبي بحلول نهاية عام 2024 الجاري، مضيفًا أن التوربينات ستُشحن من الصين بالنسبة إلى الطلبات الأولية، في حين ستقدم الشركة خدماتها من خلال شركاء في أوروبا ومركز خدماتها في ألمانيا.
وخضع دور الصين في قطاع الطاقة المتجددة في أوروبا للتدقيق خلال العام الجاري (2024)، مع بدء الاتحاد الأوروبي في أبريل/نيسان تحقيقًا في الإعانات التي تتلقاها شركات تصنيع التوربينات الصينية مع سعي أوروبا إلى حماية صناعتها.
ولذلك، أقرّ سواريس بتعقيد البيئة التنظيمية في أوروبا، ووصفها بأنها “خليط من التصاريح واللوائح والمتطلبات”، مشددًا على أن أوروبا ستكافح من أجل تحقيق أهدافها الطموحة للمشروعات الجديدة المتجددة دون التقنيات الصينية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وقال: “دون الصين، لا يوجد انتقال للطاقة في أوروبا.. واليوم، لا يُمكن للمصنعين الأوروبيين بناء توربينات دون مكونات صينية”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link