يتزامن ارتفاع تسليم ناقلات الغاز المسال الجديدة مع استمرار ارتفاع إنتاجه عالميًا، وسط توقعات بالحفاظ على أسعار الشحن.
وقد تؤدي مشروعات التسييل الجديدة والتسليم السريع للناقلات إلى إعادة تشكيل أنماط الطلب العالمي، ما يؤثّر في أسعار الشحن ومرونة تجارة الغاز المسال هذا الشتاء، وفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، من المرتقب أن يستمر إنتاج الغاز المسال العالمي في مساره التصاعدي حتى شتاء 2024-2025، مدفوعًا بقدرة التسييل الجديدة في حوض الأطلسي.
ويترافق هذا الارتفاع في الإنتاج بزيادة في تسليم ناقلات الغاز المسال الجديدة، ما يضيف تعقيدًا إلى معادلة العرض والطلب في شحن الغاز المسال العالمي، وفقًا لتقرير “أرغوس غلوبال إل إن جي 2024 بريفيو”.
وفقًا لتقديرات، قد يرتفع إنتاج الغاز المسال عالميًا بمقدار 5.3 مليون طن بين أكتوبر/تشرين الأول 2024 ومارس/آذار 2025 مقارنة بالعام السابق.
ويأتي جزء كبير من هذه الزيادة من محطات التسييل الجديدة في ساحل الخليج الأميركي، مثل بلاكماينز إل إن جي وكوربوس ستيج 3.
ومن المتوقع أن تدعم هذه المشروعات الجديدة العرض، خصوصًا خلال النصف الأخير من الشتاء، موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media، المتخصص بأخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التوسع في الإنتاج يحدث جنبًا إلى جنب مع زيادة في أسطول ناقلات الغاز المسال، ما قد يخفف الضغوط التصاعدية على أسعار الشحن.
يتوقع تقرير “أرغوس غلوبال إل إن جي 2024 بريفيو” الصادر عن وكالة أرغوس ميديا Argus Media تسليم 44 ناقلة غاز طبيعي مسال جديدة بين الربع الرابع من عام 2024 والربع الأول من عام 2025.
ويتجاوز هذا الرقم، بكثير، العدد الذي سُلِّمَ خلال المدة نفسها من العام السابق.
ويشير هذا التوسع السريع في الأسطول، إلى جانب الحدّ الأدنى من التخلص من السفن القديمة، إلى أن سعة الشحن قد تتجاوز زيادات الإنتاج.
يستمر الأسطول العالمي لناقلات الغاز المسال في التوسع بسرعة أكبر من سعة التسييل، ما يحافظ على أسعار الشحن تحت السيطرة.
وتُعدّ الآثار المترتبة على نمو الأسطول هذا مزدوجة، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أولًا، قد يؤدي توافر المزيد من السفن إلى تيسير مرونة أكبر في تجارة الغاز المسال العالمية، ما يسمح للمنتجين والمشترين بالاستجابة بكفاءة أكبر للطلب المتقلب عبر المناطق.
على سبيل المثال، قد تشهد أوروبا، التي تدخل شتاءها الثالث بمستويات تخزين عالية للغاز، زيادة في واردات الغاز المسال إذا أدى الطقس البارد إلى زيادة طلب القطاع السكني.
ثانيًا، قد تنشأ المنافسة المتزايدة على الشحنات الفورية الهامشية بين المشترين الأوروبيين والآسيويين، خصوصًا إذا شهدت أحواض الأطلسي والمحيط الهادئ ارتفاعات في الطلب في وقت واحد.
إلى جانب العدد الهائل من السفن الجديدة التي تدخل الخدمة، يمكن أن يؤدي هذا إلى تخفيف أسعار الشحن، ما قد يقلل من الربح لشركات الشحن.
على الرغم من أن ارتفاع إنتاج الغاز المسال العالمي من شأنه أن يتسبب في زيادة نشاط الشحن، فإن العرض الزائد لناقلات الغاز المسال قد يفوق هذا الطلب، خصوصًا خلال النصف الأول من الشتاء عندما يُتوقع عدد أقل من عمليات التحميل.
وأشار التقرير الصادر عن وكالة أرغوس ميديا إلى أن “مدة ذروة الطلب على الشحن هذا الشتاء قد تنتقل إلى النصف الثاني من الشتاء من مكانها التقليدي في النصف الأول”.
وقد يعزى هذا التأخير في الطلب إلى عوامل مثل الحدّ الأدنى من التخزين العائم والزيادة التدريجية في سعة التسييل الجديدة.
ويرجّح المحللون أن يؤثّر النمو المتوقع في الإنتاج وتوسّع الأسطول في تدفقات الغاز المسال بين الأحواض.
ونظرًا لأن حوض الأطلسي يشكّل جزءًا كبيرًا من الإمدادات الجديدة، فإن القدرة على نقل الغاز المسال بين المناطق سوف تعتمد على أسعار الشحن وتوافر السفن.
ورغم نجاح المشترين الأوروبيين في بناء مستويات قياسية من المخزون، فقد يترددون في التراجع عن التخزين بكثافة، خصوصًا في وسط وشرق أوروبا، حيث قد يؤدي توقّف تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى تفاقم المخاوف بشأن العرض.
وقد يؤدي هذا إلى زيادة الطلب على واردات الغاز المسال الإضافية، ما يزيد من المنافسة مع الأسواق الآسيوية التي من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا في الطلب، خصوصًا من الصين وكوريا الجنوبية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..