الغواصات النووية في أميركا تتعثر.. والصين تشهد حالة غرق

[ad_1]

تواجه الغواصات النووية في أميركا أزمة واضحة، مع ارتفاع التكاليف إلى أكثر من 130 مليار دولار، وفق تقرير حديث حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأشار التقرير الصادر عن مكتب محاسبة الحكومة (GAO) إلى أن كلًا من أهداف التكلفة والجدول الزمني للغواصة الرئيسة لم يُلتزَم بها.

جاء ذلك في إطار تسليط مكتب محاسبة الحكومة -وهي هيئة رقابية غير حزبية تراجع عمليات الحكومة للكونغرس- الضوء على مشكلات في بناء الغواصات النووية الجديدة.

تُنشر الأسلحة النووية في أميركا من خلال 3 طرق: الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تُطلق من الصوامع، والقنابل التي تُسقط من القاذفات الإستراتيجية، والصواريخ التي تُطلق من الغواصات المتخفية.

ويُعدّ هذا المزيج -المعروف باسم الثالوث النووي- ضروريًا للدفاع الوطني.

أزمة الغواصات النووية في أميركا

من بين الطرق الـ3، تُعدّ الغواصات النووية الأكثر أهمية بسبب قدراتها على التخفّي، ما يجعل من المستحيل تقريبًا اكتشافها، وقادرة على حمل رؤوس نووية كافية لتسوية مدن بأكملها.

إلّا أن الغواصات من فئة أوهايو، التي بُنيت في الستينيات والسبعينيات ونشرت لأول مرة في عام 1981، تتقادم، مع زيادة تكاليف الصيانة سنويًا.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، اقترحت البحرية الأميركية أن تحلّ محلها غواصات أكثر تقدمًا من فئة كولومبيا، بهدف الإطلاق بحلول عام 2027، بتكلفة تقديرية تبلغ 9 مليارات دولار لكل منها لأسطول من 12 غواصة.

وتبني شركة جنرال ديناميكس إلكتريك بوت (General Dynamics Electric Boat) حاليًا أول غواصة من فئة كولومبيا، لكن البناء يواجه تحديات كبيرة.

ووفقًا لتقرير مكتب محاسبة الحكومة، واجه البرنامج صعوبات في التعامل مع قضايا مستمرة، مثل التأخير في المواد ومنتجات التصميم، بالرغم من الجهود المبذولة على مرّ السنين لمعالجة هذه المشكلات.

وذكر التقرير -أيضًا- أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وملموسة لتحسين أداء البناء، بحسب ما نقلته منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ” (Interesting Engineering).

وقال مكتب محاسبة الحكومة في تقريره: “تولّى تحليلنا المستقل حساب تجاوزات التكلفة المحتملة التي تزيد عن 6 أضعاف تقديرات شركة إلكتريك بوت (Electric Boat)، ونحو 5 أضعاف تقديرات البحرية الأميركية”.

وتابع: “نتيجةً لذلك، قد تكون الحكومة مسؤولة عن مئات الملايين من الدولارات في تكاليف البناء الإضافية للغواصة الرئيسة”.

تحديات بناء الغواصات النووية في أميركا

وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، تُعدّ بعض التحديات التي تواجه برنامج الغواصات النووية في أميركا منهجية، إذ يوجد عدد قليل من العمال المهرة في الولايات المتحدة القادرين على بناء الغواصات النووية.

بين ثمانينيات القرن العشرين وعام 2020، انخفضت قاعدة مورّدي الغواصات، التي توفر الأجزاء والمواد الأساسية بشكل كبير، من نحو 17 ألف مورّد إلى 3500 فقط.

وقد أدى هذا إلى اعتماد شركات بناء السفن من فئة كولومبيا بشكل متزايد على المورّدين من مصدر واحد، ما يحدّ من المنافسة على العقود، وفقًا لمكتب محاسبة الحكومة.

الغواصات النووية في أميركا
إحدى الغواصات النووية في أميركا – الصورة من منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ”

وتوفر البحرية الأميركية وشركات بناء السفن “تمويل تطوير الموردين” لدعم هؤلاء الموردين الأساسيين.

ينقسم هذا التمويل إلى فئتين: “الاستثمارات المباشرة في الموردين”، التي تغطي نفقات مثل المعدّات، وتطوير المصنع، وتطوير القوى العاملة، و”المشتريات المتخصصة للإشارة إلى الطلب”، والتي تنطوي على تقديم الطلبات لضمان بقاء الموردين قادرين على الإنتاج وتحفيزهم، حتى عندما لا تكون منتجاتهم مطلوبة على الفور.

ومع ذلك، وجد مكتب محاسبة الحكومة أن البحرية الأميركية لم تقيّم بشكل كافٍ ما إذا كانت استثماراتها المالية في قاعدة الموردين تُستعمل بفعالية.

وأشار تقرير مكتب المحاسبة الحكومية إلى أن البحرية الأميركية لم تحدد بشكل متّسق المعلومات اللازمة لتقييم ما إذا كانت هذه الاستثمارات قد أدت إلى زيادة الإنتاج أو توفير التكاليف، وكيف تتوافق هذه النتائج مع أهداف البرنامج.

غرق غواصة نووية في الصين

في سياقٍ آخر، ذكر مسؤول دفاعي أميركي كبير أن أحدث غواصة نووية هجومية في الصين غرقت بجانب رصيف في وقت ما بين مايو/أيار ويونيو/حزيران 2024، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وقد يشكّل هذا الحادث إحراجًا محتملًا للصين في سعيها لتوسيع قدراتها العسكرية؛ إذ تمتلك بكين أكبر بحرية في العالم، بأكثر من 370 سفينة، وقد شرعت في إنتاج جيل جديد من الغواصات المسلحة نوويًا.

وأشار المسؤول الأميركي الكبير إلى أنه لم يتضح سبب غرقها، أو ما إذا كانت تحمل وقودًا نوويًا على متنها في ذلك الوقت.

وقال المسؤول: “بالإضافة إلى الأسئلة الواضحة حول معايير التدريب وجودة المعدّات، فإن الحادث يثير أسئلة أعمق حول المساءلة الداخلية لجيش التحرير الشعبي وإشرافه على صناعة الدفاع الصينية، التي عانت منذ مدّة طويلة من الفساد”.

وأضاف: “ليس من المستغرب أن تحاول البحرية الصينية إخفاء الغرق”، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

ومن جانبه، قال خبير الدفاع الصيني في مركز إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، جيمس تشار، إن الحادث “يثير تساؤلات حول معايير الإنتاج والسلامة لأول غواصة نووية هجومية في فئتها للبحرية الصينية، واحدة من أكثر منصات صناعة الدفاع الصينية تقدمًا”.

وتابع: “بالإضافة إلى زرع الشكوك حول قدرة الغواصة الجديدة على البقاء، فإنه يذكّرنا بالمخاطر المحتملة التي قد تواجهها القوات المسلحة في جميع أنحاء العالم، عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المواد النووية”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

[ad_2]
Source link