الطاقة المتجددة سلاح سلطنة عمان لاستدامة الكهرباء وترشيد استهلاك الغاز

تشكّل الطاقة المتجددة في سلطنة عمان المحور الرئيس لتلبية الطلب على الكهرباء خلال السنوات المقبلة، وخفض انبعاثات قطاع الطاقة، في إطار الخطط الطموحة التي وضعتها حكومة مسقط.

وتعمل سلطنة عمان على زيادة إنتاج الطاقة المتجددة لرفع مساهمتها بمزيج توليد الكهرباء، ولاستعمالها في إنتاج الهيدروجين النظيف، مع رغبة البلاد في أن تصبح ضمن أكبر مصدّري الهيدروجين عالميًا.

ومن المتوقع أن تشكّل الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) 30% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2030، وأن ترتفع النسبة إلى 39% في عام 2040.

ويعدّ التحول إلى الطاقة المتجددة خطوة إستراتيجية لضمان استدامة الكهرباء في سلطنة عمان، في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه العالم.

الكهرباء في سلطنة عمان

أكد مختصون في قطاع الكهرباء في سلطنة عمان أن استعمال المصادر الطبيعية في القطاع يسهم في حماية البيئة وتقليل انبعاثات الكربون، ودعم الاقتصاد من خلال توفير الغاز لاستعماله في صناعات مختلفة، أو زيادة حجم صادرات البلاد.

وتمتلك سلطنة عمان إمكانات ضخمة لتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولديها عدد من الشركات المحلية تمتلك مقومات لمواكبة التحول إلى الطاقة المتجددة، فضلًا عن أن التقنيات المستعملة تدعم تقليل استهلاك الغاز وتخفيف الانبعاثات الكربونية، مما يساعد في الحفاظ على الموارد الوطنية.

وأشار عدد من المختصين في قطاع الكهرباء في سلطنة عمان إلى بعض الإستراتيجيات المقترحة، ومن بينها استعمال تقنيات التقاط الكربون وتحويله إلى مواد مفيدة لتقليل الضرر البيئي، وضرورة وجود مصادر طاقة احتياطية لضمان استقرار الإمدادات.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سوجكس عمان، الدكتور صهيب أبودية، إن التحول إلى الطاقة المتجددة في سلطنة عمان يمثّل خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر استدامة للطاقة الكهربائية، خصوصًا في ظل التحديات البيئية العالمية، حسبما ذكرت صحيفة عمان.

وأوضح أن التقليل من انبعاثات الكربون لا يسهم فقط في حماية البيئة، بل يوفر فرصًا لاستغلال موارد الطاقة في مجالات أخرى، إذ إن محطات الكهرباء في سلطنة عمان تعتمد أساسًا على الغاز، “وإذا استطعنا التحول من الاعتماد على الغاز في توليد الكهرباء إلى الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، سنتمكن من توفير الغاز لاستعماله في الصناعات الكيميائية أو تصديره غازًا مسالًا”.

وشدد على أن التحول إلى الطاقة المتجددة في سلطنة عمان سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على الموارد التقليدية، ما يجعل الاستثمار في تطوير الطاقة المتجددة أمرًا مهمًا.

تُظهر بيانات، حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن حصة الغاز بمزيج توليد الكهرباء في سلطنة عمان تراجعت خلال العام الماضي إلى 93%، مقابل 94.89% في عام 2022، ليواصل استحواذه على النسبة الكبرى في المزيج.

وارتفعت حصة الطاقة الشمسية بمزيج توليد الكهرباء في سلطنة عمان إلى 4.51%، مقابل 2.43% في عام 2022، في المقابل، تراجعت حصة الرياح بمزيج توليد الكهرباء إلى 0.23%، مقابل 0.24% في عام 2022.

الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض مزيج توليد الكهرباء في سلطنة عمان وحصة الطاقة المتجددة:

توليد الكهرباء في سلطنة عمان

الطاقة المتجددة في سلطنة عمان

يتوقع أبودية أن سلطنة عمان حسب موقعها المميز تتمتع بالطاقة الشمسية طوال السنة، وهذا يساعد المستثمرين في المجال، مشيرًا إلى أن الإنتاج الحالي من الطاقة الشمسية تجاوز 1500 ميغاواط، فضلًا عن أن السياسات والقوانين التي وضعتها الحكومة في القطاع تسهم نمو القطاع.

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة سوجكس عمان، إلى الانتقال للاعتماد الكبير على الطاقة المتجددة في سلطنة عمان ليس مسألة مستحيلة، ولكنه يتطلب وقتًا، ويتوقع خلال السنوات الـ5 إلى الـ5 المقبلة التمكن من الاستغناء عن جميع محطات الكهرباء التي تعمل بالديزل، التي تُسبب تلوثًا بيئيًا.

وانخفضت حصة الديزل في مزيج توليد الكهرباء إلى 2.26% خلال عام 2023، مقابل 2.43% في عام 2022، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال رئيس الشؤون المالية في شركة العنقاء للطاقة أحمد بن زاهر العبري، إن سلطنة عمان تعتمد حاليًا على الطاقة التقليدية الناتجة عن طريق حرق الغاز، وتسعى الحكومة لاستقطاب أنواع جديدة من الطاقة، ضمنها الطاقة المتجددة.

وأوضح أن التحول إلى الطاقة المتجددة في سلطنة عمان يسهم بتقليل استهلاك الغاز، ما يُمكِّن الحكومة من الحفاظ على المخزون الغازي، أو حتى حرق كمية أقل من الغازات لإنتاج الكهرباء، حسبما ذكرت صحيفة عمان.

وأشار مدير عام شركة فولتامب للطاقة المهندس أحمد الخروصي إلى أنه مع تزايد عدد السكان والأنشطة الاقتصادية، يصبح الطلب على الطاقة أكبر باستمرار، إذ تعدّ الكهرباء المحرك الأساس لنمو أيّ بلد، وسلطنة عمان تعتمد حاليًا على الطاقة الكهربائية التي تشمل مشروعات متنوعة للطاقة التقليدية، وأن التوازن بين الطاقة التقليدية والمتجددة جزء أساس من إستراتيجية الحكومة لتلبية احتياجات المستقبل.

من جهته، شدد رئيس الشؤون الفنية بشركة نماء لتوزيع الكهرباء المهندس يوسف بن محمد المحروقي على أهمية دور شركة التوزيع في توصيل الكهرباء، سواء عبر المحطات الكبيرة أو القدرات الصغيرة فوق المنازل، مما يجعل استعمال الطاقة المتجددة متاحًا للجميع.

وأوضح أن أن النظام التقليدي كان يعتمد على تدفّق الكهرباء من الإنتاج إلى النقل ثم إلى التوزيع، بينما يتجه التحول إلى الطاقة المتجددة نحو تدفقات عكسية، مما يزيد من تعقيد النظام، ولكنه يوفر فرصًا جديدة للتحول نحو الطاقة النظيفة.

وأشار إلى التحديات المرتبطة بالتنبؤ بكثافة الإنتاج من الطاقات المتجددة، إذ تستدعي وجود مصادر طاقة احتياطية، مثل الغاز، لتحقيق التوازن، مؤكدًا أهمية وجود أنظمة التخزين في تحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، خاصة في أوقات انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة.

وتؤدي محطات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان دورًا رئيسًا ضمن إستراتيجية تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بالإضافة إلى طموحات البلاد للتحول إلى مُصدّر مهم للهيدروجين الأخضر المعتمد في إنتاجه على الكهرباء النظيفة.

الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، يستعرض أبرز المعلومات عن محطات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان قيد التشغيل:

محطات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان قيد التشغيل

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Source link

شارك هذا الخبر

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.