عصابة فرنسية وراء تهريب خردة المركبات الخطرة إلى الهند.. ما القصة؟

ما زال تهريب خردة المركبات الخطرة إلى أفريقيا وآسيا مستمرًا من دول أوروبا المتشددة في القوانين البيئية والصحية المنظمة لعمليات تفكيك المنتجات وإعادة تدويرها، في مقابل البلدان النامية المتساهلة بتطبيق مثل هذه القوانين.

واكتشفت السلطات الفرنسية -مؤخرًا- شبكة تهريب نفايات كبيرة تعمل بتصدير خردة السيارات التي تحتوي على مركبات خطرة وسامة إلى الخارج بمخالفة للقانون، وفق تقرير حديث رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وألقت سلطات جزيرة ريونيون الفرنسية الواقعة في المحيط الهندي، القبض على 9 أشخاص متورطين في تهريب خردة المركبات الخطرة والنفايات السامة إلى الهند بصورة غير شرعية.

وتشتكي دول أفريقيا وآسيا منذ سنوات طويلة من ظاهرة تهريب خردة المركبات الخطرة بأشكالها المختلفة من الدول المتقدمة؛ لما لها من مخاطر بيئية وصحية كبيرة على السكان.

تهريب خردة المركبات الخطرة من فرنسا

استغرقت عملية مراقبة عصابة تهريب خردة المركبات عدّة سنوات، إذ كانت تشحن ما يقرب من 200 حاوية من خردة السيارات الخطرة سنويًا من بعض أقاليم ما وراء البحار في فرنسا إلى الخارج.

جانب من خردة المركبات في أوروبا
جانب من خردة المركبات في أوروبا – الصورة من HD White

وتشير التقديرات إلى أن هذه الشبكة حققت أرباحًا تُقدَّر بنحو 3.5 مليون يورو (3.8 مليون دولار)، بحسب تقرير نشره موقع راديو فرنسا الدولي أر إف آي (RFI).

وتنص القوانين البيئية في فرنسا على ضرورة إزالة التلوث من خردة المركبات قبل تصديرها للخارج، بحسب الإطار القانوني المنظّم الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ومقرّها واشنطن.

وقال مكتب المدّعي العام في سان بيير: “إن الحجم الهائل للنفايات المصدّرة من جزيرة ريونيون الفرنسية إلى الهند، دون معالجة مناسِبة، أمر مثير للقلق”.

واعتقلت سلطات جزيرة ريونيون رجل أعمال محليًا بارزًا في قطاع تفكيك المركبات وزوجته و7 آخرين، وكشفت التحقيقات أن المشتبه بهم كانوا يخفون نفايات خطرة مع مخلّفات أخرى مسموح بالتجارة فيها دوليًا.

الهند أكبر وجهة للنفايات المهربة

تُعدّ الصادرات غير القانونية للنفايات، بما في ذلك الإلكترونيات وقطع غيار المركبات، ظاهر شائعة، وعادةً ما ينتهي مطاف كثير من هذه النفايات في بعض الدول الأفريقية والآسيوية المتساهلة في قوانين النفايات وإعادة التدوير.

وتتلقى البلدان النامية، ومنها الهند الوجهة المتكررة لمثل هذه النفايات، شحنات ضخمة من خردة المركبات الخطرة -سواء بشكل قانوني أو غير قانوني- من الدول الأكثر ثراء.

وتواصل السلطات الفرنسية تحقيقاتها في شبكة تهريب خردة المركبات الخطرة بين جزيرة ريونيون والهند، مع احتمال حدوث المزيد من الاعتقالات خلال الأسابيع المقبلة.

أحد مكبات خردة المركبات في أوروبا
أحد مكبات خردة المركبات في أوروبا – الصورة من 123RF

وتأتي تحقيقات السلطات الفرنسية في إطار حملة أوسع نطاقًا ضد تهريب النفايات السامة بين الدول، ففي عام 2023، أبلغ الإنتربول عن زيادة بنسبة 50% في مثل هذه العمليات مقارنة بالعامين السابقين، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة.

ويبدو أن تهريب النفايات السامة إلى أفريقيا وآسيا لا يقتصر فقط على خردة المركبات الخطرة، فقد ظهرت -مؤخرًا- عمليات تهريب لنفايات الألواح الشمسية.

وتؤرّق مسألة إعادة تدوير نفايات الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والبطاريات كثيرًا من دول العالم المتسارعة في نشر مصادر الطاقة المتجددة على نطاقة واسع.

ويتوقع مجلس الطاقة والبيئة والمياه الهندي أن يبلغ حجم النفايات من الطاقة الشمسية نحو 200 ألف طن سنويًا بحلول عام 2030.

ونشرت مجلة ديسكفر الأميركية تقريرًا -مؤخرًا- يبيّن أن ممارسات التخلص من الألواح الشمسية ليست صديقة للبيئة، مع وجود أطنان من الألواح التي وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي.

وتتوقّع المجلة وصول نفايات الطاقة الشمسية في العالم إلى 80 مليون طن بحلول عام 2050، إذا لم تجد الدول المصنّعة طريقة لتطوير تقنيات إعادة تدويرها.

موضوعات متعلقة ..

اقرأ أيضًا ..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Source link

شارك هذا الخبر

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.