الطاقة المتجددة في أستراليا تفقد مزرعة رياح بقدرة 476 ميغاواط

تخسر مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا مشروعًا جديدًا، في ضوء انسحاب شركة رينيوابل إنرجي سوليشوشنز البريطانية (RES) من تطوير مزرعة رياح بقدرة إجمالية 476 ميغاواط؛ ما يهدد خطط تحول الطاقة وتحقيق أهداف الحياد الكربوني في البلاد.

ووفقًا للمعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أرجعت الشركة -التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها، والمعروفة اختصارًا بـ(آر إي إس RES)- سبب الانسحاب إلى المتطلبات الاقتصادية والتخطيطية المتغيرة بشأن المشروع.

وكان مشروع مزرعة رياح (بارنيز ريف Barneys Reef) المستهدف يخضع لمرحلة التقييم البيئي من قبل ولاية نيو ساوث ويلز، قبل انسحاب الشركة من عمليات التخطيط خلال شهر أغسطس/آب الماضي.

وانضمت الشركة منذ ما يقارب عامين لقائمة الشركات الراغبة في الحصول على العلامة الخضراء التي تقدّم بموجب قانون حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي (EPBC).

قرار صعب

وصفت الشركة البريطانية المطورة لمشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا، قرار الانسحاب من المشروع بـ”الصعب”، وفقًا لمعلومات منشورة بموقع رينيو إيكونومي Renew Economy.

وخضع المشروع -الذي كان يتضمن 68 توربينًا- لعمليات التطوير منذ عام 2020، ويقع في منطقة مشروعات الطاقة المتجددة المعروفة بـ(آر إي زد REZ) بوسط غرب أورانا بولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية.

وكانت الشركة تخطط لتطوير مزرعة الرياح على بعد 12 كيلومترًا من شمال مدينة غولغونغ بالولاية، بجانب مشروع مزرعة تالاوانغ الشمسية، بقدرة إجمالية تقارب 500 ميغاواط.

وأبلغت شركة “آر إي إس” شركة الطاقة في ولاية نيوساوث ويلز (إنرجيكو) بإيقاف خطط تخصيص أرض مزرعة الرياح، لا سيما أنها ترى المشروع غير قابل للتنفيذ أو التطبيق.

في المقابل، تستهدف الشركة مواصلة خطط إنشاء مزرعة تالاوانغ الشمسية، وستتقدم بطلب للحصول على حقوق العمل بمناطق مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا.

إجراءات الولاية

أعلنت ولاية نيو ساوث ويلز في شهر يناير/كانون الثاني الماضي خططًا لتدقيق إطار العمل الخاص بحقوق الشركات بمشروعات شبكات توليد الكهرباء في الولاية، لتجنّب الصعوبات التي واجهت مشروعات الطاقة المتجددة بأستراليا، وأثّرت بصورة سلبية في ثقة المستثمرين.

ويستهدف إطار العمل تسهيل منح تراخيص مناطق الطاقة الـ5 الموجودة بالولاية، المعروفة اختصارًا بـ(آر إي زد REZ)، وبموجب اتفاقيات خدمة الطاقة طويلة الأمد.

وتعرّض أول تخصيص لمشروع داخل مناطق الطاقة المتجددة في أستراليا للسحب خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بسبب صعوبة منظومة العمل وتعقيدها.

ومن المقرر عرض المشروع في المدة الراهنة لتسريع تنفيذه بموجب اتفاقيات خدمة الطاقة، كما تستهدف ولاية نيوساوث ويلز استكمال تصميمات منطقة الطاقة المتجددة بوسط غرب أورانا.

إطار عمل

أطلقت مؤسسة إنرجيكو الحكومية إطار عمل جديد بولاية نيو ساوث ويلز لدعم مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي.

ويتضمن هذا المخطط دفع مشروعات الطاقة الشمسية والرياح وبطاريات تخزين الكهرباء، التي تحصل على حقوق العمل بالمناطق، رسومًا للولاية.

ومن المقرر أن يخصص جزء من هذه الرسوم لصالح مشروعات مجتمعية، وتوفير فرص عمل في مناطق الطاقة المتجددة.

وأكدت شركة رينيوابل إنرجي سيستمز البريطانية دورها في تنفيذ مشروعات مجتمعية بمنطقتي “غولغونغ، ودنيدو” في ولاية نيوساوث ويلز منذ عام 2020، بما في ذلك دعمهما اقتصاديًا.

وتتمتع الشركة بخبرة كبيرة لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا، وتستهدف المضي قدمًا في خططها خلال المدة المقبلة، بما في ذلك مزرعة تالاوانغ الشمسية.

وحصلت الشركة على الموافقات الحكومية للمضي قدمًا في تنفيذ مزرعة رياح تارونغ الغربية، بقدرة إجمالية تقارب 436.5 ميغاواط في كوينزلاند.

مشروعات أخرى

تشارك الشركة البريطانية بتطوير عدد من مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا، من بينها مزرعة رياح تارونغ لصالح شركة (ستانويل كوروبوريشين Stanwell Corporation) المحلية.

وتطور الشركة مشروعًا ضخمًا لإنعاش الطاقة المتجددة بأستراليا، وهو مشروع منتزه كينيدي الأولى من نوعه في العالم على نطاق واسع، إذ يجمع: قدرة 43.2 ميغاواط منن الرياح، و15 ميغاواط من الطاقة الشمسية، وبطارية لتخزين الكهرباء بقدرة 2 ميغاواط، في شمال منطقة كوينزلاند.

ويتضمن المنتزه الهجين -أيضًا- مزرعة رياح أرارات، بقدرة إجمالية 240 ميغاواط، بَنتها الشركة البريطانية منذ عام 2017.

ولم يكن مشروع مزرعة الرياح الذي أوقفته الشركة في ولاية نيو ساوث ويلز أول مشروعات الطاقة المتجددة في البلاد التي تواجه تحديات، إذ شهدت الأشهر الأخيرة توقُّف عدد من مشروعات الهيدروجين، وتخارجت شركات عدّة من مشروعاتها في خطوة تشكّل صدمة لأهداف الطاقة النظيفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..