أدت توترات البحر الأحمر إلى هبوط إيرادات قناة السويس في 2024 بنسبة تزيد عن 24% وذلك خلال العام المالي المنتهي في 30 يونيو/حزيران (2024).
وسجلت إيرادات رسوم المرور في قناة السويس، وفق بيانات رسمية اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، انخفاضًا بنسبة 24.3%، لتسجل نحو 6.6 مليار دولار خلال العام المالي 2023 -2024.
وانخفضت إيرادات قناة السويس بنحو 2.2 مليار دولار مقارنة بالمستويات المسجلة في العام المالي السابق، التي بلغت نحو 8.8 مليار دولار.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة، يوم الأحد 29 سبتمبر/أيلول المنصرم، إن إيرادات القناة في 2024 تأثرت بقوة بالصراع المستمر في المنطقة منذ ما يقارب عامًا كاملًا، لافتًا إلى فقدان القناة ما يصل إلى 60% من دخلها منذ اندلاع حرب غزة.
عبور قناة السويس
أرجع تقرير البنك المركزي المصري انخفاض إيرادات قناة السويس إلى انخفاض الحمولة الصافية بمعدل 29.6%، لتسجل 1.1 مليار طن، وتراجع عدد السفن العابرة بمعدل 22.2%.
وتركّز الانخفاض أساسًا خلال النصف الثاني من السنة المالية 2023-2024، بمعدل 61.7%، لتسجل إيرادات قناة السويس في المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية يونيو/حزيران نحو 1.8 مليار دولار فقط.
وكشفت هيئة قناة السويس في وقت سابق الإحصاءات الملاحية، خلال عن العام المالي 2023-2024، مشيرة إلى انخفاض نسبة عبور السفن، إذ سجلت الإحصاءات عبور 20 ألفًا و148 سفينة، بإجمالي حمولات صافية قدرها مليار طن.
وجاءت الأرقام في مقابل 25 ألفًا و911 سفينة خلال العام المالي 2022-2023، بإجمالي حمولات صافية 1.5 مليار طن، حسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، (مقرّها واشنطن).
توترات البحر الأحمر
أشار البنك المركزي المصري إلى تراجع إيرادات قناة السويس في 2024 بسبب التوترات التي شهدتها حركة الملاحة في البحر الأحمر، مما اضطر العديد من شركات الشحن التجارية لتحويل مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قد كشف في يوليو/تموز الماضي تعرًُّض إيرادات قناة السويس لخسائر شهرية بقيمة تتراوح بين 500 – 550 مليون دولار، جراء الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
وتشهد قناة السويس حالة من الحصار الجزئي، منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ استهدف الحوثيون السفن المتجهة من -وإلى- إسرائيل في البحر الأحمر، ما دعا دول الغرب بقيادة أميركا وبريطانيا إلى إرسال قطع بحرية عسكرية.
وأثّرت التطورات بحركة الملاحة في قناة السويس، لا سيما أن الهجمات الحوثية تُسبّب تجنّب عدد من شركات الشحن العالمية المرور من البحر الأحمر، وتحويل مسار ناقلاتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وتكتسب قناة السويس أهميتها من كونها أقصر طرق الشحن البحرية الموصلة بين آسيا وأوروبا، ولكن هجمات الحوثيين تُجبر السفن على التحول بعيدًا عن القناة، واتخاذ الطريق الأطول الذي يدور حول أفريقيا، تجنبًا للتعرض للصواريخ اليمنية.
وتُمثّل إيرادات قناة السويس موردًا رئيسًا لدخل مصر من العملة الصعبة؛ إذ تجاوزت 10 مليارات دولار خلال 2023، إضافة إلى كونها ممرًا منخفض التكلفة وقصير المسافة لحركة الملاحة العالمية، من الشرق للغرب ومن الغرب للشرق؛ إذ تقتصر على الناقلات رحلة تصل إلى نحو أسبوعين حول طريق رأس الرجاء الصالح، بتكلفة إضافية تبلغ مليون دولار لكل ناقلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Source link