كشف مسؤول كبير في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة “كيبك KIPIC” النقاب عن آخر تطورات مشروع تطوير مجمع الزور العملاق.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) في شهر سبتمبر/أيلول الماضي (2024) أنباء عن إرجاء خطط التطوير لأجل غير مسمى بعد الإعلان في يونيو/حزيران لمَساعٍ لجمع تمويلات.
ونفى نائب الرئيس التنفيذي لعمليات مصفاة الزور علي محمد العجمي تلك الأنباء، مؤكدًا أن قطاع التكرير يخضع لتحولات عميقة، على رأسها الاندماج بين “كيبك” وشركة البترول الوطنية الكويتية (KNPC).
ويضم المجمع مصفاة الزور، وهي أكبر مصفاة نفط في الشرق الأوسط، وإحدى أكبر المصافي في العالم، ودخلت حيز التشغيل الكامل رسميًا في مايو/أيار من العام الجاري (2024)، كما يضم أكبر مشروع تخزين وإعادة تغويز يعمل بالطاقة النظيفة، وثانية أكبر محطات استيراد للغاز المسال في العالم.
وتتولى كيبك التابعة لمؤسسة البترول الكويتية، المملوكة للدولة، تشغيل وإدارة مجمع الزور الذي سيصبح بعد اكتمال تطويره أحد أكبر منتجي مشتقات النفط والبتروكيماويات ومستوردي الغاز المسال بالخليج والمنطقة.
مجمع الزور الكويتي
سلّط نائب الرئيس التنفيذي لعمليات مصفاة الزور في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة “كيبك” (KIPIC)، علي محمد العجمي، الضوء على رؤية مؤسسة البترول ليكون مجمع الزور منافسًا على الساحة الدولية.
ومحليًا، يؤدي المجمع دورًا مهمًا بتلبية الطلب المحلي في ضوء خطط تحويل محطات الكهرباء لرفع حصة الغاز من 40% حاليًا، بالإضافة لتشغيل محطات جديدة تعمل بالغاز، وفق ما جاء في مقابلة اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة مع منصة “ذا إنرجي يير” (the energy year).
وفي هذا السياق، لفت العجمي إلى إستراتيجية “رؤية الكويت 2035” التي تستهدف تحويل البلاد لمركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي، إذ تسعى مؤسسة البترول إلى توسعة المجمع عبر إضافة منشأة إنتاج البتروكيماويات وزيادة قدرات التكرير.
وبالفعل، قال، إن المشروع لا ينتظر سوى صدور الموافقات التمويلية، إذ يجري تقييم المراحل المختلفة ووضع جدول زمني بعد إبرام معظم عقود التصميم الهندسي للواجهات الأمامية (FEED) وإتمام الدراسات الفنية وأعمال التحقق الاقتصادية.
وسيُطور مشروع مجمع الكيماويات (PRIZe) باستثمارات 9 مليارات دولار، وسيؤدي لزيادة إنتاج البولي بروبيلين بمقدار 10 أضعاف والعطريات ضعفين،
وفور إكمال مشروع البتروكيماويات، سيصبح مجمع الزور أحد أكبر المنتجين في الخليج العربي وأحد الأصول المرجعية في المنطقة كلها، بحسب العجمي.
توسعة مصفاة الزور
قال نائب الرئيس التنفيذي لعمليات مصفاة الزور في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة “كيبك KIPIC” علي محمد العجمي، إن مؤسسة البترول تستهدف رفع طاقة التكرير إلى 1.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025 المقبل، وبصورة رئيسة من مصفاة الزور التي تُسهم بـ615 ألف برميل يوميًا حاليًا.
وتوجد مصفاتان أُخريان، وهما ميناء عبد الله والأحمدي بقدرة 800 ألف برميل يوميًا، وستخضعان لخطط توسعة أيضًا.
لكن الحصة الكبرى ستكون من مصفاة الزور؛ كونها تتميز بتصميم ومرافق بنية أساسية وشبكة أنابيب تسمح بزيادة طاقتها الإنتاجية بنسبة 20% إضافية، وهو ما أُطلق عليه مشروع (CREEP).
وعند إتمام المشروع، سيتجاوز إنتاج المصفاة 700 ألف برميل يوميًا بسهولة دون إدخال تعديلات كبيرة.
ومن المتوقع بدء أعمال التنفيذ في العام المقبل (2025)، على أن يدخل حيز التشغيل في بداية العام التالي.
وصُمّمت مصفاة الزور لتكرير خام التصدير الكويتي والخامات المتوسطة والثقيلة من حقل جنوب الرتقة.
ونجحت المصفاة بتزويد كل محطات الكهرباء في الكويت بزيت الوقود منخفض الكبريت منذ نوفمبر/تشرين الثاني (2023).
وبذلك تُسهم المصفاة في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات بسبب وقف الاعتماد على زيت الوقود الثقيل الملوث، وكذلك توفير الموارد. بحسب العجمي.
تحديات التصدير
قال علي محمد العجمي، إن حجم الطلب على البتروكيماويات، والتحديات الفنية المرتبطة بمعالجة المزيد من الخامات الثقيلة، ستؤثّر في خطط توسعة مجمع الزور.
وسيؤدي التحول إلى إنتاج زيت الوفود منخفض الكربون على وحدات التكسير التحفيزي بمصفاة الزور للوفاء بالمعايير المشددة للمعالجة؛ ما سيؤدي إلى زيادة متطلبات الصيانة والتوقف لإجراء الصيانة الدورية الشاملة، كما أن المصفاة ما زالت في طور التكيف مع جودة الخام الثقيل، وتعمل على تحسينه.
وأكد العجمي ارتفاع هوامش الأرباح وارتفاع الطلب على الإنتاج، لكن الإضافة الرئيسة للقيمة ستكون الوصول للمستويات المطلوبة من إنتاج وجودة من زيت الوقود منخفض الكبريت.
ويُصَدَّر حاليًا معظم إنتاج مصفاة الزور من زيت الوقود منخفض الكبريت إلى الفجيرة أو إلى آسيا وشركات النفط العالمية.
كما يُصدّر الديزل الذي يحتوي على نسبة منخفضة للغاية من الكبريت ووقود الطائرات “الكيروسين” إلى السوق الأوروبية، والنافثا وزيت الوقود منخفض الكبريت إلى الصين وسنغافورة والخليج.
وبدأ تصدير الديزل -أيضًا- إلى هولندا، والكيروسين إلى مصافي المملكة المتحدة، كما تتطلع الكويت للتصدير إلى الأسواق الأميركية والألمانية، بعد الوفاء بمتطلباتها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link